كانت الأوقاف المغربية إلى حدود سنة 1954 م ميلادية تابعة من الناحية الإدارية والمالية لدائرة شؤون الأوقاف الفلسطينية، إلا أنها بعد هذا التاريخ أصبحت مستقلة عنها، وتولى شأنها الشيخ الحاج محمد المهدي، وكانت الجالية المغربية تعتبره بمثابة "نقيب"، ثم خلفه من بعده الحاج علي النقيب ثم السيد محمد إبراهيم عبد الحق الفكيكي وعيسى هاشم السوسي. إن وعي أهل المغرب بالمكانة الدينية للقدس باعتباره مسرى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وباعتباره أيضا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي تشد الرحال إليه ، ومكانته الحضارية باعتباره ملتقى الحضارات القديمة ، وبؤرة الصراع السرمدي بين الحق والباطل جعلهم يتعلقون به تعلقا شديدا ورائعا . وقد جسدوا هذا الوعي من خلال التضحيات الكبيرة والسخية التي قدموها عبر سنين طويلة وفي مختلف الحقول والميادين ، أو من خلال المشاركة في العمليات الحربية والجهادية على عهدي القائد نور الدين زنكي أو القائد صلاح الدين لتحريره من قبضة الصليبيين المغتصبين ، أو من خلال العمل في الميادين الإدارية والصحية بتلك البلاد ، أو م خلال الإشراف على الأوقاف المغربية هناك ... وإنه لحري بأبناء المغرب في هذا الزمان حيث القدس الشريف يرزح تحت نير قبضة الصهاينة المعتدين ، إن يستحضروا ا هذه المواقف البطولية بك لفخر واعتزاز عسى أن تذكرهم ببعض صفحات تاريخ أجدادهم التليد في هذه البلاد ، وعسى أن توقظ في نفوسهم روح الشهامة والبطولة التي ميزت سلفهم تجاه مغتصبي بيت المقدس بالأمس ، فيتوقون إلى أن يكون لهم شرف تحريرها وتطهيرها من رجس الصهاينة كما شارك أجدادهم في تطهيرها من رجس الصليبيين أيام صلاح الدين الأيوبي،وأن يستلهموا من روح المبادرة الملكية السامية بتبرع جلالته أعزه الله وحفظه بمبلغ 5 ملايين دولار لبيت مال القدس الشريف،ويتطوع من أغناهم الله من فضله بجزء من مالهم أو على الأقل أرباحهم السنوية لبيت مال القدس الشريف،هذا الأخير الذي يقوم بأعمال جليلة وخالدة لفائدة أبناء القدس الشريف وعامة إخواننا الفلسطينيين. تشير المصادر التاريخية إلى أن سبب تكون هذا الحي بالقدس الشريف يرجع إلى عدة أسباب، لعل أهمها هي تلك الوفود الكبيرة من أهل المغرب التي كانت تقصد تلك الديار، إما من أجل التبرك بزيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أو طلبا للعلم أو من أجل النصرة والجهاد، وفي هذا الصدد يقول ابن جبير عندما زار حصن تنين "وكان مكانا لتمكين القوافل ولا اعتراض على غيرهم، وسببهم أن طائفة من أنجادهم غزت مع نور الدين أحد الحصون فكان لهم في أخده غنى، ظهر واشتهر، فجازاهم الإفرنج بهذه الضريبة المكسية، ألزموها رؤوسه، فكل مغربي يزن على رأسه الدينار المذكور في اختلافه على بلادهم وقال الإفرنج" إن هؤلاء المغاربة كانوا يختلفون عن بلادنا، ونسألهم ولا نرزؤهم شيئا، فما تعرضوا لحربنا، وتألبو مع إخوانهم المسلمين علينا، وجب أن نضع هذه الضريبة . فللمغاربة في أداء هذا المكس سبب من الذكر الجميل في نكايتهم العدو يسهله عليهم ويخفف عنهم. ولما مرض نور الدين زنكي مرضا خطيرا نذر إن شفي من مرضه فداء عدد من