في إطار نهج سياسة القرب من أسئلة وانتظارات المعنيين بقضايا التربية والتعليم، من خلال ما يعبر عنه من أفكار ومقترحات من طرف الفاعلين التربويين في محطاتهم التنظيمية والمهنية والنقابية، ومن خلال ما يرد في الصحافة المحلية والوطنية من انتقادات تحتاج في كل الأحوال إلى التجاوب الإيجابي، إما من أجل تنوير الرأي العام بالحقيقة، أو من أجل العمل على تجاوز النقائص والهفوات، أملا في تحسين خدمات التربية والتكوين تعمد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية إلى إشراك أطراف أخرى في هذا الاهتمام بتفعيل سياسة القرب من كافة المعنيين بالعملية التربوية سواء تعلق الأمر بهيئة التدريس والطاقم الإداري أم تعلق الأمر بالتلاميذ وأولياء أمورهم أم بمختلف الهيئات والفعاليات ذات الصلة. كما أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين تبذل جهودا كبيرة لخدمة قضية التعليم ولابد من تقوية الحضور الإعلامي، كي يصل صدى هذه الجهود إلى الأطراف المهتمة. لذلك قررت أكاديمية التربية والتكوين بالجهة الشرقية إخراج مشروع برنامج إذاعي "قضايا تربوية" إلى الوجود، يهدف إلى تقوية حضور المؤسسة في المحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وتفعيل منطلق المقاربة التشاركية بتجسير العلاقات مع مختلف المؤسسات الإعلامية والصحفية محليا ووطنيا، وتمكين الأكاديمية من العمل بمقاربة القرب مع التجاوب مع تعبيرات المجتمع، واستثمار مختلف الأجناس الصحفية في تنوير الرأي العام. والمستهدفون منه هم الفاعلون في حقل التربية والتكوين بتراب الجهة الشرقية، والمتمدسون في الأسلاك التعليمية الثلاثة (ابتدائي وإعدادي وثانوي تأهيلي)، والرأي العام المحلي والوطني، وبصفة عامة المهتمون بشؤون التربية والتعليم بالمغرب. أما مكونات هذا المشروع الطموح، فهي الأطراف المشاركة من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والإذاعة الجهوية بوجدة. كما سيعتمد على الأطراف المدعوة للمشاركة وهي الطاقم التربوي، والطاقم الإداري بقطاع التربية والتكوين، والمهتمون بالشأن التربوي، وجمعيات المجتمع المدني، وجمعيات الآباء، والآباء والأمهات. زيادة على طاقم الإشتغال المكون من لجنة من داخل الأكاديمية تتكلف بتهييء البرنامج تجتمع لاقتراح الأسماء المشاركة والمواضيع المقترحة وتنظر في طريقة التناول ومعالجة الموضوع، ويتكلف مكتب الاتصال بالأكاديمية الذي يترأسه الزميل مصطفى بدوي (مراسل جريدتي "الأسبوع" و"المنتخب") بالتنسيق مع الإذاعة الجهوية بشأن المواضيع التي يتم اختيارها، وتنتقى هذه الأسماء بعناية من أوساط الأسرة التعليمية وهيأة التفتيش والأطر الإدارية والمهتمين بالشأن التربوي والتلاميذ وأولياء أمورهم. ومقدم البرنامج من الإذاعة يتكلف بتنشيط البرنامج والربط بين مختلف الحاضرين، والذي تقوم به الزميلة بديعة الزخنيني التي أضفت عليه مسحة فنية جميلة، لكن هذا لم يمنع من المطالبة المشروعة بتكليف صوت آخر تربوي من داخل الأكاديمية بنياباتها الستة لتنشيط البرنامج. والمعروف أن نجاح أي مشروع يكمن في متابعة تنفيذ مراحله والسهر على احترام مكوناته وبنوده، لذلك فقد تم الحرص أن تحدد لجنة يوكل إليها مهمة متابعة المشروع، وتتكون من مدير الأكاديمية (أو من ينوب عنه) بصفته ممثلا قانونيا للمشروع، ورؤساء قسم الموارد البشرية والمركز الجهوي للتنشيط والتوثيق ومصلحة التربية غير النظامية ومحو الأمية ومصلحة التخطيط والتوجيه ومكتب الاتصال بالاكاديمية. وتعمل اللجنة بعد تنفيذ المشروع - أي بعد سنة وهي المدة الزمنية المخصصة للمشروع - بعقد لقاء للتحصيل (capitalisation) من أجل الوقوف على مواطن الخلل في إخراج المشروع إلى حيز الواقع، ورسم الآفاق الممكنة لصياغة مشروع مكتمل يتخذ من المشروع المنجز قاعدة له. وقد تقرر أن تكون بعض حلقات البرنامج مسجلة وبعضها الآخر مفتوح (مباشرة)، وأن يقدم على رأس كل نصف شهر بمدة زمنية محدد في 45 دقيقة. وتم اقتراح بعض المواضيع، الخاصة (مواضيع الساعة) كشعار الموسم الدراسي: "الأسرة والمدرسة، معا لترسيخ السلوك المدني"، والشعب الجديدة، والتعليم التقني، والكتاب المدرسي، والهدر المدرسي، والدروس الخصوصية، ودور جمعيات الآباء، والتعليم الخصوصي، ومجالس التدبير، والامتحانات الإشهادية، والرياضة المدرسي، والتوجيه المدرسي، والعلاقة مع الفعاليات النقابية، وخدمة الأسرة التعليمية (الحركة الجهوية). وتغطيو الأنشطة كتنظيم حلقات إذاعية على هامش الندوات والأيام الدراسية التي تنظمها الأكاديمية بحضور مختلف الفعاليات المشاركة في هذه الأنشطة، ومتابعة الخطوات الإيجابية التي تتحقق بفضل الإصلاح، والإشعاع التنموي بالمؤسسات التعليمية. ومواضيع موسمية كالعطلة البينية والتهييء للامتحانات ومواضيع أخرى. واقترحت كذلك تخصيص كل حلقة لصفة أخلاقية ترسخ السلوك المدني القويم (احترام الوقت والالتزام والاجتهاد والتعاون والاحترام...).