البرلمانيون العرب يساندون جهود المغرب لاسترجاعهما ،والوزير مزوار يؤكد أن إسبانيا والإسبان يدركون جيدا أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان. جدد الاتحاد البرلماني العربي التأكيد على "مساندته التامة والشاملة" للجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل استرجاع المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية. وطالب البرلمانيون العرب، في البيان الختامي للدورة السادسة للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت خلال نهاية الأسبوع الماضي بعمان، الحكومة الإسبانية "بالشروع في مفاوضات مباشرة مع الحكومة المغربية لحل هذه القضية سلميا". وتجدر الإشارة إلى أن الدورة القادمة للجنة التنفيذية، التي يؤمن رئاستها الدورية سليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، يرتقب أن تنعقد في منتصف شهر نونبر القادم. ومن جهته، أكد وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار اليوم الاثنين، أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان وأن إسبانيا والإسبان يدركون ذلك جيدا، مبرزا أنه سيتم حل هذه القضية مع مرور الوقت. وقال السيد مزوار في حديث لصحيفة "إيكسبانسيون" الاسبانية، إن هذا "الرأي" يمكن أن لا تستسيغه إسبانيا، خاصة أنه يأتي من قبل عضو في الحكومة المغربية، لكنه أعرب عن "ثقته" في إمكانية بدء "نقاش على المدى البعيد" حول هذه القضية، وهو "النقاش الذي سوف لن يتمخض عنه أي نزاع". وشدد وزير الاقتصاد والمالية على أن "الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد تغييره هو الجغرافية. وأيضا التاريخ.سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان.ونحن مقتنعون بأن ذكاء البلدين (المغرب وإسبانيا) والمصالح الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، ستساعد على إيجاد حلول تأخذ بعين الاعتبار الشرعية التاريخية للمغرب وحلول السكان الذين نشأوا في هاتين المدينتين"، مضيفا أن "النزاعات التاريخية وجدت دوما طريقها إلى الحل". وفي هذا السياق أشار إلى أن سبتة ومليلية "مدينتان مغربيتان تقعان في المغرب، وأن إسبانيا والإسبان يدركون ذلك جيدا"، موضحا أنه "من المنطقي أن تعود هاتان المدينتان إلى المغرب "بشكل هادئ" حتى لا يشعر سكانهما بأية صدمة. وفي هذا الصدد قال السيد صلاح الدين مزوار "إننا لم نجعل أبدا من هذه القضية موضع نزاع بين إسبانيا والمغرب. إننا ندرك أنه يجب علينا إيجاد حل لهذا المشكل ، ولا أعلم كم من الوقت سيستغرق ذلك، ولكنني على يقين بأنه سيتم إيجاد حل لهذا المشكل"، مضيفا "إننا بصدد بناء المستقبل لمصلحة البلدين وأيضا لمصلحة هاتين المدينتين". وشدد وزير الاقتصاد والمالية في هذا الاطار على "ضرورة المحافظة على متانة العلاقات" التي تجمع بين المغرب وإسبانيا البلدين الصديقين. وأضاف السيد مزوار إن "لنضج العلاقات التي تجمع بيننا والتفاهم القائم بين الجانبين، تأثير على بلدان أخرى ليس في مصلحتها أن تسير الامور بهذا الشكل". وفي معرض رده على سؤال حول إن كان ليس في مصلحة الجزائر أن تكون العلاقات بين المغرب وإسبانيا "جيدة جدا" أوضح السيد صلاح الدين مزوار أن الجزائر تستعمل وسائلها للضغط في هذا الاتجاه، مضيفا أنها "قامت ، على سبيل المثال ، باستغلال الرأي العام الاسباني في قضية أميناتو حيدر (...) بالاضافة إلى استخدامها لموضوع الاستراتيجية الطاقية، وذلك إدراكا منها للتبعية الاسبانية في قطاع الغاز". وأكد وزير الاقتصاد والمالية للصحيفة الاسبانية أن "الجزائر تستخدم حاليا أسلحتها للضغط في محاولة لتسميم العلاقات بين إسبانيا والمغرب"، مشددا على أن البلدين اللذين تجمعهما مصالح استراتيجية وعلاقات جيدة "لن يتركا أبدا أية مشكلة تتجاوز الحدود".