«لقد غادرتنا للتو بتاريخ 8 يوليوز 2010. والتحقت في رحلتك الأخيرة بابن عمك محمد عابد الجابري الذي ووري التراب قبل بضعة أسابيع. وأتقدم بمشاعري الجياشة والحزينة إلى أقاربك، رفاقك وأصدقائك الذين فقدوا أناسا أعزاء في بضعة أشهر. وإنني لأشد أزرهم وأعبر لهم عن محبتي وتعاطفي بكل أخوية وأنا أفكر وأستشعر ألمهم الكبير. وهنا أستحضر أيضا المسؤولين الاتحاديين، رفاقنا بالمدينة القديمة وبوركون ولهجاجمة وعرصة لفتيحات... والذين لم يسلموا بالتأكيد من تجرع هذا الألم. سي محمد، رغم مزاجك الحاد والثائر...، كنت دائما مناضلا نقابيا وسياسيا ملتزما. نشاطك والتزامك، رغم مخاطر سنوات الرصاص، جعلاك أكثر قربا من الشعب المغربي الذي لا يتطلع إلا إلى الديمقراطية والحرية. لقد كنت على الدوام تعرف كيف تجعل نشاطك يعبئ الآخرين. وكنت دائما اجتماعيا إلى غاية النفس الأخير من حياتك، رغم المرض الذي غيبك عنا. ومن منطلق وفائك في الصداقة كما في السياسة، كنت يا سي محمد دائما خادما وفيا لجماعتك، لمدينتك ولبلدك على امتداد خمسين عاما من العمل والنضال. لقد فقدت فيك المدينة القديمة، والدار البيضاء والمغرب رجلا عظيما. سنفتقد ودك وانفتاحك اللذين عُرفت بهما، سواء في تعاملك مع الشباب أو مع القدامى. وداعا رفيقي، وداعا صديقي، وداعا محمد. اشتقنا إليك. مزاجك الحاد وثورتك سيظلان خالدين في أذهاننا إلى الأبد».