في سيناريو شبيه بحادث اختطاف طفلي العداء العالمي خالد السكاح في ظروف غامضة، حيث فوجئ باختفاء طفليه من شقته الكائنة بأكدال في العاصمة الرباط، اتهم مواطن مغربي القنصلية الأمريكية في المغرب بمساعدة زوجته في تهريب طفلته دون علمه من مدينة مراكش، حيث وصف الحادث بكونه «اختطافا وتهريبا» لابنته الرضيعة. ووجه هشام المسناوي، والد الطفلة، لومه إلى بعض القنصليات التي تمد يد العون إلى بعض الزوجات الأجنبيات اللواتي تتسنى لهن مغادرة المغرب نحو بلدانهن وهن «يهربن» أطفالا يحملون الجنسية المغربية. وأكد أنه فوجئ باختفاء طفلته وتواري زوجته أمريكية الجنسية عن الأنظار، والتي كان قد تزوج بها سنة 2006، غير أن نشوب خلاف بينهما جعل الزوجة تصر على السفر إلى أمريكا لصلة الرحم مع أسرتها، وطلبت منه بإلحاح السماح لها بأن تأخذ معها الطفلة التي لم يكن عمرها يتجاوز ال18 شهرا. وأمام رفضه لطلبها، لجأت الزوجة إلى طرق «غير قانونية» للتمكن من اصطحاب الصغيرة دون علم ورضى والدها. راودت الشكوك هشام المسناوي، وهو فلاح يتحدر من مدينة مراكش، فراسل القنصلية الأمريكية بالدار البيضاء، سنة قبل الاختطاف، وطلب من مسؤوليها تأمين الحماية لطفلته وعدم السماح لوالدتها بتسفيرها معها خارج المغرب بدون إذن منه. وفي الثامن من ماي 2009، فوجئ هشام باختفاء طفلته ووالدتها، وطفق يبحث عنهما قبل أن يفضى بحثه الشخصي عنهما إلى التأكد من أنه قد تم تهريب طفلته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من طرف والدتها، وذلك بمساعدة عدة جهات. استمر الوالد في البحث بغاية الإمساك بأي خيط قد يقوده إلى معرفة الطريقة التي تمت بها عملية تهريب طفلته الوحيدة، والحصول على العنوان الدقيق الذي حلت به. وانتهى الوالد إلى معرفة مجموعة من الحقائق التي اعتبرها «صادمة»، منها أن الأم تمكنت من الحصول على شهادة ميلاد «مزورة» للطفلة سلمى باسم مخالف لاسمها الحقيقي، يقول الوالد. والغريب في الأمر، يضيف، أنها حصلت على هذه الوثيقة من المصحة نفسها التي وضعت فيها الطفلة، وأن من سلمتها هذه الوثيقة هي الطبيبة التي أشرفت على عملية التوليد، وهي فرنسية الجنسية. وأضاف هشام أن الوثائق الخاصة بسفر الطفلة لا تحمل أي منها اسمه باعتباره والدها، حيث اعتبرت الطفلة رسميا «مجهولة الأب»، حسب تأكيده. واستغرب الزوج استصدار الزوجة جواز سفر الطفلة سلمى في وقت قياسي، حيث اتضح له وجود ما أسماه «تواطؤا» بين عدة جهات أفضت جميعها إلى حرمانه من طفلته وقطع قرابته بها، خاصة بعد أن رفضت هذه الجهات مده بأي معلومات بخصوص مكان وجود الأم والطفلة إلا بعد دخوله في اعتصام، حيث تم مده إثر ذلك بتأشيرة قصيرة الأمد، انتقل عن طريقها، بتاريخ الثامن من يوليوز الماضي، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية نحو المجهول بحثا عن صغيرته، حيث حالفه الحظ ووجدها في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا. ومنذ ما يزيد على سنة ونصف وقضية الطفلة أمام أنظار محكمة الشؤون العائلية بمدينة ساكرامنتو، غير أنها ظلت طوال هذه المدة تدور في حلقة مفرغة، حيث ظل يتم تأجيلها باستمرار، بهدف الإيقاع بوالد الطفلة في مشاكل مع إدارة تجديد التأشيرة، حسب تصريحه. وأضاف أنه قضى ليالي شتاء قاسية في العراء قبل أن يتعرف على عدد من أفراد الجالية المغربية هناك، كما أن سفره كلفه مبالغ مالية كبيرة حتى إن مدخراته نفدت. وطالب هشام وزارة الخارجية المغربية بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات ومؤازرته إلى حين استرجاع طفلته والعودة بها إلى وطنها المغرب. واتصلت «المساء» عدة مرات بالقنصلية الأمريكية لأخذ وجهة نظرها في القضية، غير أن مسؤولا بها أكد أنه لا يمكن للقنصلية أن تتقاسم المعلومات الخاصة بالمواطنين الأمريكيين مع الصحافة.