من منا لم تسحره يوما المدينة التي تحلّت برونق الزرقة و نصاعة الأبيض، مدينة الشاون الملقبة بالجوهرة الزرقاء. مدينة الشاون إسمها الحقيقي "إشّاون" وتعني القرون بالأمازيغية، تقع جنوبتطوان بكيلومترات قليلة. تتميز المدينة بفيض المياه فيها وصفائها ونقاوتها، وتعتبر منطقة "راس الما" المنبع الوحيد للمياه الصالحة للشرب والزراعة بالمدينة. تتسم شفشاون بالصفات الجبلية، نظرا لإحاطة الجبال بها، كما يبرز عند ساكنة المدينة الطابع الجبلي الثقافي لهجة ولباسا وفي مظاهر أخرى. غرب المدينة، تتواجد القصبة المبنية على النمط الأندلسي، والتي كانت قد اتُخذت مقرا للمؤسس علي بن راشد لقيادته وثكنة عسكرية من أجل الجهاد ضد البرتغاليين، كما تعتبر ساحة "وطاء الحمام" قطب المدينة تاريخيا وسياحيا باعتبار كل الطرق تؤدي إليها، وبعد أن صممت الساحة لتكون مقر سوق أسبوعي، تأخذ اليوم طابعا سياحيا حيث المقاهي والمطاعم. يقترن إسم الشاون بالسيد علي بن راشد الذي يعتبر مؤسس المدينة سنة 1471م، بهدف إيواء المسلمين المطرودين من الأندلس، كما أنها كانت بمثابة قلعة للمجاهدين ضد الاستعمار. تحتل الشاون اليوم أنظار عشاق المناظر الخضراء الخلابة، من جبال وأشجار ومياه، وينتظر من الدولة أن توفي حق المدينة من الاهتمام و الرعاية.