الأسرى المغاربة، وقد وفى بنذره بعد شفاءه، فقد استبدل بهم عددا من الحمويين ( نسبة إلى الحماة )، وقال هؤلاء يفكهم أهلوهم وجيرانهم أما المغاربة فهم غرباء لا أهل لهم. يضاف إلى هذا أن الملك الأفضل الذي تولى بعد والده صلاح الدين ملك دمشقوالقدس وقف على المغاربة سنة 589 ه البقعة التي اعتاد المغاربة أن يجاوروا عندها في بيت المقدس بقرب الزاوية الجنوبيةالغربية لحائط الحرم وفي أقرب مكان لمسجد الأقصى، وقفها عليهم ذكورا وإناثا " ليسكنوا في مساكنها وينتفعوا بمنافعها " وأنشأ لهم في الحارة نفسها مدرسة عرفت بالأفضلية. إلا أن هذا، وكما يقول الدكتور عبد الهادي التازي، لم يكن كافيا لتمركز المغاربة بالقدس، ولذا كانوا يتوقون سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي إلى امتلاك عقارات بتلك الديار، وكأنهم تنبهوا لما يهدد بيت المقدس من غزو آخر يكون على شكل اقتناء أراضي من أصحابها. أما على المستوى الرسمي فقد قام السلطان المريني أبو الحسن علي بن عثمان سنة 738 ه ، بتخصيص 16500 دينار ذهبي لشراء الرباع ( أي العقارات والأراضي ) في القدس والحرمين الشريفين، وانتسخ مصحفا بيده سنة 745 ه، وجمع الوراقين لتنميقه وتذهيبه، ثم أرسله إلى بيت المقدس، ويتكون هذا المصحف المريني من ثلاثين جزءا ويدعى بالربعة المغربية، وهو حسبما ذكر السيد مروان أبو خلف من أروع المصاحف التي يحتضنها المسجد الاقصى. واستمرت هذه الصلة ببيت المقدس في عهد الملوك العلويين، فوجه مثلا السلطان المولى عبد الله بضعة وعشرين مصحفا بخطوط جميلة، كان منها ما نال ثالث الحرمين. وكانت هذه الأوقاف المغربية إلى حدود سنة 1954 م ميلادية تابعة من الناحية الإدارية والمالية لدائرة شؤون الأوقاف الفلسطينية، إلا أنها بعد هذا التاريخ أصبحت مستقلة عنها، وتولى شأنها الشيخ الحاج محمد المهدي، وكانت الجالية المغربية تعتبره بمثابة "نقيب"، ثم خلفه من بعده الحاج علي النقيب ثم السيد محمد إبراهيم عبد الحق الفكيكي وعيسى هاشم السوسي. وقد قام المتوليان الأخيران بعدة جهود في سبيل حماية وصيان الأوقاف المغربية، كاتصالهما بالحكومة المغربية عقب حصول المغرب على الاستقلال من أجل لفت انتباهها إلى ما آلت له الأوقاف المغربية من الخراب وما تحتاجه من الصيانة، وكعملهما على استرجاع بعض العقارات المغربية التي احتسبت خطأ ضمن الأوقاف الأردنية. لقد تجسد ارتباط المغاربة بالقدس الشريف منذ اللحظات الأولى لاعتناقهم لدين الإسلام ، ولذا فقد تعلقوا بمثل هذه الوشائج التي ربطتهم بالحرمين الشريفين مكةالمكرمة والدينية المنورة ، وحتى نقف على مدى عمق هذا الارتباط سنحاول أن نميز في هذا الإطار بين ثلاث فئات من أهل المغرب وكيف كانت نظرة كل فئة إلى هذه البقعة الطاهرة : الفئة الأولى : تمثل المغاربة الذين اهتموا بالكتابة عن القدس دون أن روها أو تجشموا عناء السفر إليها. ومن هذه الفئة نذكر : - أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (توفي سنة 328 ه ) - الأديب الجغرافي الأندلسي أبو عبيد البكري ( ت 487 ه ) - العالم أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن أبي حفاظ المكناسي الفئة الثانية : وهم