سفارتها بواشنطن تتعاقد مع "لوبي" قاد حملة ضغط لانفصال السودان والصومال وشمال قبرص لتكليفه بدعم بوليساريو احتضن مقر سفير الجزائر لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لقاء ضم قياديين في جبهة بوليساريو وعناصر من الأمن العسكري الجزائري، من أجل التحضير لحرب دبلوماسية تمولها الجزائر بتنسيق مع سفيرها، عبد الله بعلي، وممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة أحمد البوخاري. وعلمت «الصباح» أن تحرك المخابرات الجزائرية يروم تحقيق اختراق في ما يتعلق بالحملة الإعلامية القوية التي نجح من خلالها المغرب في كشف العلاقة الوطيدة بين عناصر من بوليساريو وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تناولتها مختلف وسائل الإعلام الأمريكية. وأفادت المصادر أن الدبلوماسي الجزائري في واشنطن تلقى تأنيبا قويا من جهاز الأمن العسكري بالجزائر، وذلك بعد تواتر الخرجات الإعلامية ضد بوليساريو واعتقال أفرادها ضمن شبكات التهريب في المنطقة، علاوة على صدور تقارير معاهد أمريكية تشير إلى وجود روابط بين الجبهة والتنظيم الإرهابي، مشيرة إلى أن المخابرات الجزائرية تحركت في الملف، بالنظر إلى أن الحملة التي قام بها المغرب في الأوساط الإعلامية الأمريكية، حققت هدفين اثنين، الأول يهم إثارة مسؤولية الجزائر في إطالة الملف، علاوة على علاقة الجبهة بصناعة تنظيمات إرهابية جنوب الصحراء، والهدف الثاني هو كشف علاقة بعض كبار مسؤولي بوليساريو وعسكريين سابقين في صفوف قواتها، باختطاف أجانب في المنطقة وتقديم الدعم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي سياق التحضير للحرب الدبلوماسية ضد الوحدة الترابية للمغرب، ربط المسؤول الجزائري، عبد الله بعلي، وممثل جبهة بوليساريو، أحمد البوخاري، اتصالات بمجموعة لوبي أمريكي، من أجل القيام بحملة لمحو الصورة التي ترسخت حول ارتباط تنظيم بوليساريو بتنظيم القاعدة، مضيفة أن الجزائر، التي تعيش فورة حاليا على وقع الأزمة الاجتماعية الداخلية، خصصت أموالا ضخمة لتمويل حملتها لصالح الجبهة. ويتعلق الأمر بشركة لوبي تدعى «أنديباندانت ديبلومات»، وهي المجموعة نفسها التي تعاقدت مع السفارة الجزائرية، في وقت سابق، من أجل الضغط على المغرب في ملف الصحراء، مقابل مبلغ مالي قارب نصف مليون دولار (461.154 دولار أمريكي)، نظير عمل تقوم به المجموعة في الترويج للأطروحة الانفصالية خلال النصف الأول من السنة الماضية. وتشير الوثائق، التي أفرجت عنها الشركة نفسها، إلى أن الأمر يتعلق بعقد موقع بين مجموعة الضغط وقيادي في جبهة بوليساريو، مضيفة أن سفارة الجزائر في واشنطن تكلفت بداية بترتيب إجراءات إبرام الصفقة ثم في مرحلة ثانية تمويلها. وسبق لمجموعة الضغط التي تعاقدت مع جبهة بوليساريو، أن تحركت لإثارة الانتباه إلى حركات الانفصال في العالم، إذ سبق لها أن اشتغلت على ملفات شمال قبرص والصومال والسودان، كما تهم الصفقة التدخل لفائدة قيادة الجبهة لدى أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومسؤولين سياسيين في الولاياتالمتحدة، كما سعى اللوبي إلى الضغط لمراجعة اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين الرباطوواشنطن، ومحاولة إفساد العلاقات الجيدة بين الطرفين عبر توظيف ورقة حقوق الإنسان في الصحراء ضمن خطة الضغط التي تبنتها شركة مجموعة الضغط (اللوبي).