وقام كاتب الدولة في الاقتصاد بالكنفدرالية السويسرية السيد جون دانيال جيربر الذي يقود وفدا هاما يتكون من رجال أعمال ومسؤولين سويسريين، بزيارة عمل إلى المغرب في الفترة ما بين 27 فبراير الجاري وثالث مارس المقبل. أجرى وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة السيد أحمد رضا الشامي، مباحثات مع كاتب الدولة في الاقتصاد بالكنفدرالية السويسرية السيد جون دانيال جيربر، تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وبهذه المناسبة أشاد السيد جيربر بالعلاقات "المتميزة" التي تجمع المغرب بسويسرا على الصعيد الاقتصادي، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي أكثر أخذا بعين الاعتبار أهمية البعد الجيواستراتيجي للمغرب. ودعا المسؤول السويسري إلى تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين من أجل ضمان حضور أكبر للمنتوجات المغربية بالسوق السويسرية. كما نوه بالتنمية الاقتصادية التي يشهدها البلدان، معربا عن استعداد سويسرا للرفع من حجم استثماراتها بالمغرب والاستفادة من الفرص الهامة التي تتيحها المملكة. وقد تناولت هذه المباحثات أيضا المنتوجات الصيدلية وأثمانها، وكذا مراقبة جودة الصادرات والواردات. من جهته ،أبرز السيد الشامي العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، مؤكدا أن المبادلات التجارية للمغرب مع سويسرا تجاوزت 82 بالمائة من التجارة الاجمالية بين المملكة والجمعية الأوروبية للتبادل الحر. وبخصوص الوضع السياسي بشمال إفريقيا، أكد السيد الشامي على خصوصية السياق المغربي نظرا للشرعية التي تتمتع بها المؤسسة الملكية وتوسيع فضاء الحريات العامة الذي تم الشروع فيه منذ سنوات، موضحا أن "المغرب أحرز تقدما في هذا المجال مقارنة مع بلدان أخرى ". وأشار الوزير إلى التحديات التي يتعين رفعها والمرتبطة على الخصوص بتشغيل الشباب وتعقيد المساطر الإدارية. وأجرىكاتب الدولة السويسري مع وزير التجارة الخارجية، السيد عبد اللطيف معزوز وتناول الجانبان خلال هذا اللقاء، العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ، كما بحثا السبل الكفيلة بتعزيز التعاون والشراكة المغربية السويسرية خاصة في المجال الاقتصادي . وأبرز السيد معزوز في كلمة بالمناسبة ،العلاقات الجيدة القائمة بين البلدين في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية ، مشددا على ضرورة الرقي بمستوى الشراكة بين البلدين والإستفادة من عامل القرب الجغرافي للمغرب مع البلدان الاروبية وفرص الاستثمار التي تتيحها المملكة . ودعا السيد معزوز، الذي قدم لمحة عن الأوراش الكبرى التي شهدتها المملكة خلال العشر سنوات الأخيرة، إلى وضع تصور لتعاون بين كل من المغرب وسويسرا ودول جنوب الصحراء. ومن جانبه، توقف المسؤول السويسري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عند فرص الإستثمار التي يتيحها المغرب ، مبرزا توافق وجهات نظر البلدين ، خاصة ما يتعلق بمجالات التفاوض المتعدد الاطراف على مستوى المنظمة العالمية للتجارة ، ومسألة توسيع اتفاق التبادل الحر بين المغرب والجمعية الأوروبية للتبادل الحر ، وكذا أهمية تنظيم لقاءات بين رجال الأعمال بالبلدين في اطار تبادل التجارب والخبرات. وحول التطورات الأخيرة التي تشهدها بعض دول شمال افريقيا، أبرز المسؤول السويسري الاستقرار السياسي الذي ينعم به المغرب الذي قام بإصلاحات سياسية هامة خلال السنوات الاخيرة ، داعيا إلى تعزيز التعاون الإقتصادي بين البلدين. كما أجرى وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار، محادثات مع كاتب الدولة في الاقتصاد بالكونفدرالية السويسرية، جان دانيال جربير، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب. وخلال هذا اللقاء، أكد السيد مزوار على أهمية الزيارة التي قام بها المسؤول السويسري في تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي والتي لا يزال دون إمكانيات البلدين. وشدد على أهمية إيلاء الاهتمام لتنشيط الإطار القانوني القائم بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد، إلى اتفاق التبادل الحر الذي أبرمه المغرب مع الجمعية الأوروبية للتبادل الحر، من أجل تطوير وتعميق العلاقات الاقتصادية بين المغرب وسويسرا. وأشار الوزير أيضا إلى أهمية بناء علاقات مميزة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع سويسرا، والفرص الجديدة التي يتيحها الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب بهدف إقامة شراكات على أساس التكامل. وفي معرض حديثه عن المؤهلات والفرص التجارية والاستثمارية التي يمنحها المغرب في إطار استراتيجياته القطاعية، أبرز السيد مزوار الإمكانات التي يوفرها المغرب كأرضية للإنتاج والتصدير إلى أوروبا وأمريكا وإفريقيا والعالم العربي. من جهته، أكد السيد جربير أن زيارته إلى المغرب تعكس الإرادة القوية لبلاده من أجل الدفع بالعلاقات المغربية - السويسرية، ومنحها دينامية حافلة بشراكات مربحة للفاعلين في البلدين. وأشاد المسؤولان، بالمناسبة، بإرادتهما المشتركة لتشجيع وتعزيز التعاون الثنائي.