أولئك المغاربة الذين كتبوا عنها بعد زيارتهم إليها ،إما وهم في طريقهم إلى الحج قصد التبرك بمقدساتها ، أو للإقامة فيها ، أو لطلب العالم في جامعتها بالمسجد الاقصى ومن هذه الفئة نذكر : - أبو حسن البهراني الأندلسي (ت 215 ه ) - أبو عبد الرحمان بقي بن مخلد بن يزيد القرطبي الذي عاش في القرن الثالث الهجري (ت 276 ه ) - أبو بكر الطرطوشي محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفرشي الفهري المالكي (ت 520 ه ) - العالم الجغرافي الشريف أبو عبد الله الإدريسي (ت 562 ه ) - أبو القاسم محمد الرعيني الشاطبي (ت 590 ه ) - أبو عبد الله محمد العبدري الحيحي ، وقد زار القدس وأقام فيها مدة خمسة أيام فقط. - المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون ، وقد رحل من المغرب إلى مصر سنة 784 ه الفئة الثالثة : وهي التي ارتبطت بالقدس الشريف وارض فلسطين بالجهاد المقدس ، خاصة في زمن الاحتلال الصليبي . لقد شارك كثير من المغاربة في العمليات الحربية ضد الصليبيين ، منذ بدأ نور الدين زنكي محاولاته لتحرير القدس الشريف ، ومن هؤلاء يوسف ابن دوباس المغربي الفندلاوي الذي كان يلقب بأبي الحجاج المغربي ، قدم إلى بلاد الشام ، فسكن بلدة بانياس في الجولان مدة ، ثم انتقل إلى دمشق وبقي فيها يدرس بمذهب الإمام مالك ، ويحدث بالموطأ إلى أن استشهد سنة 543 ه . كما بعث القائد صلاح الدين الأيوبي إلى السلطان يعقوب المنصور الموحدي سنة 586 ه ، يطلب إعانته بالأساطيل الحربية لمنازلة عكا وصور وطرابلس الشام بعد كسرة حطين وفتح بيت المقدس . وقد أوفد على رأس هذه البعثة الهامة قائد الجيش الأمير أبا الحرث عبد الرحمان بن منقذ الشيرزي طالبا أن تحول القوات المغربية في البحر بين أساطيل الفرنج ، وبين إمداد النصرانية بالشام من الجهات الأخرى . وبالرغم من بعض المؤاخذات التي كانت للخليفة المنصور على السلطان صلاح الدين بسبب تسريح هذا الأخير مولاه قراقوش وأبا زيان لبلاد المغرب سنة 568 ه ، لمحالفة خصوم الموحدين والتشغيب عليهم ، فقد جهز له 100 وثمانين أسطولا كان لها أثر قوي في منع النصارى من سواحل الشام كما يذكر ابن خلدون . ولا شك أن هذا الأسطول الضخم كان مصحوبا بعدد كبير من العسكر المدربين وكذا المتطوعين والمرشدين والمجاهدين ، وبهذا يفسر التحاق عدد من المغاربة بالشام ، وكان فيهم الصناع والعمال والفقهاء ، من أمثال أبي الحجاج يوسف بن محمد المعروف بابن الشيخ الذي غزى بالمغرب مع الموحدين وبالشام مع صلاح الدين الأيوبي . كما ذكر العماد الأصفهاني من بين الشخصيات التي صاحبت صلاح الدين في جهاده للصليبين الأمير عبد العزيز بن شداد ابن تميم بن المعز بن باديس الصنهاجي . كما وفد على الأندلس في هذه الفترة عدد من الأطباء الأندلسيين المشاهير من أمثال أبي الحكم تاج الحكماء عبد الله بن المظفر الباهلي (ت 549 ) ، وابنه أبو المجد محمد بن عبد الله الباهلي الملقب بأفضل الدولة ، وعبد المنعم الجيلاني ( نسبة جليانة على مقربة من غرناطةجنوب شرق الأندلس ) المتوفي سنة 612 ه . وهناك فئة رابعة بمكن إضافتها للفئات الثلاث ، وهي فئة المغاربة الذين اشتغلوا في عدد من الميادين