دعا السيد جمال الدين الناجي مدير كرسي اليونسكو للاتصال العمومي والجمعوي بالمغرب والمنسق العام للحوار الوطني حول "الإعلام والمجتمع، اليوم الأربعاء بالرباط، إلى "استنفار" في الحقل الإعلامي بالمغرب قصد مواكبة "الانفجار الرقمي" والتطورات التي يشهدها هذا المجال على المستوى العالمي. وأوضح السيد الناجي خلال لقاء حول موضوع "هل للمغرب طموحات في مستوى إمكانيات ومكتسبات حقله الإعلامي?" أن التوجه إلى الفضاء الرقمي بات ضرورة ملحة في زمن النانو-تكنولوجيا، والمواطن الصحفي، والمدونات والأقمار الصناعية، بدل الاقتصار على "النقاشات الموسمية" والتقاعس عن المضي بالمبادرات التي تعتمد للنهوض بهذا القطاع الحيوي إلى نهايتها. وأكد أنه يتعين على المغرب أن يرفع سقف طموحاته قصد تعزيز تموقعه على المستوى العالمي في مجال الإعلام الذي يشكل "بيت القصيد" في مجال بناء الديمقراطية ودولة الحق والقانون، خاصة وأنه يمتلك من الإمكانيات والمكتسبات ما يجعله مؤهلا لذلك. وأشار السيد الناجي في هذا الإطار إلى ما تعرفه المملكة من تعددية وحرية اقتصادية وانفتاح للمحيط الإعلامي، فضلا عن موقعها الجغرافي الإستراتيجي، وعنصرها البشري الذي تفوق نسبة الشباب (أقل من 40 سنة) فيه أكثر من الثلثين، داعيا إلى تثبيت هذه المكتسبات وتعزيز تراكمها وكذا الاشتغال على الذات "برؤية وثقة" لتحديد القدرات ومعرفة ما يجب القيام به. كما دعا السيد الناجي بهذا الصدد إلى الحرص على أن تكون وراء "المنابر الإعلامية" مقاولات قوية حتى تحقق الكلمة هدفها ويبلغ النضال السياسي مداه، ونأخذ بقواعد اللعبة التي أضحت تحكم السياق العالمي الجديد للحقل الإعلامي. وركزت مداخلات الحضور، بالخصوص، على ضرورة بلورة استراتيجية متكاملة لتطوير الحقل الإعلامي بالمملكة، ووضع الإمكانيات رهن إشارة كل من له القدرة على المساهمة في تنزيل مضامينها، إضافة إلى معالجة قضية الفراغ القانوني وسد الثغرات المرتبطة بالحقل الإعلامي في هذا المجال. يشار إلى أن لقاء اليوم ينظم في إطار سلسلة لقاء "أربعاء الفكر والإبداع"، التي تنظمها اللجنة الوطنية المغربية للتربية والعلوم والثقافة كل شهر برحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية.