أطلق عدد من الفكاهيين الشباب والفنانين المغاربة، مبادرة لإدخال الفرح إلى قلوب المعوزين من مواطنيهم في "العيد الكبير" (الأضحى)، بتحدي إنساني أطلقوا عليه "نعيدو كاملين" (لنحتفل جميعا بالعيد)، عوضا عن عروضهم الفنية الكوميدية. ويحتل عيد الأضحى مكانة كبيرة في أعياد واحتفالات ومواسم المغاربة، لذلك اختاروا أن يطلقوا عليه "العيد الكبير". ولأنه "العيد الكبير" فإن الاحتفال به والقيام بشعائره تكبر بكبره، كما تكبر نفقاته التي تثقل كاهل الكثير من الأسر، لكنهم يقبلون عليها رغم كل شيء، ما يدفع عددا من الأسر المتوسطة في المغرب إلى الاقتراض من البنوك أو الأقارب لشراء خروف الأضحية. فيما يضطر الميسورون منهم في الكثير من الأحيان إلى بيع أثاث بيوتهم القليل، لشراء أضحية العيد مهما كانت فوق طاقتهم المادية، تحت إلحاح أطفالهم، الذي يريدون أن "يتباهوا" أمام أقرانهم بكبر خروفهم وطول قرنيه، لحظة لا يستطيع الآباء أن يحرموا أبناءهم منها، رغم أن جيوبهم لا تسعفهم لذلك. وقال "محمد باسو" أحد الفنانين الفكاهيين للأناضول "نحن بصدد الإعداد لعروض فنية قادمة، ، ولقيت فكرة (نعيدو كاملين) ترحيبًا طيبًا من كثير من الفنانين". وتقوم فكرة "نعيدو كاملين"، كما يقول "باسو"، على تحدي الفنانين لبعضهم البعض علانية، في مواقع التواصل الإجتماعي، بعدد الأسر المعوزة التي سيتكفل كل واحد منهم بشراء أضحية عيد الأضحى لهم. وأضاف باسو "الغرض من هذا التحدي هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر، وإدخال الفرح إلى قلوب أبنائهم بمناسبة العيد الكبير"، معتبراً أن "الفنان يجب أن يكون قدوة لغيره من القادرين على المشاركة في هذه المبادرة، وإسعاد المحتاجين في هذا العيد ومناسبات أخرى". وتابع "هكذا بدأ عدد من الفنانين المغاربة في التحدي، والتصريح بعدد الأضاحي التي يتكلف بها كل واحد منهم ويشهدون الناس على أنفسهم، فيما اختار آخرون أن يشاركوا في المبادرة دون التصريح بقيمة ما سيساهمون به، وفي نيتهم أن إخفاء الصدقة أفضل اتقاءً للرياء". واستنكر باسو اتهام بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي له ولزملائه بالرياء والتباهي، قائلًا "لا يعلم ما بالقلوب إلا الله، وهو أدرى بمن في قلبه رياء، ومن كان صادقًا، من أجل تشجيع غيره على الخير والتعاون على البر". وأوضح باسو "لكل واحد منا أن يختار الصيغة التي تناسبه، لكن الأهم هو المساهمة من أجل أن نحتفل جميعًا بالعيد". وبدأت المبادرة ب "تحدٍ فكاهي" وانضم إليها عدد من المطربين مثل حاتم عمور، وعادل الميلودي، وغيرهم، وعدد من المحسنين من غير الفنانين اتصلوا بالقائمين عليها للمساهمة فيها وتبنى عدد من الأسر المعوزة في هذا العيد، بحسب باسو الذي لفت إلى أن نتيجة هذا التحدي "كانت كبيرة ولم نكن نتوقع بلوغها هذا الحجم من الإقبال والتشجيع".