أكد السيناتور الفرنسي جون-بيير بلانكاد أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يعتبر "المقترح الجاد الوحيد المطروح حاليا من أجل إيجاد حل" للنزاع المفتعل حول الصحراء. وذكر السيد بلانكاد، خلال اجتماع للجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا الذي بدأت أشغاله أمس الجمعة وتستمر إلى غاية 11 أكتوبر الجاري بمدينة باليرمو (صقلية-إيطاليا)، بالدعم الذي قدمته الأممالمتحدة لهذا المقترح، الذي وصفته بأنه "يشكل قاعدة جادة للحوار". وبعد أن أعرب عن أمله في أن تجسيد المقترح المغربي، قال عضو مجلس الشيوخ الفرنسي عن منطقة هوت غارون (جنوب) ونائب رئيس لجنة الشؤون الثقافية بالمجلس، إنه يتعين على المغرب والجزائر "السير يدا في يد"، معتبرا ذلك شرطا ضروريا من أجل مساعدة السكان الصحراويين على أن ينعموا بحياة كريمة، وكذا تسهيل التنمية الاقتصادية بالمنطقة المغاربية. وكان السيناتور الفرنسي قد عبر في بداية مداخلته عن أسفه العميق لكون بعض المبادرات التي تهدف إلى ضمان تطور وازدهار المنطقة المتوسطية "تتعثر بسبب الصعوبات السياسية"، مشددا على أن النزاع حول الصحراء "يشل بعض المشاريع بحوض المتوسط، بدءا بالاندماج الإقليمي للمغرب العربي"، الذي يظل أساسيا لتعزيز التنمية الاقتصادية لمجموع الحوض المتوسطي. وشدد السيناتور الفرنسي، في هذا الصدد، على أن المنطقة "تعاني عدم استقرار متزايد" وعلى أن "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي ينشط بهذه المنطقة، يشكل تهديدا لمنطقة الساحل". وذكر باختطاف مصطفى سلمة قبل أسبوعين من طرف "البوليساريو" لتجرئه على انتقاد الظروف المأساوية التي تعيش فيها الساكنة بمخيمات تندوف، مضيفا أن "انتقام جبهة البوليساريو امتد، أيضا، إلى أفراد عائلته وقبيلته"، مسجلا في هذا الصدد أن "مصير الساكنة الصحراوية هش وأن انتهاكات حقوق الإنسان متواصلة". وختم السيد بلانكاد مداخلته بالتعبير عن أمله في أن تدعم الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي "المتشبثة بقوة بازدهار المنطقة المتوسطية، الجهود التي من شأنها وضع حد لهذا النزاع الذي عمر طويلا". ويتواصل اجتماع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بمدينة باليرمو الإيطالية بحضور وفد برلماني مغربي يمثل مجلسي النواب والمستشارين.