في حوار مع الأدبية والشاعرة ذات الأصول المغربية والتي تنحدر من مدينة الناظور والقاطنة بالديار الألمانية ماجدة البارودي. ما قصتك مع الشعر والكتابة ؟ قصتي قصة المراكب التي استوطنت سواحل البحر لتنسج قصة تكامل أبدية لا تعرف الانفصال. قصة الطيور التي مهما حلقت بعيدا يعيدها الحنين إلى أرض حضنتها اغصانها فيه يوما ما.. صعب أن أتذكر بدايتي مع الكتابة صعب جدا…أتذكر فقط أنني في كل مرة ضحكت أو تألمت فيها كنت أكتب وكنت أبحث عني وعن وطني فيما أكتب. حدثينا عن إنتاجك الأدبي ، خصوصا عن " محطات الحنين"؟ محطات الحنين كانت في البداية حلما صغيرا كبر مع الايام حتى طال السماء… اخترت هذا الاسم لارتباطي القوي بالمغرب وناسه وشوارعه واختلاف الألوان والأنوار فيه…المغرب بلد الأساطير والجمال لا يعرف قيمته إلا من ابتعد عنه. ما الأعمال الأدبية التي تناولها المتخصصون بالنقد؟ جميع إصداراتي المتواضعة كتب عنها النقاد وتناولوها بالتحليل والاهتمام.. إضافة إلى ذلك تزخر صفحاتي بأهم النقاد والمفكرين وطبعا القراء الذين هم ناصحي الأول وكم افرح واهتم بنصائحهم وآرائهم. كيف ترين الأدب المغربي في علاقته بالشبكة العنكبوتية الآن؟ بكل صراحة قد ساهمت في تقريب المسافات بين الكتاب والشعراء والمهتمين أو الأدباء عموما. وأنا واحدة من هؤلاء بحيث كانت بدايتي من خلال الانترنت والمتابعين هم من شجعوني على المواصلة. أقسام اللغة العربية بالجامعات العربية وأساتذة الأدب والبلاغة والنقد فيها تملأ عين الشمس كما يقال ومع ذلك لا يستطيعون وضع نظرية نقدية عربية بمعايير علمية وأسس عربية.. ما تفسيرك لذلك؟ إلى حد ما أنا أخالفك الرأي يا صديقي فأهم النظريات الفكرية كانت لعرب فيما مضى، واليوم أيضا تزخر الدول العربية والمغرب بمفكرين ونقاد مبهرين المشكلة الكبرى تكمن في عدم تسليط الضوء عليهم من الميديا العربية وفي عدم اهتمام مجتمعنا بالاطلاع إلا فئة قليلة لعدة أسباب، عموما كما كان الأمر دائما تعتبر جميع الفنون من بينها الكتابة والشعر وغيرها مقتصرة على النخبة المثقفة ومن هذا أيضا تتفرع مشاكل الجهل وتغييب الوعي الاجتماعي وغيرها الكثير …وأرى من خلال هذا أن نجد وسائل وطرق تحبب المجال المعرفي والفكري لأولادنا وبناتنا فهم حملة الراية غدا وإن لم تتفتح أذهانهم اليوم فكارثة الغد خطيرة. أي الشعراء تدينين لهم بالفضل؟ هم كثر أخاف أن أنسى اسما فيعتب أحدهم، الإنسانية ودم العروبة قربتني منهم فاخذوا بيدي وارشدوني…مدينة أنا لهم ما حييت .كيف ترين الشعر في أوروبا عموما ؟ أروبا تطبق آية(اقرأ) حرفيا في كل حي وشارع هناك مكتبة مكتظة بالكتب مجانا، اهتمام خيالي بالكتاب والمبدعين من المجتمع والمؤسسات الثقافية والفكرية…تطور مذهل لدور النشر عكسنا ففي بلادنا يصرف الكاتب على النشر ويعرض كتابه بابخس الأثمان ثم لا يلتفت إليها أحد. رغم كل هذا تبقى لغتنا العربية أجمل اللغات وكل سطر يكتب بها من مبدع تعد ملحمة جمال عكس اللغات الأخرى. هل ذهبت دولة الشعر العربي أم لا تزال لها قائمة؟ قديما كان العرب يفخر بوجود شاعر بينهم ويقدمونه في مجالسهم وينوب عنهم في الخطابة أمام الضيوف. اليوم لأسباب سبق وذكرتها لا يولي معظمنا اهتماما بالأدب كما نولي الاهتمام للمغنيات مثلا، الكاتب الحقيقي يمثل بلده ويعلي رايتها عاليا ومن الواجب الاهتمام به. دولة الشعر قائمة لكن مغيبة إلى حد ما يا صديقي لماذا نلاحظ عدم الإقبال على أمسيات الشعر من قبل الجمهور العادي؟ ذكرت سابقا أن الفنون الراقية عموما منها الشعر والأدب ملك النخبة المثقفة، ربما تقصد بالجمهور العادي الكثير من شباب اليوم…كيف يحضرون وقد شحنت حياتهم بالمسلسلات الصينية والتركية وأغاني لا معنى لها؟ ما نصائحك لإيجاد نوع من التوازن وما يمكن تسميته "تنمية الذائقة الشعرية لدى الجماهير"؟ نصيحتي أن نرتقي باهتماماتنا بأفكارنا بكتاباتنا…أن نرتقي ونعيد من حولنا إلى كنوز اللغة..إلى الإبداع الذي يحلق بالنفوس. واتمنى ان يولى الكاتب اهتماما أكثر بتعريفه أو استضافته ولكن فقط إن كان جديرا بذلك. حدثينا عن موقع اللغة العربية الآن في ألمانيا ؟ وجدت لنفسها مكانا مميزا، معظم المحطات العامة والمؤسسات التجارية أو الاجتماعية تعلق ملصقات أو منشورات للتوضيح باللغة العربية، خاصة والجالية العربية كبيرة هنا … أنا أرى أن معظمهم يحترم فينا الإنسان وحتى الدين الإسلامي فقط يجب توضيح الأمور لهم وأفضل ما ينوب عن كل هذا حسن الخلق. هل يمكن تسمية الأدب الذي يظهر على الفيس بوك بالأدب الافتراضي؟ الشعر والكتابة، لا انا أرفض هذه التسمية انا لا اجد الانترنت عالما افتراضيا هو وسيلة يلتقي فيه جميع الأشخاص كل واحد واستعماله لهذه الوسيلة والشاعر أو الكاتب ينقل إبداعه بطريقة سريعة إلى المهتمين. رسالة لمتتبعين ومعجبين بأعمال ماجدة البارودي ؟ لكل شخص مر يوما بكتاباتي ولامست روحه أو تصفح إحدى كتبي ووجد نفسه بين صفحاته…شكرا من القلب كلمة في حق عائلتك وبلدك ؟ عائلتي كانت ولا تزال سندي وتاج قلبي اتمنى أنني جعلتهم يفخرون بي وأدعو الله أن يرضي والدي ووالدتي عني ويحفظها لي فقد كانا استثنائيان وغرسوا داخلي الثقة وحب العلم وقبل كل ذلك حب الله أينما كنت. أما وطني الذي انبتني حرة وجعل النور يشرق أمامي في كل الظروف فلا يكفيه مداد قلبي والأجدر أن يكتب اسمه بماء الذهب، انا عاشقة للمغرب ووفية له ما حييت. * حاورها: رضوان بنداود