العلمية والإدارية في القدس بعد تحريرها ، وخاصة في مجال القضاء ، فقد عملوا على استحداث منصب قاضي المالكية بهذه المدينة ونجحوا في ذلك ، وقد شغل هذا المنصب عدد من المغاربة ، منهم على سبيل المثال القاضي عيسى بن محمد المغربي الشخمي الملقب بشمس الدين ، فقد شغل هذا المنصب حتى عام 872 ه ، ومنهم القاضي حميد الدين محمد بدر الدين المعروف بابن المغربي ، الذي تولى قضاء المالكية بالقدس والرملة في آن واحد ، وقد عزل من منصبه سنة 874 ه ، وربما كان اخر القضاة المغاربة في مدينة القدس العلامة الغرناطي شمس الدين محمد بن علي الأزرق المغربي الأندلسي المالكي ، وقد باشر عمله بهذا المنصب في السادس من شوال سنة 896 ه ،وظل فيه حتى السابع عشر من ذي الحجة في السنة ذاتها وبذلك تكون ولايته أقصر ولاية أمضاها مغربي في منصب القضاء ، بحيث لم تتجاوز واحدا وستين يوما توفي بعدها إثر مرض مفاجئ ألم به ، ودفن ما ملا ببت المقدس . تعد الأوقاف الإسلامية إحدى بؤر الصراع العربي الصهيوني بأرض فلسطينالمحتلة عموما ، وبالقدس الشريف على وجه الخصوص ، نظرا لما تختزله هذه الأوقاف من المعالم الحضارية الناطقة بعمق انتماء هذه البلاد إلى حظيرة الأمة العربية والإسلامية ، والكاشفة في ذات الوقت عن زيف الادعاءات الصهيونية في "ارض الميعاد " المزعومة ، ونظرا لأهمية هذا الأوقاف فقد طالتها يد الاغتصاب الصهيوني إما بنسفها لمحو آثارها الشاذة ، وإما بتشويه معالمها الحضارية ،وإما باستصدار من أصحابها ووضع اليد عليها بالتصرف الذي لا تقره لا الشرائع الإلهية ولا القوانين الدولية ، ولعل من أكثر الأوقاف التي استهدفتها الآلة الصهيونية الغاشمة ، أوقاف المغاربة بالقدس الشريف ، لما تتمتع به خصوصيات الجوار للمسجد الأقصى وكثرة عقاراتها ، ووفرة خياراتها ودوام عناية أهلها بها خلفا عن سلف ، ولقد كانت منطقة أوقاف المغاربة وبالذات حائط البراق الذي يتصل بمنازل المغاربة أولى نقطة الصدام العربي الصهيوني . وهكذا بدأت الصهيونية الغاشمة في بسط سيطرتها على أجزاء من الأوقاف المغربية بمجرد قيام الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، ثم عمدت بعد ذلك إلى مصادرة البقية الباقية من تلك الأوقاف في يونيو 1967 م ، فضمتها إلى أملاكها وأخلتها من سكانها ، كما عمدت إلى نسف الحي المغربي وتسويته بالأرض مستعيضة عنه بساحة عامة قريبة من حائط البراق ، وقد تمت عملية الإجلاء مساء يوم 10 يونيو 1967 وصباح اليوم الموال شرعت السلطات الصهيونية في الهدم الكلي للحي . وقد أتت معاول العدوان الغاشم في ظرف بضعة أيام على 138 بناية من ضمنها جامع البراق الشريف وزاويته و"جامع الأفضلية " ومكتب إدارة الأوقاف ومخازنها، ويقدر مجموع ثمنها ب 2071000 دينار أردني. ولم تمض سنة على هذه الكارثة المهولة حتى أقدم الكيان الصهيوني إلى إصدار قارا جائر يقضي بامتلاك عدد من الأراضي والعقارات كان فيها ما ترجع ملكيته لوقف الشيخ أبي مدين وأوقاف المحسنين المغاربة.