ندوة دولية بتونس تدعو إلى تكثيف فضاءات للحوار والتشاور بين الشباب المغاربي والمتوسطي. مسؤول بحزب التقدم والاشتراكييدعو إلى تعبئة طاقات الشباب المغاربي لإنعاش العمل المغاربي المشترك . دعا المشاركون في الندوة الدولية حول(الشباب وتحديات اليوم)، في ختام أشغالها مساء اليوم بالعاصمة التونسية، إلى تكثيف فضاءات للحوار والتشاور بين الشباب المغاربي والمتوسطي والتعريف بالنجاحات الشبابية في مختلف المجالات عبر وسائل الإعلام والاتصال. كما دعت الندوة ،التي شهدت مشاركة العديد من الشخصيات السياسية والخبراء ووفود حزبية من عدة بلدان عربية وأجنبية من بينها المغرب ، الأحزاب السياسية والمثقفين وأصحاب الفكر والرأي للعمل على تغذية قيم التسامح والتضامن لدى الشباب وتربيتهم على المثل العليا. وبعد أن أشارت إلى أهمية بلورة أساليب جديدة من أجل تحفيز الشباب على الاهتمام بالشأن العام والانخراط في العمل السياسي،حثت مكونات المجتمع المدني على تخصيص برامج ودراسات من أجل مزيد الإحاطة بالشباب ووقايته مما يهدده من مخاطر الانحراف، وكذلك العمل من أجل بناء نظام دولي فعال للإنذار بالمخاطر المعلوماتية ووضع برامج تحسيسية لحسن استخدام الشبكة العنكبوتية والتنبيه لسلبياتها. من جهة أخرى دعت الندوة إلى توفير بيئة مجتمعية داعمة لترسيخ ثقافة المشاركة لدى الشباب من خلال مقاربة تسهم في تفجير قدراتهم ومهاراتهم وتأهيلهم للمساهمة في الشأن العام واستغلال ميولهم لوسائل الاتصال الحديثة لتفعيل مشاركتهم السياسية الافتراضية. كما أكدت الوثيقة الختامية للندوة على أن قيم الحرية والعدالة والتسامح والتضامن واحترام حقوق الإنسان، باعتبارها قيما نبيلة وعالمية، تعد قواسم مشتركة بين جميع الشعوب بصرف لنظر عن تغيير للمرجعيات. يذكر أن هذه الندوة التي نظمها على مدى يومين التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس شهدت مشاركة وفد مغربي يضم ممثلي ستة من الأحزاب الوطنية . وعلى هامش الندوة الدولية،عقد عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة،محمد بن حمو ،اليوم ، لقاء مع الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم في تونس ،محمد الغرياني، تم خلاله بحث وسائل تطوير التعاون والتنسيق بين الحزين، والعمل سويا من أجل تفعيل العمل المغاربي المشترك لمواجه التحديات التي تواجهها المنطقة. وصرح بن حموا للصحفيين أن اللقاء كان مناسبة ، نقل خلالها للمسؤول الحزبي التونسي ،"تشبث" الأمين العام وأعضاء المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة بالبناء المغاربي وبالتعاون مع الأحزاب المغاربية من أجل "إحياء وإذكاء روح مؤتمر طنجة" للأحزاب المغاربية. وأضاف أن الجانبين عبرا ،خلال هذا اللقاء، عن الرغبة المشتركة في توطيد علاقات التعاون بين الحزبين المغربي والتونسي وتطوير التعاون بينهما في اتجاه تعزيز العلاقات الأخوية التي تجمع بين المغرب وتونس ، وكذا العمل إلى جانب الفعاليات السياسية الأخرى في البلدان المغاربية من أجل بناء الوحدة المغاربية تحقيقا لتطلعات شباب وشعوب المنطقة. وعن مشاركته في ندوة الشباب،التي ينظمها التجمع الدستوري الديمقراطي بمناسبة احتفال تونس بالذكرى (23) لتحول السابع من نوفمبر ،أوضح بن حمو، أن موضوع الشباب يكتسي "راهنية كبيرة"، ومناقشته خلال هذه الندوة ينم عن وجود وعي جماعي بضرورة الاهتمام بالشباب باعتباره ركيزة لبناء المستقبل وجزءا أساسيا لتحقيق تنمية واستقرار المجتمعات العربية. وبعد أن أشار إلى ما تتميز به الظرفية الحالية من "تغييب للمعايير وتذويب للقيم ، الأمر الذي يهدد الهوية الوطنية والثقافية خاصة لدى فئات الشباب"، أبرز أن العمل على "تأصيل" هذه القيم والهوية الوطنية يظل أمرا أساسيا بالنسبة لشباب اليوم ،باعتبار ذلك هو "الضامن الوحيد لتدعيم قيم الأصالة والمواطنة، لدى الشباب ، مع الانفتاح على القيم الكونية والانخراط في التطورات التي يعرفها العالم اليوم". وخلص إلى أن حزب الأصالة المعاصرة، دعا من خلال هذه الندوة ،إلى ضرورة إيجاد إستراتيجية حقيقية شاملة تلامس قضايا الشباب بمختلف خصوصياتها. وفي نفس السياق،دعا مسؤول حزبي مغربي إلى العمل على تعبئة الطاقات الشبابية "الهائلة" التي تتوفر عليها البلدان المغاربية الخمس ،من أجل إنعاش العمل المغاربي المشترك، بما يتيح لهذه البلدان مواجهة التحديات المطروحة، ويفتح الباب أمام شعوبها لمعالجة جماعية للإشكالات التي تواجهها. وأبرز المصطفى عديشان،عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في مداخلة قدمها اليوم أمام الندوة الدولية حول (الشباب وتحديات اليوم)، المنعقدة بالعاصمة التونسية، أن الشباب يشكل "رأسمالا بشريا وقوة اجتماعية هائلة" تختزنها المجتمعات والدول العربية والمغاربية، بالنظر لما يتوفر عليه من طاقات وإمكانات متنوعة، من شأن استثمارها، بالشكل الأنجع، الإسهام في مسيرة البناء والنماء، شريطة العمل على ضمان إدماجها في المجتمع وإشراكها الواسع في عملية البناء الديمقراطي . وبعد أن أشار إلى التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم وما خلفته الأزمة العالمية من انعكاسات همت مختلف بلدان المعمور، قال إن ذلك يتطلب اليوم ،وأكثر من أي وقت مضى، بذل المزيد من الجهود من أجل تفعيل العمل المغاربي من خلال تعبئة كل القوى الحية في المجتمع وفي مقدمتها الشباب. ولدى تطرقه إلى مسألة مشاركة الشباب في الحياة السياسية،سجل المسؤول الحزبي المغربي، استمرار ظاهرة "نفور الشباب" من العمل السياسي على الرغم مما أصبحت تتيحه الساحة السياسية من توسيع لفضاء الحريات العامة وانطلاق عمليات دمقرطة المجتمع . وفي هذا السياق استعرض تجربة حزب التقدم والاشتراكية في التعاطي مع قضايا الشباب وتحفيزه للانخراط في الحياة السياسة،وذلك من خلال محطتين بارزتين، قال إنهما "أخرجتا موضوع عزوف الشباب على المشاركة السياسية إلى الواجهة بشكل قوي" ،ويتعلق الأمر بالانتخابات التشريعية لسنة 2007 التي لم تتعد فيها نسبة المشاركة 37 في المائة، والانتخابات الجماعية لسنة 2009 التي عرفت انتعاشة طفيفة في نسبة المشاركة ،حيث سجلت نسبة 52،4 في المائة.. وأرجع المصطفى عديشان "ضعف الالتزام السياسي" لدى المواطنين بصفة عامة والشباب على الخصوص، إلى عوامل عدة ، منها ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي، ومنها ما هو مرتبط ب "عجز الأحزاب السياسية" عن التأثير القوي في مجرى الأحداث ومواكبة تطورات المجتمع،إضافة إلى تصاعد "خطابات العدمية والتيئيس وسط المجتمع، الذي تغذيه جهات رجعية وظلامية". وعلى الرغم من ذلك ، يضيف المسؤول الحزبي المغربي ،فإن هناك تطورات هامة تعرفها المجتمعات السائرة في طريق النمو، ومنها المغرب،حيث بدأت تعرف انتعاشة ملحوظة لفئات من الشباب الذي أصبح ينتظم داخل جمعيات المجتمع المدني، مقتنعا بأن لا سبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية إلا بالمساهمة الإيجابية في التنمية المحلية والديمقراطية التشاركية، سواء عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو غيرها. وخلص عديشان إلى التأكيد على أهمية تشجع كل المقاربات التي تعمل من أجل تأهيل الشباب، في أفق إعادة الثقة للعمل السياسي، وتأمين مشاركة الشباب في الحياة السياسية، معتبرا أنه "لا تجديد للعمل الحزبي دون مشاركة الشباب، ولا ديمقراطية بدون أحزاب جدية قوية ومنظمة".