الرسالة الملكية إلى قمة الكويت تجدد تأكيد المغرب على وضع القارة الإفريقية في صلب سياسته الخارجية انتظر عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة، رفقة مباركة بوعيدة، كاتبة الدولة في الخارجية، إلى حين مرور عدد من رؤساء الدول والحكومات لتلاوة الرسالة الملكية إلى القمة الإفريقية- العربية التي أكدت انخراط المغرب، منذ انعقاد القمة العربية الإفريقية الثانية 2010 ، في مقاربة شمولية لإعادة إحياء الشراكة العربية والإفريقية، في احترام كامل للمقومات السيادية والثوابت الوطنية لبلدان المنطقة. وأكدت الرسالة الملكية العمل على تعزيز دورها الفاعل في توفير شروط نجاح هذه القمة واستمرارها، وكذا دعم آلياتها ووسائلها لتصبح رافدا مهما من روافد التعاون الإفريقي العربي. وقال الملك «إن بلداننا، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، ومن البحر المتوسط إلى خليج غينيا ومنطقة إفريقيا الوسطى، باتت مهددة، سيما من فقدان حدودها للمناعة ضد الاضطرابات السياسية والتحديات الأمنية، فضلا عن تداعيات التقلبات المناخية. فقد انتشرت بؤر التوتر في أكثر من بقعة، حيث وجدت في الفقر والهشاشة مجالا خصبا لانتشار القرصنة، وتهريب الأسلحة والمخدرات والأشخاص، ما ساعد على استفحال نزوعات التطرف والإرهاب وانتشار الإيديولوجيات الظلامية، التي لا يمكن محاربتها ولا الحد من اتساع تأثيرها إلا بتضافر الجهود وتعبئة وسائل الدفاع والتصدي لها بكل حزم». وتأسفت الرسالة الملكية على حالة الجمود المؤسساتي التي يمر بها اتحاد المغرب العربي، الذي لم يتمكن ، حتى اليوم ، من لعب الدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، رغم أنه يحاذي منطقة الساحل والصحراء ويواجه المخاطر والتحديات نفسها. وأكدت أن الموقع الجغرافي للمغرب، يجعله يضع القارة الإفريقية، التي تشكل أحد جذوره العميقة، في صلب سياسته الخارجية. كما يسعى إلى تسخير علاقاته وشراكاته في سبيل مد جسور التقارب والتعاون بين أشقائه الأفارقة، يحذوه في ذلك طموح واقعي وواعد، لإنجاز مشاريع مشتركة ومتنوعة تهم شتى المجالات الحيوية وتدعمها الصداقة الراسخة والثقة المتبادلة، التي تربط دولنا العربية بالبلدان الإفريقية الشقيقة. ومن هذا المنطلق، يقول الملك، إن المغرب قطع أشواطا هامة، في تعاونه مع أشقائه جنوب الصحراء، خاصة في مجالات التنمية البشرية، وتطوير المبادلات التجارية والنهوض بالاستثمارات، وفي مجالات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتنمية البشرية، وتقاسم المعرفة والخبرات والتكوين الجامعي، والزراعة والصحة والماء والطاقة. وعقد بنكيران، على هامش القمة، لقاء يتيما مع محمد منصف المرزوقي، رئيس تونس بمقر إقامة الأخير بقصر بيان، وذلك على هامش الجلسة الافتتاحية. وشدد الجانبان خلال اللقاء، حسب مصادرتونسية، على أهمية تمتين العلاقات بين الشعبين الشقيقين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية منها . القمة تلتزم باحترام الوحدة الترابية للدول انتهت القمة العربية والإفريقية، التي تميزت بمنح قروض بملايين الدولارات إلى دول إفريقيا، مساء أمس (الأربعاء)، بالمصادقة على عدد من القرارات ومشروع إعلان الكويت الذي جدد التزام زعماء العرب وإفريقيا بتعزيز التعاون بين الإقليمين على أساس الشراكة الإستراتيجية الساعية إلى الحفاظ على العدل والسلم والأمن الدوليين. وأعاد الإعلان التأكيد على الالتزام بالقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وميثاق جامعة الدول العربية ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وعلى نحو خاص المبادئ المتعلقة باحترام السيادة الوطنية للدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتزام حماية حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي الإنساني، وبالقدر نفسه تحقيق الأهداف المشتركة في الإسهام الإيجابي في الاستقرار العالمي والتنمية والتعاون . ومما جاء في البيان الختامي: «نُعرب عن بالغ انشغالنا إزاء التحديات التي ما تزال قائمة نتيجة النزاعات وانعدام الأمن والاستقرار في بعض أجزاء منطقتينا... ونأخذ موقفا حازما ضد الإرهاب بجميع أشكاله والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، والاتجار بالمخدرات والقرصنة والاتجار غير المشروع بالأسلحة، ونؤكد من جديد تصميمنا والتزامنا العمل معا فى هذا الصدد ... ونؤكد تصميمنا القوي على التصدي بحزم للأسباب الجذرية للنزاعات والعنف في المنطقتين الإفريقية والعربية بهدف توفير بيئة ملائمة لازدهار ورفاهية شعوب المنطقتين».