بعد انتهاء يوم شاق من العمل والذي بدأته كالعادة منذ الساعات الأولى من الصباح وإلى ساعة متأخرة من الليل،وأنا متمدد على فراشي ، جهاز التحكم في المستقبل الرقمي بين يدي ،أنتقل به من قناة إلى أخرى، أتابع ما يجري في العالم من أحداث،لعلي أعثر على خبر طريف ينسيني تعب اليوم الذي عشته، أو أية معلومة أضيفها إلى رصيدي المعرفي ،متمنيا ألا تقع عيناي على حدث مؤلم، أو خبر غير سار.وهكذا وأنا أتنقل بين القنوات الفضائية الأجنبية ، الرياضية منها و الإخبارية، بدأت أستسلم للنوم شيئا فشيئا ، فلم أرد أن أختم جولتي دون المرور ولو على قناة وطنية واحدة أربط من خلالها الاتصال بهذا الوطن العزيز، رغم كل التحفظات التي لدي على قنواته وطريقة اشتغالها وتعاملها مع المشاهد المغربي . فما كدت أحط الرحال بالقناة المغربية الثانية،حتى وقعت عيناي على المذيعة والفنانة ماجدة اليحياوي والتي تعتبر من المذيعات المغربيات القليلات اللواتي أكن لهن كل التقدير والاحترام ،نظرا لنوعية الفنانين والفنانات الذين تستضيفهم في برنامجها شذى الألحان ، والذين غالبا ما يشنفون مسامعنا بمقطوعات ومعزوفات أصيلة سواء كانت مغربية أو أجنبية ،وكذلك مستوى الحوار والنقاش الذي تخلقه في البرنامج ،ثم لأنها فنانة أصلا وليست غريبة على الميدان الفني.وبينما أنا في انتظار تعرفي على ضيوف الحلقة لمحت الأستاذ الفنان عمر الزروقي جالسا من بين ضيوف البرنامج ،حينها أدركت أن مجموعة لاسيكادا ستكون حاضرة في هذا السمر الفني مما جعلني أعتدل في الجلوس على سريري، لأطرد النوم من عيني، حتى أتابع بقية البرنامج وأستمع خاصة إلى هذه الفرقة الوجدية بحكم اعتزازي الدائم بالانتماء إلى هذه الجهة العزيزة من وطننا الكبير. لم تكن الليلة ككل الليالي بل كان لها طعمها الخاص، ليلة غرناطية عالمية كان فيها عزف الفرقة الموسيقية رائعا يعتمد على توزيع موسيقي علمي مدون بالنوتة.كما أن أداء المجموعة الصوتية المرافقة كان رائعا هو الآخر حيث اشتغل الأستاذ معها على الأداء بالهارموني،أضف إلى ذلك الأداء المنفرد والمتميز للفنانة الأستاذة بيان والذي أعطى للمجموعة نكهة خاصة، وكل هذا كان تحت قيادة الأستاذ المايسترو عمر الزروقي الذي يفاجئنا دائما باجتهاداته وابتكاراته الفريدة .لم أشعر بالدقائق وهي تمر متسارعة، وعيناي لا تفارقان شاشة التلفاز، حتى ظهر أمامي جينيريك النهاية لبرنامج شذى الألحان معلنا عن انتهاء ليلة لم تكن ككل الليالي نمت فيها منتشيا بنغمات تلك الحفلة الرائعة الخالدة، فشكرا للأستاذ الزروقي على مساهمته الكبيرة في تأطير وتكوين هذه الأجيال الموهوبة من أبناء مدينة وجدة، وشكرا للفنانة ماجدة اليحياوي على برنامجها الرائع.