واشنطن مقتنعة بان مقترح الحكم الذاتي "جدي ويحظى بالمصداقية". والشراكة بين المغرب والولاياتالمتحدةالامريكية تحظى حاليا بالاولوية أكثر من أي وقت مضى. وبعض أعضاء رؤساء مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يشيدون بدينامية التنمية التي تشهدها مدينة الداخلة. أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، السيد فيليب كراولي، الخميس الماضي بواشنطن، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، "مصلح يتخذ المبادرات الملائمة"، منذ اعتلائه العرش. وأبرز المسؤول الأمريكي، في لقاء بمركز الصحافة الأجنبية حول الظرفية الحالية على الساحة الدولية عموما والعالم العربي خصوصا، أنه "منذ البداية، كان ملك المغرب واعيا بضرورة القيام بإصلاحات". جاء ذلك ردا على سؤال حول المظاهرات التي نظمت، الأحد الماضي، ببعض المدن المغربية، والتي وصفتها منظمتا (هيومان رايتس ووتش)، و(منظمة العفو الدولية) بكونها كانت سلمية في غالبيتها. وكان مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قد صرح، أمس الأربعاء، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الولاياتالمتحدة "تشيد" بسماح الحكومة المغربية للمواطنين بالتظاهر سلميا. وقال المسؤول الأمريكي: "نعلم أنه تم تنظيم عدة مظاهرات سلمية خلال الأسبوع الماضي بالمغرب"، مبرزا أن بلاده "تشيد بسماح الحكومة المغربية للمواطنين بالتظاهر بطريقة سلمية". وأعرب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية، السيد ويليام بورنز ، البارحة الاحد بالرباط ، عن اقتناع بلاده بان مقترح المغرب بمنح حكم ذاتي بالصحراء "مقترح جدي ويحظى بالمصداقية". وقال بورنز في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية مقتنعة، وستستمر في اعتبار المبادرة المغربية جدية وتحظى بالمصداقية". وأكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستواصل دعم جهود الأمين العام الاممي ومبعوثه الشخصي، من أجل إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء، متفق عليه ومقبول من لدن الأطراف. وقال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية السيد ويليام بورنز، إن الشراكة بين المغرب والولاياتالمتحدةالامريكية تحظى حاليا بالاولوية أكثر من أي وقت مضى، مضيفا أن "المغرب يعتبر نموذجا للاصلاح والدمقرطة بالمنطقة". وقال السيد بورنز في ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري "إن الشراكة مع المغرب والشعب المغربي تحظى بأولوية من لدن إدارة الرئيس أوباما " مضيفا أن "هذه الشراكة تكتسي الآن أهمية أكثر من أي وقت مضى". وأكد أن المغرب يواصل بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس جهوده الملموسة في مجال التنمية، معتبرا أن المملكة التي تستمر في رفع التحديات على أكثر من مستوى ، حققت إنجازات هامة في مجال الاصلاحات والدمقرطة جعلت منها نموذجا في المنطقة. وأضاف أن منظمات المجتمع المدني تشهد زيادة مضطردة في المغرب الذي تحذوه إرادة حقيقية لمواصلة مسلسل التحديث، مؤكدا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستواصل دعم جهود المغرب ضمن روح الشراكة وخاصة من خلال حساب تحدي الألفية. وأعرب في هذا السياق عن عزم بلاده تطوير المبادلات التجارية والاستثمارات مع المغرب. ومن جهته وصف السيد الطيب الفاسي الفهري العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية ب"الهامة"، مذكرا بأن الاستثمارات الأمريكية بالمغرب نمت بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة. واضاف السيد الطيب الفاسي الفهري أنه بحث مع المسؤول الأمريكي القضايا المرتبطة بالحوار السياسي الذي تكثف خلال السنوات الأخيرة بين البلدين ، وكذا التطورات على الساحة العربية وفي افريقيا وداخل الفضاء الأورو متوسطي. وفي السياق ذاته،أشاد وفد من رؤساء مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الجمعة الماضية، بالتقدم الذي تشهده مدينة الداخلة وبالبرامج التي وضعتها المملكة لبلورة مختلف السياسات التنموية بالمنطقة. وأبرزت السيدة كلارين ناردي ريدل، في تصريح صحفي عقب زيارة قام بها الوفد الأمريكي للمركز الجهوي لاستثمارات، أن هذه الزيارة مكنت رؤساء مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الاطلاع على المشاريع والمنجزات التي تم تحقيقها بالمنطقة في مختلف الميادين وكذا آفاق الاستثمار في القطاعات الواعدة. وعبرت السيدة ريدل في هذا الصدد، عن "اعتزازها" بزيارة مدينة الداخلة في هذه الفترة التي تحتضن فيها المدينة مهرجانا دوليا يعكس انفتاحها وديناميتها ومناخ الاستقرار والأمن الذي يسود المنطقة. وأشارت إلى أن الوفد الذي يضم سبعة من رؤساء مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، زار خلال إقامته بالمغرب، العديد من المدن المغربية ، ولاحظ التقدم الذي تم إحرازه في مختلف المجالات ومناخ الانفتاح الذي يسود البلد. وأبرز أعضاء آخرون ضمن الوفد ، التقدم السياسي والاجتماعي والديمقراطي الذي يعرفه المغرب والذي يبقى بنظرهم "استثناء في محيطه الاقليمي، بفعل أوراش الاصلاح الرائدة والبارزة التي تمت في مختلف المجالات". وذكروا من جهة أخرى، بدعم غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي وصفها المجتمع الدولي بالجادة وذات المصداقية. وخلال هذا اللقاء الذي عقد بمقر المركز الجهوي للاستثمار ، تتبع رؤساء مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي عرضا قدمه مدير المركز السيد عبد الله بوحجر حول مؤهلات المنطقة وفرص الاستثمار التي تتيحها وكذا آفاق التنمية في مختلف القطاعات. وفي معرض رده على الأسئلة التي أثارها أعضاء الوفد الأمريكي، استعرض السيد بوحجر المشاريع الهيكلية التي تم إنجازها للنهوض بالاقتصاد الجهوي، وتعزيز البنية التحتيةالأساسية وتقوية جاذبية المنطقة ، فضلا عن سلسلة من المؤشرات تعكس الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين بالمنطقة وتطور عدد المشاريع الخاصة التي تقام فيها. كما تطرق للمقاربة التشاركية والتشاور المعتمدة في تدبير الشأن المحلي بمشاركة وانخراط مختلف مكونات الساكنة في مسلسل التنمية في المنطقة. وأشار أيضا إلى الاهتمام الذي توليه مختلف البرامج التنموية لمسألة الحفاظ على البيئة وتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة. إثر ذلك قام أعضاء الوفد الأمريكي، الذين ألتقوا مع الفاعلين بالمجتمع المدني في الداخلة، بزيارة الى مجموعة من المشاريع والمرافق التنموية في المنطقة.