أشاد أعضاء وفد فرنسي مكون من برلمانيين ومسؤولي منظمات في زيارة للداخلة،اليوم الخميس،بوجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي والمجهودات التنموية الجبارة المبذولة على مستوى الأقاليم الجنوبية. واعتبرت النائبة البرلمانية عن حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" شانطال بوراغ،أن مبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية،التي "حظيت بتقدير المنتظم الدولي،وأشادت بها منظمة الأممالمتحدة،ستقدم الكثير من التقدم للمنطقة". وبعدما ذكرت بدعم فرنسا لمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب من أجل طي ملف الصحراء بشكل نهائي،نددت ب"مواقف الجزائر والبوليساريو التي تعرقل جهود السلام في هذه المنطقة". وثمنت البرلمانية الفرنسية عن الدائرة الأولى ل"لا جيروند"،في تصريح للصحافة عقب محادثات مع والي جهة وادي الذهب - لكويرة،السيد حميد شبار،المشاريع التنموية المنجزة بالأقاليم الجنوبية،ولاسيما بمدينة الداخلة. من جهته،أشاد عضو الجمعية العامة الفرنسية،النائب عن حزب الحركة الديمقراطية (دائرة مايوط) عبد اللطيف علي،في تصريح مماثل،بالمجهودات التي بذلها المغرب على مستوى الجهة،وبالاهتمام الخاص الذي تحظى به الساكنة المحلية،مؤكدا أن "مقترح الحكم الذاتي يعد الحل الأمثل" لتسوية هذا الملف. وضم الوفد السادة عبد الرحيم نحناحي رئيس جمعية التبادل والثقافة وعضو (لجنة اليقظة والعمل ضد أشكال التمييز ومن أجل المساواة) ومجلس التنوع ببوردو،وجورج بوهانا الرئيس الجهوي ونائب الرئيس الوطني للرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية،وألبير روش الرئيس الجهوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا ببوردو - اكيتين،والكاتب العام للمجلس القطاعي لهيئة الأطباء،وجون تاريس رئيس فرع حزب الحركة الديمقراطية بجيروند. وكان أعضاء الوفد الفرنسي قد أجروا محادثات مع المدير المساعد بالمركز الجهوي للاستثمار،السيد عبد الله بوحجار،الذي قدم عرضا حول القطاعات الأساسية للاقتصاد الجهوي،والبرامج والاستثمارات المنجزة من أجل تزويد الجهة بالبنى التحتية العصرية،وتثمين المؤهلات المحلية،فضلا عن التدابير التحفيزية المتخذة لفائدة المستثمرين. وسيجري الوفد الفرنسي،الذي زار ميناء الداخلة حيث اطلع على البنى التحتية التي تم إنشاؤها للنهوض بقطاع الصيد البحري،محادثات مع منتخبين محليين بجهة وادي الذهب لكويرة. ومن جهته، أكد كاتب الدولة الفرنسي المكلف بالشؤون الأوروبية السيد بيير لولوش،أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يشكل "قاعدة جيدة للتفاوض من أجل إحراز تقدم في ملف الصحراء،الذي يعرقل الاندماج المغاربي منذ 35 سنة". وأبرز السيد لولوش في حوار نشرته أسبوعية "جون أفريك" الدولية في عددها الأخير،التقدم الذي حققه المغرب في مجال حقوق الإنسان،وكذا الوضع المتقدم الذي حظي به المغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. وأكد،كاتب الدولة الفرنسي في هذا الصدد،استعداد أوروبا،في إطار سياستها للجوار،لدعم المملكة للتقارب معها قدر الإمكان،وذلك في أفق إقامة "منطقة كبيرة للشراكة". وفي ما يتعلق بالاتحاد من أجل المتوسط،أعرب السيد لولوش عن اقتناعه بأن "بناءه يعد مسألة لا رجعة فيها،حتى إنه دخل التاريخ"،على الرغم من حالة الجمود الحالية،والتي تعزى بالخصوص إلى النزاع العربي الإسرائيلي،وذلك بالنظر إلى مشاريعه الملموسة وأهمية القائمين عليها بشكل مشترك،من ضفتي المتوسط. وقال "بالنسبة لي،فإن هذا البناء أمر لا غنى عنه مثله مثل منظمة الأممالمتحدة".