رعب يصدقه الضحايا ويرفضه المختصون من هي المشعوذة الوجدية التي مارست بعمان وهاجرت للخليج وتزور مراكشووجدة باستمرار؟ المنزل المسكون: رعب يصدقه الضحايا ويرفضه المختصون قريبا من خيالات "أفلام الرعب"، وليس بعيدا عما ألفنا مشاهدته من أساطيرها الغريبة، عايشت الثلاثينية "أم غسان"، بعضا من تلك الأساطير واقعا حقيقيا في منزلها لمدة سنتين، ويكاد حديثها لا يجانب الصواب، الذي ما يزال يختلف على تأكيده مختصون وعلماء دين، بل حتى الناس العاديون أنفسهم. وتستدعي أم غسان ذاكرتها المشوبة بالدهشة، وهي تروي تفاصيل، عاشتها قبل نحو 3 سنوات، في بداية زواجها، فتقول، " كنت أسمع أصواتا في المطبخ، فأذهب لأفاجأ بأطباق منثورة في زواياه "، فتصاب بالرعب وتعود أدراجها، لتنتظر عودة زوجها الذي لم يصدقها في البداية، واتهمها بالجنون. ورافقت هذه الحالة أم غسان طوال تلك السنوات، علما بأنها لم تستطع رواية كل ما حدث معها، خوفا من أن توصف بالهذيان، وتقول إنها كثيرا ما أغلقت صنبور المياه، فتعود وتجده مفتوحا من جديد . أما زوج أم غسان الذي لم يصدقها، لاسيما حين أخبرته بأن هناك أشباحا يريدون طردهما من المنزل، عبر تردادهم لها "المنزل لنا" فقد ظل مصرا على رفضه فكرة ترك منزل يملكه، وآثر أن يجعل الزوجة تعيش صراعها وحدها، كما تقول "أم غسان"، ثم سرعان ما بدأت سيماء الرعب تظهر على زوجها، حين جاء يوما يخبرها بأنه بدأ يرى أشخاصا غريبي الشكل، يخيرونه بين ترك المنزل أو إيقاع الأذى به. وهكذا، لم يتوان أبو غسان وزوجته عن هجر المنزل وبيعه بسعر بخس، خصوصا بعد ترددهم على بعض "قراء الغيب"، الذين أخبروهم أن سيدة مغربية كانت تقطنه، وتتخذ الشعوذة عملاً لها، وبعد تركها البيت، استقرت الشياطين في المنزل، وفق ما سردوه لأم غسان وزوجها.وهي سيدة تنتمي لإحدى أرق القبائل بالجهة الشرقية،وتملك فيلا في أحد أهم الأحياء الراقية بوجدة تقطن فيه عائلتها (والديها وأختيها الطالبتين بجامعة وجدة..)،كما تملك فيلا أخرى في أحد الأحياء الراقية بمدينة مراكش حيث تقيم أغلب فترات تواجدها بالمغرب. كما علمنا من مصادر أردنية زميلة ،بأن هذه المشعوذة قد نقلت نشاطها نهائيا من العاصمة الأردنية إلى إحدى الإمارات الخليجية،خاصة بعد توصلها بأخبار تفيد وجود جهاز أمني أردني يبحث وراءها،بسبب علاقتها بإحدى الشخصيات الأردنية المعروفة. وحسب ما توصلنا به من معلومات أخرى من مصادر إعلامية جهوية ببركان،فتكون تلك السيدة تعمل لعدة أطراف متداخلة الخيوط والشبكات اللامشروعة،بحكم حجم الثروة والعقارات التي تملكها في عدة دول عربية وأجنبية،وكذلك نوعية الشخصيات الرفيعة التي تتعامل معها. وقصة الستيني "أبو علي"، لا تختلف كثيرا عن سابقتها؛ فهو أيضا، لم يلبث أن هجر منزله، حيث يقول إنه منذ سكن المنزل، وتحديدا بعد الثانية عشرة مساء، يبدأ رجم المنزل بالحجارة على نحو متكرر. وفي بادئ الأمر، ظن أبو علي، أن الفاعل هو شخص ما، فبقي يسهر ويراقب عن كثب، لكنه وصل في النهاية إلى قناعة، مؤداها أن منزله مسكون، فهجره ولم يعد إليه، وبقي أبناء الحي، يتناقلون أحداث هذا البيت بكونه "مسكونا"، فلم يقربه أحد للعيش فيه . وفي المقابل، كثيرة هي قصص الرعب التي تحبك على سبيل المزاح، لا سيما بين