www.oujdaoran.com يعتبر العربي الحسني المندوب الولائي لوزارة الشباب والرياضة بوجدة، أحد أطر الوزارة الذين صاحبوا الوزير ضمن الوفد الرسمي المغربي المتوجه إلى عنابة لحضور المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المغربي. فهذه الرحلة لم تكن عادية كباقي الرحلات الرياضية، فهي رحلة تحكم فيها العامل الرياضي والسياسي والجغرافي والجوار وتحكم فيها أكثر، هاجس احتمال غليان الشارع الجزائري في حال انهزام فريقهم خاصة وأن الشوارع العربية هذه الأيام لا تحتاج سوى لاندلاع الشرارة الأولى لانتفاضات محتملة، لذلك كانت السلطات الجزائرية حريصة على عدم إعطاء هذه المقابلة أكثر من حجمها الحقيقي ولذلك أيضا كانت جادة في مطلب عدم تكرار تجربة مقابلة المنتخبين الجزائري والمصري ومن ثم يمكن فهم الذي حدث، في هذه الورقة يقربنا أكثر الأستاذ العربي الحسني عن الأجواء التي صاحبت المقابلة وعن الاستقبالات والجهود الاستثنائية الجزائرية فمنذ وصولنا إلى مطار عنابة –يقول العربي الحسني- أحسسنا أن الجزائريين بذلوا جهودا استثنائية لضمان استقبال رائع ولائق بالوفد المغربي، واتضح ذلك من خلال الاستقبال بالورود والاحتضان الدافئ بالقاعة الشرفية، وجاءت المحطة الثانية وهي المحطة التي توجهنا خلالها إلى منتجع اسريردة قرب عنابة، وهو فضاء جميل بمنظر خلاب يطل على البحر ويغري بالاستمتاع، وزاد من جمالية الفضاء ودفء اللقاء، تلك العبارات الرقيقة للوزير الجزائري المكلف بالعلاقات المغاربية وإفريقيا عندما تحدث عن الأخوة والصداقة بين الشعبين الشقيقين وما يربطهما من أواصر القرابة والدم والنسب والمحطات التاريخية المشتركة. ويضيف الأستاذ العربي الحسني، أن الفنان المغربي الدرهم أحد أفراد مجموعة جيل جيلالة والذي كان حاضرا ضمن الوفد المغربي بمعية فنانين آخرين من قبيل هشام بهلول وحسن نفالي، استطاع أن يلهب حماس الحاضرين من الوفد المغربي والجزائريين الحاضرين بمنتجع اسريردة، عندما غنى أغنية جيل جيلالة المشهورة “حلاب حلاب بويا لحليب” وضمنها مقاطع عن العلاقة التي تربط الشعبين المغربي والجزائري، ومما زاد من هذا الحماس الدال –يقول العربي الحسني- هو الانخراط التلقائي لكل الجزائريين الحاضرين بمن فيهم الوزراء ومدراء الدواوين ووالي عنابة، في أجواء الأغنية وترديدهم بحماس وعفوية لمقاطع من الأغنية التي خلت أنها أغنية جزائرية ولكنه الجوار الذي يلغي الحدود. بعيدا عن الاستقبالات الرسمية، وبعيدا عن منتجع اسريردة والقاعة الشرفية، تنتصب الاستقبالات الشعبية والحفاوة الكبيرة للشعب الجزائري شاهدة على علاقة الحب الكبير بين الشعبين، فالأعلام المغربية قد غطت سماء عنابة، وصور جلالة الملك قد زينت بها أهم وأكبر شوارع المدينة، فضلا عن اللافتات الترحيبية التي لا يخلو منها شارع أو زقاق … ولقد استطاع أغلب أفراد الوفد المغربي الذين احتكوا بسكان عنابة والمواطنين الجزائريين أن يرسموا صورة مكبرة للحب الذي يغمر الشعبين الشقيقين. وزاد المندوب الولائي بوجدة –أنه حتى المحلات التجارية والخدماتية كانت مزينة بصور جلالة الملك بمعية الرئيس بوتفليقة وبالأعلام المغربية والجزائرية. وجاءت اللحظة الحاسمة، لحظة التوجه إلى الملعب الذي سيحتضن هذه المقابلة الكبيرة، وكان المربع المخصص للمشجعين المغاربة قد أحيط بحراسة أمنية تفاديا لمناوشات بين الجمهورين، فأغلب الوفد الرسمي المغربي انخرط مع باقي الجمهور المغربي، وكان همه هو إبراز العلم الوطني وتشجيع منتخبه، لكن الحكم أفسد على المغاربة فرحتهم –يقول السيد العربي- وأحبط معنويات اللاعبين، وأوصل بمستوى اللعب إلى ذلك المستوى الدنيء الذي لم يرضنا جميعا. بالرغم من تلك الإصابة اليتيمة التي جاءت عن طريق ضربة جزاء المشكوك فيها، كان أغلب الجزائريين غير راضين على مستوى فريقهم، مما دفع بحوالي ثلث الجمهور الجزائري إلى مغادرة الملعب قبل نهاية المباراة بحوالي نصف ساعة، وقد صرح جزائريون للمغاربة أن الفريق المغربي كان الأقوى والأجدر بالانتصار، هكذا يصف الأستاذ العربي الحسني هذه الرحلة، وهكذا يقرأ حفاوة الشعب الجزائري الشقيق بالوفد المغربي، وقد كان للأستاذ العربي الحسني فرصة شكر والي عنابة على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال متمنيا أن يكون المغاربة في مقابلة العودة عند حسن ظن الجزائريين وفي مستوى رد الجميل، فرد والي عنابة، إن المغرب معروف بحسن ضيافته وسعة صدره ومنه تعلمنا مبادئ الكرم وحسن الاستقبال.