لعل المركب الشرفي بوجدة يكون قد عاش بعد زوال يوم الأحد الماضي أحد أجمل الأحداث الرياضية التي لطالما افتقدها منذ سنوات مضت، أحداث كانت لها خاصيات متميزة حين تلاقي وجدةبركان الشقيقتين الغريمتين في قمة كروية كبيرة حيث تزداد نكهة من خلال تبادل الشعارات و الهتافات في المدرجات بين الوجدي و البركاني و لو كانت بعض الأحيان تخرج عن النطاق الرياضي، ذلك ما كانت تعيشه الجماهير البركانية و الوجدية سنوات الثمانينات حين كانت النهضة و المولودية يصولان و يجولان. قمة الدورة 11 من بطولة الهواة أ مجموعة الشرق جمعت في ديربي محلي متصدري الترتيب الاتحاد الإسلامي الوجدي و نهضة بركان اللذين رغم الندية تقاسما نقاط اللقاء بتعادل سلبي و لولا أخطاء الحكم لكان اللقاء عرف منحى أخر و ربما كان فجر غضب أحد الجمهورين بعد أن قرر السيد سمير من عصبة تادلة إعطاء ضربة جزاء للمحليين في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني احتج عليها كثيرا البركانييون و لحسن حظ الحكم أضاعها منفذها المهاجم خيي، ثم يليها برفض هدف مشروع في حوالي الدقيقة العشرين من الشوط الثاني دائما لصالح الوجديين بدعوى شرود مسجل الهدف اللاعب مصطفي اثر كرة تسلمها من الجانب الأيمن، قرار أجج غضب الجمهور و المسؤولين الوجديين هذه المرة. لكن و بعد أن نسي الجمهور و الحضور ما ارتكبه الحكم من أخطاء و بعد أن هدئت النفوس عاد و في الوقت الضائع ليقرر عدم الإعلان عن ضربة جزاء مشروعة لصالح البرتقاليين اثر خطأ ارتكبه المدافع الوجدي داخل مربع العمليات على المهاجم فوزي مفجرا غضب المسؤولين و الجمهور البركانيين الذي حضروا بكثرة و أصبحت وبائل الشتائم و العبارات المشيرة الى عدم نزاهة التحكيم تتردد. هذه الأحداث كلها و التي لا تقل تشويقا عن أي منافسة رياضية كانت خلال الشوط الثاني الذي عرف مستوى تقنيا لا بأس به كانت السيطرة للزوار الذين عرفوا كيف يستغلون فقدان تركيز اللاعبين المحليين اثر إضاعتهم لضربة الجزاء التي أعلن عنها أول دقيقة من هذا الشوط و لعلها كانت المنعرج في اللقاء لتتحرك الخطوط البركانية و تتحكم بزمام اللقاء حتى نهايته. أما الشوط الأول عرف تكتيكا و مستوى تقنيا بطيئين مليئين بالتخوف من الاندفاع اللهم بعض المحاولات و المرتدات المتبادلة و التي لم تسجل خطورة بالغة باستثناء الكرة الثابتة التي نفذها عدنان قدوري اثر خطا أعلن عنه الحكم حوالي الدقيقة الثلاثون لصالح الزوار و من على بعد أزيد من 25 متر أجبر الحارس الوجدي البارع هشام خليفة إخراج كل ما لديه ليحولها الى العارضة. اللقاء عرف أيضا روحا رياضية بين اللاعبين حيث لم تسجل أية مشادات لا كلامية و لا جسدية خلافا لما كان يتبادله الجمهورين من شعارات و عبارات، و كما تجدر الإشارة فقد تكلف المكتب المسير لنهضة بركان بتحمل مصاريف كل الجمهور البركاني الذي حل بوجدة في رحلة منظمة على متن سبعة حافلات اكتراها المكتب كما تكلف بدفع جميع تذاكر جمهوره ليتمكن من تشجيع فريقه و إنجاح هذا العرس، من جهة أخرى أشاد مسؤولو نهضة بركان بحفاوة الاستقبال و تسليم الورود التي خصهم بها مسؤولو الفريق الوجدي. التعادل المسجل و رغم أهميته بالنسبة للفريقين معا، لكن المستفيد الوحيد كان الفريق الثالث الممثل للجهة الشرقية فريق هلال الناظور الذي لم يفوت فرصة استقباله لفريق عمل بلقصيري و يفوز عليه بهدفين نظيفين مكنه من احتلال الرتبة الأولى ب 23 نقطة و بفارق نقطتين على الاتحاد الإسلامي الوجدي و نهضة بركان كلاهما ب 21 نقط. فريق هلال الناظور يبدو أنه يزحف في صمت نحو خلق المفاجئة بعد أن سجل سبعة انتصارات و تعادلين و هزيمتين و لم ينهزم منذ الدورة الخامسة.