حريق يأتي على هكتارين من سهوب الحلفاء بالعيون الشرقية والجهة الشرقية الثانية وطنيا في المناطق المتضررة من الحرائق أطلق الخبراء جرس الإنذار للتحذير من هلاك بعض الغابات المغربية،والمطالبة بالتدبير العقلاني،والاستغلال المستدام للموارد البيولوجية للغابات،وحمايتها من الحرائق والتوسع العمراني ومقاولات الخشب،خاصة بعد تراجع الموارد المائية في ظل نمو ديموغرافي متسارع مرتبط بزحف عمراني واستغلال مفرط للموارد الطبيعية،وتنام للمظاهر والسلوكيات المسببة للتلوث ولإهدار الموارد الطبيعية.ووفر تنوع مناخ وجغرافية المغرب وغناه الطبيعي غابات شاسعة فريدة من نوعها،تمتد من شمال البلاد إلى جنوبه متأقلمة مع تغير المناخ من برودة نسمات الشمال إلى سخونة الجنوب،وتوفر غابات الريف الأطلس والمعمورة وسوس،المأوى والمرعى لأصناف من الحيوانات البرية والطيور، وتسهم غابات الجهة الشرقية في جذب السياح بفضل ما تمتلكه من مؤهلات طبيعية هائلة،كالكهوف والبحيرات والوديان والشلالات والجبال والسهول،إضافة إلى مرتفعات وحدائق ومساحات طبيعية عذرية وكل ما يحلم به السياح وعشاق رحلات المغامرات والرياضات الجبلية.لكن البحث عن أراض جديدة وحقول صالحة للزراعة،هو العامل الرئيس وراء تراجع مساحة الغابات في ربوع أقاليم الجهة الشرقية السبعة (وجدة أنجاد،الناظور،تاوريرت،بركان،جرادة،الدريوش،بوعرفة/فجيج)،حيث إن البحث عن أراض صالحة للزراعة يدفع الفلاحين إلى إحراق بعض المناطق المكسوة بالأشجار للسطو عليها،واستغلالها في الزراعة،ويتم حرق عدة مئات من الهكتارات من الغابات كل سنة،ما ينتج عنه خسائر مهمة من الناحية الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.وفي المغرب 60 بالمائة من المساحات المتضررة جراء هذه الحرائق هي عبارة عن غطاء من الأعشاب الثانوية ومروج الحلفاء٬وقد تم تطويق الحرائق التي شهدها المغرب الصيف الماضي٬والتي تقدر بنحو 450 حريقا غابويا حال دون انتشارها واتساع رقعتها. وفي نفس السياق،فتحت عناصر الدرك الملكي بمدينة العيون الشرقية التابعة إداريا لعمالة إقليم تاوريرت تحقيقا في موضوع حريق اندلع في حدود الساعة الحادية عشر من صبيحة الأحد 27 أبريل 2014، في الوقت الذي لا تزال فيه أسباب اندلاعه مجهولة.وقد تجندت المصالح والسلطات المحلية بحضور رئيس دائرة العيون وبمشاركة عدد كبير من عناصر الوقاية المدنية جاءوا من مدينة العيون الشرقية وتاوريرت و كذا موظفي وعمال مصلحة المياه والغابات وعناصر الدرك الملكي ،من أجل السيطرة على الحريق الذي شب في سهوب الحلفاء التي تغطي قمة أحد الجبال بالمنطقة،وبالضبط بسهوب الحلفاء القريبة من دوار أولاد لحسن،فرقة "لعشاش" بجماعة مشرع حمادي القروية البعيدة ب 16 كلم شمال غرب مدينة العيون الشرقية.وأمام انعدام المسالك الطرقية بالمنطقة وهبوب الرياح،وجد عناصر الوقاية المدنية صعوبة في محاصرة ألسنة اللهب،حيث دامت عملية التدخل لأكثر من ثلاثة ساعات،قبل إخماد الحريق الذي التهم أكثر من هكتارين من الغطاء العشبي بشكل كلي. يذكر،أن المغرب شهد السنة المنصرمة على المستوى المتوسطي أدنى معدل للحرائق مقارنة بالمساحة الإجمالية للغابات٬وذلك بفضل اتخاذه لجملة من إجراءات الوقاية التي اعتمدها مختلف المتدخلين على المستوى الوطني.والحرائق الغابوية لا تمثل إلا 0٬05 في المائة من مجموع المساحة الغابوية بالمغرب٬مقابل 1٬1 في الجزائر و 2٬6 في البرتغال و 1٬4 في إسبانيا٬وأن الحرائق الغابوية التي شهدها المغرب منذ سنة 2012 أتت على ما يقارب 6432 هكتارا موزعة على 2669 هكتارا من المساحات المشجرة و 2649 هكتار من الأصناف الثانية و 1114 هكتار من الأعشاب والحلفاء.وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق٬فإن منطقة الريف٬خاصة شفشاون وتطوان وطنجة والعرائش ووزان٬تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق ب 205 حالة اندلاع حريق همت 3485 هكتار٬تليها المنطقة الشرقية٬الناظوروبركان وتاوريرت بن 54 حالة حريق طالت 1896 هكتار ثم منطقة الجنوب الشرقي،أكادير وتارودانت واشتوكة آيت باها٬ب 13 حالة اندلاع حريق أتت فيها النيران على حوالي 630 هكتار.