كتبت مجلة «فوربس مغازين» أن السكان الصحراويين الذي يعيشون في ظروف مزرية في مخيمات تندوف، بالجزائر، «يحلمون بشيء واحد: العودة الى وطنهم الأم، المغرب». وسجل المقال الذي وقعه الكاتب الأمريكي المشهور، ريتشارد منتير، المختص في قضايا الإرهاب، أن السكان الذين يعيشون في مخيمات تندوف «لديهم أسباب وجيهة لرغبتهم في التخلص من هشاشة محيط (...) يخضع لسيطرة نظام دكتاتوري، يذكر بالمانيا الشرقية خلال الحرب الباردة»، مضيفا أن الاف الصحراويين تمكنوا من الهروب بالرغم من خطر تعرضهم للانتقام من قبل البوليساريو. وأبرز مينتير الذي زار مخيمات تندوف سنة 2010 الرفاهية والتنمية الاقتصادية اللتين تعرفهما أقاليم الجنوب، مؤكدا أن المغرب قام بمجهود مالي كبير في الاقاليم الجنوبية منذ 1975 من اجل بناء الطرق والمستشفيات والمطارات والمساكن. من جهة أخرى، حذر مينتير من مشاعر الإحباط لدى شباب محروم من حقوقه وفرص الشغل بمخيمات تندوف، مسجلا أن الأمر يتعلق هنا بخزان بالنسبة لمجندي (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، الذي يبحث عن نسج خيوط شبكته الإرهابية في المنطقة برمتها. وذكر بأن «هذا التنظيم ، المتخصص في عمليات اختطاف الرهائن الأوروبيين، يشن هجمات ضد الجيوش والشرطة عبر منطقة شمال إفريقيا»، محذرا من الأخطار التي تتهدد «مصالح الولاياتالمتحدة» جراء التهديد المتنامي ل(تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي). وكان مينتير قد تحدث في ربورتاج حول مخيمات تندوف نشر ضمن العدد الأول من النسخة الفرنسية لمجلة السياسة الخارجية الأمريكية «يو إس فورينغ بوليسي» عن «وسط تسوده الفوضى، حيث لا يستطيع قادة الانفصاليين تأمين ما يشبه النظام، وهي وضعية تستفحل بفعل نقص البنيات التحتية وغياب سلطة شرعية». وأكد السيد مينتير، في هذا الإطار، أن زيارة بسيطة لمخيمات تندوف تكشف عن مطالب قادة الانفصاليين، موضحا أن للزمرة المسيرة ل (البوليساريو)، بما في ذلك قائدها محمد عبد العزيز، «مصلحة اقتصادية في العمل على استدامة وضعية الجمود، على حساب الساكنة التي تظل قابعة في المخيمات». كما أكد صاحب المقال أن الجزائر، التي تقدم ملجأ على ترابها للبوليساريو، «لها أيضا مصلحة في استمرار هذا النزاع بالصحراء» بحثا عن «قيادة وهمية بالمغرب العربي». وأضاف ريتشارد مينتير، صاحب الكتابين الأكثر مبيعا في قائمة نيويورك تايمز، بعنوان «لوزين بن لادن» (فقدان بن لادن) و»شادوو وور» (حرب الظل) «من المرجح جدا أن المال والسياسة والسذاجة لهم مفعول كبير في استدامة هذا النزاع الذي لا طائل منه».