الإرهاب المعلوماتي ...حرب بين الأمن والانتحاريين خالد العطاوي : كشفت تجارب سابقة في مواجهة الإرهاب بالمغرب أن الشبكات والخلايا الإرهابية استعانت مرارا بالتكنولوجيا الحديثة لتجنيد الانتحاريين، والبناء التنظيمي للشبكات أو الخلايا، وتوجيه التعليمات من القيادة نحو العناصر التنفيذية، وتزويد العناصر التنفيذية بالخبرة في مجال تنفيذ الركن المادي للجريمة الإرهابية. ورغم أن الاتصالات كانت جزءا أساسيا من إستراتيجية تنظيم القاعدة، أضبحت الإنترنت والبريد الإلكتروني أكثر أهمية في السنوات الماضية، إذ ساهما في دعم الشبكة الإرهابية بإمكانيات جديدة ومتطوعين جدد. آخر الأمثلة على حسن استغلال عناصر الأمن للمعلومات المتداولة عبر الشبكة كان تفكيك خلية مكونة من ستة أشخاص بالمغرب، تعتبر المزود الرئيسي لمجموعة من الشبكات الأخرى بكيفية صنع المتفجرات وتنفيذ عمليات إرهابية بواسطة سيارات مفخخة عن بعد. وجاء تفكيك هذه الشبكة بعد رصد العناصر الأمنية لرسائل إلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية في موضوع صناعة المتفجرات، صادرة عن جهات لا علاقة لها بشركات تصنيع المتفجرات أو دوائر علمية، ففي ظل الضغوط التي تتعرض لها قيادة القاعدة أجبر التنظيم على التطور وأن يصبح لا مركزيا بشكل أكبر وهو هيكل يتناسب تماما مع شبكة الإنترنت التي تمنح فرصة التواصل للأشخاص الذين يفكرون بشكل متقارب وينتمون إلى مجتمعات مختلفة، علما أن الشبكة المعلوماتية تعتبر المكان الأنسب لإجراء لقاءات واجتماعات عن طريق غرف الدردشة والمواقع التي تنشر فكر التنظيم. ولا شك أن نشر الفكر الجهادي كان دائما هدفا مركزيا للقاعدة ولذا فإن الإنترنت ساهم في تقديم حركة جهادية أوسع، إذ أن القدرة على نشر الخوف أحد أهم الأسلحة لتنظيم القاعدة. وتستخدم الجماعات الجهادية بشكل عام الفيديو وصور الهجمات، سيما قطع الرؤوس كجزء من الحرب النفسية. ويستخدم أتباع القاعدة البريد الإلكتروني وهم مدربون على تفادي تتبعهم باستخدام مقاهي الإنترنت واستخدام البريد الإلكتروني لإرسال رسالة واحدة فقط، ويستخدم عناصر القاعدة أيضا التشفير رغم صعوبته. .. في الملف التالي جوانب خفية من علاقة القاعدة بالعالم الافتراضي وكيفية مراقبة الأجهزة الأمنية بالمغرب لتحركاتهم وخطواتهم.