وقد اعترض المتوليان الشرعيان على الأوقاف المغاربة آنذاك السيدان عيسى هاشم السوسي ومحمد إبراهيم عبد الحق الفكيكي على هذا القرار اليهودي محتجين أن القوانين والشرائع الدولية للدولة المحتلة لا تجيز أن تستملك أي قطعة من الأراضي المحتلة ، وأن هذه العقارات هي أوقاف إسلامية غير قابلة للبيع أو التصرف بالهدم أو الهبة أو غيرها ، وطالبا في وثيقتها بإعادة النظر في قرار وضعة اليد على الأوقاف المغربية ، على الأقل أسوة بممتلكات وأراضي ومقدسات الجاليات اليهودية في بلاد المغرب . ثم استهدفت السياسة الصهيونية الأوقاف المغربية مرة أخرى بالهدم والنسف سنة 1971 بدعوى القيام بحفريات واستكشاف الآثار اليهودية بين أوقاف المغاربة حسبما ألنته الصحف الصهيونية "دفارا" بتاريخ 14/7/1971 و 2/8/1971 ، وهااريتس بتاريخ 19/07/1971 و 5/3/1971 . ورغم هذه السياسة الاستئصالين التي سلكتها الدولة العبرية تجاه الأوقاف المغربية فإنها ستظل شاهدة على عمق الارتباط الذي كان يربط أهل البلاد المغربية ببيت المقدس ، وستشهد أيضا على صدق الإيمان الذي حمل المغاربة على الإنفاق بسخاء من أجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم. مع توالي الزمن أصبح المغاربة يشكل بؤرة للتوتر بن المسلمين واليهود ، لأنه يحده شرقا " حائط البراق " الذي يعرف لدى اليهود بحائط المبكى ، والذي يشكل نقطة من نقط ارتكاز الصراع بين المسلمين واليهود ، وقد بدأت بوادر هذا الصراع إثر تكون مجلس ورى في القدس على عهد محمد عي باشا والي مصر وفلسطين ، وضم هذا المجلس ممثلين عن النصارى واليهود لأولى مرة ، وأسست في القدس أول قنصلية بريطانية ، كان من مما اهتمت به فتح حمايتها لعدد من اليهود ، وقد تقدم أحدهم بطلب بواسطة القنصلية من اجل تبليط "مبكى اليهود" على حسابه الخاص ، إلا أن مجلس الشورى رفض هذا الطلب ،فأصدر محمد علي أمرا بالسماح لليهود بزيارة المكان " على الوجه القديم " مع منهم من تبليطه " لأنه وجد أنه غير جائز شرعا ، فهو ملاصق إلى حائط الحرم الشريف ومحل ربط البراق وداخل في وقفية أبي مدين وما سبق لليهود تعميره .." ومع تكاثر اليهودي بالقدس عام 1882 م وكثر بينهم الصهاينة والمحميون تطاولوا على الحالة المعتادة فكانوا يعمدون إلى سد طريق سكان البيوت المجاورة على ارض الوقف ، فكتب هذا شكوى إلى مفتي القدس والمحكمة الشرعية فكان الرأي إن ما حاوله اليهود بدعة قد يتخذونها سببا لادعاء شيء من الملكية في الرصيف أو الحائط . ولقد ظلت الأوقاف المغربية محفوظة مصانة بأعيانها عبر الدهور والعصور ، وخاصة أيام الفتح العثماني عام 922 ه (1516 م ) وحتى بعد الاحتلال البريطاني سنة 1335 ه الموافق ل 1917 م ، ولم تتعرض للانتهاك إلا بمجيء العصابات الصهيونية عام 1367 ه الموافق ل 1948 م حيث سطت على جانب مهم من أوقاف أبي مدين ، وهو الجانب الذي يقع خارج القدس الشريف بقرية عين كارم ، والتي يرجع عهدها لأوائل القرن الثامن الهجري . وقد أدى هذا السطو إلى ردود فعل شعبية قوية داخل المغرب ،حيث قامت جماهير المواطنين باحتجاجات كثيرة في كل مدن المغرب وقراه ، كما لجأ الوطنيون إلى بيوت الله يبتهلون إلى الله إن يزيل هذا البلاء عن أرض فلسطين . ............................................ الصورة تعود لسنة 1910 للشهيد والد ذ.محمد إبراهيم عبد الحق الفكيكي نقيب أوقاف المغاربة بالقدس