توصلنا من ساكنة شارع نجيب محفوظ / حي الرازي / جرادة ،بما يلي : "انطلقت عملية تزليج أرصفة شارع نجيب محفوظ الكائن بحي الرازي بعد طول انتظار، هذا الشهر وقد تأخر هذا الانجاز ما يزيد عن عامين بعد وضع المصطبة التي تعرضت للتعرية حتى أصبحت متهرئة فضلا عن كونها متهرئة من أصلها، لأنها كانت مغشوشة، ولا تخضع لأي مقاييس لو عرضت على مختبر من المختبرات المتخصصة. انطلق هذا المشروع تحت رعاية الإنعاش الوطني وبمساهمة ( فيما يبدو من جمعيات) واستبشر السكان على جانبي الشارع خيرا، ذلك أن قيمة مضافة ستزين ذلك الشارع وتجنب المواطنين عامة السير في الأوحال والتعرض لمشوشات بيئية. لذلك بادروا إلى تعاقد تلقائي من باب المواطنة لا من باب المواطن الصالح وسارعوا إلى المساهمة في توفير الماء والكهرباء والفطور للعمال. لكن هذا التعاقد من السكان كان لابد أن يكون محكوما بتقديم الملاحظة والتتبع وإبداء الرأي حول الأشغال وقيمتها الجمالية والتقنية، باعتبارهم تشاركيون. فكانوا ينبهون بين الفينة والأخرى إلى عدم تكسير الكارلاج بدكه بالفأس واستعمال مقادير الإسمنت وفق المعايير المطلوبة وعدم وضع مواد البناء في أبواب المحلات التجارية والمرائب، غير أن مسئول الإنعاش الذي لا يوجد على نفس المسافة من هذه القيم مع سكان الشارع لم يعجبه الأمر فزعم أن الزليج المذكور لا يعني الدولة ، وليس من حق أي مواطن التدخل وإبداء أية ملاحظة وإذا لم يكن راضيا بما يتم إنجازه فما عليه إلا أن يتقدم بشكايات حسب التراتبية الآتية: الباشا أولا، فعامل الإقليم، فالرباط فهولندا، وبطبيعة الحال هذه التراتبية هي تراتبية تمثيلية؛ فالباشا يمثل السلطة المحلية، والعامل يمثل السلطة الإقليمية... أما المحكمة الدولية في هولندا بمدينة لاهاي فإنها تعرض عليها القضايا ذات الصبغة الدولية التي تعجز الدول ذات السيادة أو المنظمات المعترف بها عن حلها خلال النزاعات. وعليه، فإن الغش في استعمال الإسمنت أو تكسير الزليج أو عدم الإخلاص وإتقان العمل بشارع نجيب محفوظ بحي الرازي بجرادة، في نظر هذا المسئول، يحتاج إلى إجراء قضائي دولي، وللإختصار فإن سكان الشارع يوجهون عناية السيد الكومندار المسئول عن الإنعاش إلى ما يلي: 1- إن مدينة جرادة المناضلة والتي يشتغل فيها هو الآن ويستنشق هواءها ويشرب ماءها هي مدينته كما هي مدينتهم جميعا وأن الشارع المذكور متى كان جميلا فإنه يشرفه هو قبل غيره وأنه شارعه هو الآخر. 2- إذا لم يكن راضيا بملاحظات المواطنين ويصرح بأن الباشا والعامل...... لا يساوي شيئا بالنسبة له فما عليه إلا أن يذهب ليعيش في " لاهاي " التي لن يجد فيها مكانا بدون شك وسترفضه على مسلكياته. 3- عليه من موقع مسؤوليته وتقديرا للبذلة التي تزينه أن يكون صبورا ليصغي للمواطنين ويوجه الأشغال في الاتجاه الذي يلمع صورته ليس في الاتجاه التي يشوشها. 4- أن يفرق بين عقلية القرن الماضي والحديث عن المواطن الصالح وعقلية القرن 21 والحديث عن المواطنة وأن يستوعب التطورات المجتمعية والثقافية للمغاربة. 5- أن يكون له إلمام تقني بالسيول التي يستوعبها هذا الشارع والتي تشبه نهرا عارما حين التساقطات الغزيرة ويعمل على تجنيب السكان متاعب غزو المياه منازلهم جراء عدم تكييف الكارلاج مع أرضية الرصيف." ............................................................... نشر في الشهر الثامن من سنة 2007