واشنطن تدخل على خط الأزمة بين الرباطوالجزائر كشفت مصادر دبلوماسية أن تحركات أمريكية فرنسية مكثفة جرت خلال الأيام القليلة الماضية من أجل تهدئة الوضع في العلاقات بين المغرب والجزائر، وتجاوز مرحلة الأزمة، موضحة أن العملية أثمرت في وقف التصعيد الجزائري وتلطيف الجارة الشرقية لخطابها بخصوص ملف الصحراء، إذ غابت الدبلوماسية الجزائرية الرسمية عن أشغال مؤتمر التنسيقية الأوربية لدعم بوليساريو بالعاصمة روما، نهاية الأسبوع الماضي. كما لم يوجه الرئيس الجزائري أي كلمة للمشاركين في النشاط المذكور، مبادرا إلى توجيه تهنئة إلى جلالة الملك بمناسبة عيد الاستقلال. وأوضحت رسالة بوتفليقة، كما كشفتها الإذاعة الوطنية الجزائرية، أن الأمر يتعلق ب"مناسبة نستحضر فيها الصفحات المشرقة لتاريخنا المشترك وما بذله شعبانا من التضحيات الجسام إبان الكفاح من أجل انتزاع الحرية والكرامة"، وأنه "يطيب لي والمملكة المغربية تحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين لاستقلالها أن أتوجه إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بخالص التهاني، راجيا من الله العلي القدير أن يرزقكم موفور الصحة والعافية، ويحقق لشعبكم الشقيق مزيدا من التقدم والرقي"، معتبرا أنها "فرصة سانحة أغتنمها لأجدد لكم حرصي على صون علاقات الأخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا وتوطيدها". وأوضحت مصادر "الصباح" أن أزمة العلاقات المغربية الجزائرية تسببت في قلق كبير في أوساط الاتحاد الأوربي وفي كواليس الإدارة الأمريكية، وذلك مخافة أن تكون للأزمة تأثيرات سلبية على مخططاتها الرامية إلى محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، إذ كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن واشنطن قلقة من تدهور العلاقات المغربية الجزائرية، على اعتبار أن ذلك سينعكس سلبا على مخططاتها في مكافحة الإرهاب في منطقة دول الساحل من موريتانيا إلى تشاد مرورا بمالي، خاصة بعد وصول إدارة الرئيس باراك أوباما إلى قناعة مفادها أن المغرب والجزائر هما البلدان المؤهلان أمنيا ولوجيستيا لمشاركة فعالة في مكافحة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، جدد خلال ترؤسه أشغال المؤتمر الوزاري الإقليمي الثاني حول أمن الحدود المنعقد بحر الأسبوع الماضي بالرباط، التأكيد على عزم المغرب مواصلة العمل على تعزيز الاندماج الإقليمي خيارا إستراتيجيا تفرضه التطورات الحاصلة على الساحتين الإقليمية والدولية، مبرزا أن الهدف يتمثل في تجسيد طموحات مواطني المغرب العربي لتحقيق مزيد من التنمية والأمن. كما أوضح مزوار في رسالة إلى الجزائر، التي غاب وزير خارجيتها عن اجتماع الرباط أن الثقافة المنتهجة في المغرب هي ثقافة البناء، وأن "المملكة تتبع في سياستها الخارجية هذا النهج لخدمة أفضل لمصالح شعوب المنطقة".