التوجه السلفي بمخيمات تندوف أنجب تيارا جهاديا الصباح :لم تستبعد مصادر مطلعة أن تكون لعملية تفكيك خلية أمغالا الإرهابية صلة بنتائج التحقيقات التي بوشرت مع بعض المعتقلين على خلفية أحداث «اكديم إيزيك» الذين استغلوا الأحداث الاجتماعية في العيون لتوظيفها في زعزعة الاستقرار في الجنوب. وأكدت المصادر ذاتها أن عناصر الخلية الإرهابية، التي جرى تفكيكها أخيرا، كانوا يستهدفون مواقع إستراتيجية ليلة نهاية السنة الميلادية في عدد من المدن المغربية عبر القيام بعمليات إرهابية باستعمال سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة. وتضيف المصادر ذاتها أن الخلية، التي أطلقت على نفسها "طارق بن زياد"، لها صلة كذلك بمنظمة "شباب المجاهدين الصحراوي" التي تنشط في مخيمات تندوف، والتي سبق أن أعلنت عن نفسها في بلاغ سابق، وهي اليوم تلقى صدى واسعا في صفوف شباب ومراهقي المخيمات وعناصر من قيادة جبهة بوليساريو، خاصة أن تنظيم القاعدة يسعى جاهدا إلى التغلغل وسط عدد من التنظيمات المسلحة الموجودة في الساحل الإفريقي، فضلا عن جماعات التهريب وبيع الأسلحة. وفي هذا السياق، يندرج تفكيك خلية أمغالا ضمن الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية، منذ مدة، في متابعة خيوط خلايا إرهابية لها امتدادات إقليمية ودولية تنتشر في عدد من المدن المغربية، خاصة في الأقاليم الجنوبية. وفي انتظار نتائج التحقيق، ترى المصادر ذاتها أن بصمة القاعدة في المغرب الإسلامي تبقى واضحة في ما حدث في أمغالا، دون أن تستبعد المصادر نفسها وقوف بوليساريو، المدعومة من قبل المخابرات الجزائرية، وراء تجنيد أفراد هذه الخلية، كما لم يعد بإمكانهما السيطرة على الوضع الأمني في المخيمات والصحراء، إلا أن حساباتهما، تؤكد المصادر نفسها، تبقى حاضرة في الدفع بتصدير الإرهاب إلى الجنوب المغربي، من خلال عدد من شباب المخيمات المتعاطف مع القاعدة، فضلا عن أشخاص من جنسيات مختلفة ينشطون ضمن القاعدة في شمال مالي والنيجر بهدف زعزعة الاستقرار في المغرب، من خلال تبني نهج حرب العصابات. وأشارت تقارير سابقة أصدرتها مراكز إستراتيجية أوربية إلى أن تنظيم القاعدة يستفيد من وجود حركات انفصالية في المنطقة. وذكرت مصادر مطلعة أن تيارا جهاديا يتزعمه إمام مسجد في المخيمات سبق أن كشف عنه النائب السابق للمدير العام للمخابرات في تندوف، المدعو أحمد سيد أحمد، والمعتقل حاليا في سجون الجبهة، وهو التيار الهادف إلى إنشاء قاعدة ثابتة لتنظيم القاعدة في المخيمات والأقاليم الجنوبية باستغلال الفئات الغاضبة من كافة القبائل الصحراوية. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنها فككت خلية ارهابية مكونة من 27 شخصا يقودها مغربي عضو في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يوجد بمعسكرات القاعدة في شمال مالي، كان أفرادها يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف ،بصفة خاصة، المصالح الأمنية، كما أوضح بلاغ وزارة الداخلية أن الخلية كانت تهدف أيضا الى الهجوم على بعض الوكالات البنكية من أجل تمويل عملياتها الإرهابية. وقال وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، في تصريحات صحافية، إن أعضاء في الخلية استهدفوا أيضا مصالح أجنبية وكانت لهم صلات «بعناصر متطرفة» مقرها أوربا، مضيفا أن الاسلحة المضبوطة شملت 30 بندقية كلاشنيكوف وقذيفتين صاروخيتين وذخيرة.