الأقارب والأصدقاء، وبعضها قد يكون ذا أثر سلبي، ومنها حادثة وسيم "33 عاما"، الذي حاول إخافة والديه، عبر خروجه من باب البيت الخلفي، وارتدائه الملابس البيضاء، ما أدى بوالدته إلى فقدان وعيها . ومن المعلوم أن علم النفس، يدرج مثل تلك الحالات تحت مسمى "علم النفس الماورائي"، كما يوضح أستاذ علم النفس في جامعة مؤتة عماد الزغول، فيبين أن الكثير منها، يقوم على أوهام وتهيؤات غير حقيقية، تنتج عن مسببات نفسية، تعود إلى توهم بعض الأشخاص، بوجود هذه العوالم أو السماع عنها، فيتخيل أنها حقيقية . غير أن الزغول يؤكد أن التكهنات لدى بعضهم، تفسر بكونها تمثل وجودا حقيقيا لكائنات أخرى، على غرار الجن والأرواح، ويعللونها بسماع أصوات مشوشة. ويضيف الزغول، أن من شأن هذه التكهنات التي تصل عند البعض إلى حدود الحقيقة، أن تؤدي إلى مرض نفسي، يضر بشخصية الإنسان، وتفضي لاحقا إلى اضطراب نفسي، يجعل المصاب فاقدا ثقته بنفسه . وفي السياق ذاته، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك منير كرادشة، أن عجز الإنسان عن التفسير، يضعه في بوتقة "الخرافة "و "الفذلكات" غير المنطقية وغير العينية . كما أن عدم وجود الوعي والمعرفة، يؤدي ببعض الناس إلى تفسير الأمور تفسيرا خرافيا، حسب كرداشة، ويشير إلى أن ذلك، من شأنه أن يعيدنا إلى عصور مضت، ويدفع إلى صراع كبير بين عقلانية الفرد، وجهله ببعض الأمور. ولضحد مثل هذه التخيلات، يرى كرادشة، أن انتهاج "الفكر التنويري"، سيقف مضاداً لمثل هذه الأمور، التي تعزى، في مجملها، إلى عوامل نفسية متعددة، وينصح ممن يعيشون تحت تأثيرها، بالاعتماد على العقل، تحت مبدأ " الخائف لا يعبد إلا خوفه " . أما حول رأي الشريعة، فثمة اتفاق على وجود "عالم الجن"، وهو عالم مماثل للملائكة، كما يوضح أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية محمود السرطاوي، والذي يشير إلى أن القرآن، أخبرنا بوجود عالم خاص بالجن . وهذا العالم، وفق السرطاوي، أراد الله لنا ألا نراه، ولو كانت هناك أحكام تتعلق بوجودهم مع عالم الإنسان، لذكر "الأمر"، مشيرا إلى أن " ما أخبرتنا به السنة، نقلاً عن قول الرسول عليه الصلاة والسلام، أن عالم الجن يقطن في الأماكن المظلمة والمهجورة والخالية من ذكر الله"، غير أنه يؤكد أن الجن يعجزون عن إيذاء البشر، من خلال التعوذ من الشياطين . ويرى السرطاوي، أن كثيرا من المواطنين، استغلوا هذا الجانب، عبر الزعم بقدرتهم على التعامل مع الجن من خلال أكثر من أسلوب، معتبرين أن الأمور الغيبية موجودة، ومسؤولة عن عدم نجاح الأفراد، وعن مشاكلهم النفسية، معرضين النظر عن كثير من الأمور الدنيوية، التي قد تكون سببا في مشاكلهم . في المقابل، يرى أستاذ الشريعة هايل عبد الحفيظ أن بعض الجان، قد يتدخل في حياة الإنسان، وقد يؤثر على تصرفاته ويعتدي على ملكه، ويوضح أن الدين، أرشدنا إلى أسلوب التعامل مع هذه الحالات والسلام من أذاه، من خلال قراءة القرآن. وتتفق أستاذة العقيدة والفلسفة في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، مروة خورمة مع عبد الحفيظ، إذ تعتقد أن بوسع الجان، أن يعيش في البيت الذي يخلو من ذكر اسم الله . بتصرف عن سوسن.م"الغد" sawsan.moukhall_(at)_alghad.jo