في جو من التعبئة النضالية المسؤولة وفي سياق الاستعدادات الجارية من أجل عقد المؤتمر الوطني الخامس للحزب ،وفي ظل حرص أكيد من قيادة الحزب على أن يصبح الشباب شريكا كامل الشراكة للاتحاد الدستوري بجميع هياكله وهيئاته في بناء الاستراتيجيات التنظيمية والتأطيرية والتمثيلية للحزب وللوطن على السواء، عقدت منظمة الشبيبة الدستورية مؤتمرها الوطني الثاني، السبت المنصرم بالدارالبيضاء تحت شعار "مستقبل وطننا رهين بمشاركة الشباب في إنجاح خياراته ورفع تحدياته"، وذلك برئاسة محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، وبحضور أعضاء المكتب السياسي وأطر ومناضلي الحزب من مختلف الأقاليم والجهات. كما حضر هذا الاستحقاق الحزبي والنضالي المتميز ممثلو أحزاب سياسية ومنظمات وطنية ودولية وكذا فعاليات من المجتمع المدني. وشكل المؤتمر بما تمخض عنه من توصيات وقرارات وانتخاب الكاتب العام الوطني جديد فرصة لتجديد العزم على تحقيق الأهداف النبيلة لمنظمة شبابية سعت منذ تأسيسها إلى تعبئة جيل ما بعد الاستقلال ، وفي مقدمة هذه الأهداف المساهمة في تأطير وتنظيم الشباب المغربي واستيعاب متطلباته ثقافيا واجتماعيا و تربويا ورياضيا وتعبئته من أجل المساهمة في بناء المغرب الجديد وفي ظل احترام الدستور وإذكاء حسه الوطني خدمة للقضايا الوطنية وبناء مجتمع عادل ومتوازن. وتميز المؤتمر الوطني الثاني لمنظمة الشبيبة الدستورية بالكلمة التوجيهية لمحمد أبيض الأمين العام للحزب، والتي دعا فيها شباب الحزب إلى وضع هذا المؤتمر في سياقه الدولي عموما والعربي على وجه الخصوص، وهو السياق الذي يحتل فيه الشباب المكانة الأساسية في مطالب الإصلاح وفي تكريس السلوك الديمقراطي وفي الحرص على حماية الحقوق والحريات، وضمان سبل تأسيس المجتمعات على أساس المواطنة الضامنة للتعايش والتساكن بين كافة الفئات المكونة للمجتمع الواحد.ومما ورد في خطاب الأخ الأمين العام أمام المؤتمرين: "عليكم معشر الشباب أن تخرجوا من مؤتمركم بخلاصات قوية لمغرب قوي، وبنخب مشبعة بالفكر الليبرالي، والقيم الإنسانية النبيلة، وأن تجعلوا من الديمقراطية الداخلية ومن حرية الاختيار، سبيلكم الوحيد إلى اختيار قياداتكم لتتمكنوا من إخضاعهم للمحاسبة الشديدة وللامتحان العسير، أو المكافأة والاعتراف والتقدير، إذ هم أحسنوا التصرف وأنجزوا وعودهم. أما ما يخص السياق المغاربي، فقد أشار محمد أبيض إلى أن حكام الجزائر ما زالوا يكنون لبلادنا مشاعر العداوة، والتي برزت مرة أخرى من خلال التصريحات الأخيرة لوزير خارجية الجزائر. وفي إطار تحليله للسياق الوطني شخص الأمين العام للحزب الوضع السياسي لبلادنا في ظل ما يعرفه من تحولات وتجاذبات سياسية، موضحا التصور العام للحزب إزاء هذا الوضع، مؤكدا أن الحكومة الحالية وقعت في مأزق التضحية بمصلحة الوطن ومصالح المواطنين من أجل الحفاظ على مصلحتها السياسية الظرفية والضيقة. واستطرد محمد أبيض بالقول إن المغرب يعيش حالة ترقب وحذر، وهي حالة تصبح أكثر خطورة حينما ندرك أنها حالة مصحوبة باختلاف كبير في صفوف الأغلبية الحالية، وبإضعاف خطير للحكومة الحالية، وبعجز متفاقم لقدرات هذه الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تواجه البلاد. وفي إطار إبراز روح المسؤولية والوطنية التي يتميز بها الاتحاد الدستوري في تعاطيه مع الشأن العام أكد محمد أبيض على أن الليبرالي الحقيقي لايمكن أن يبرز، ويتميز عن غيره إلا في الحالات الصعبة، أي حينما يصبح الاجتهاد في الابتكار وفي الخلق، هو المعيار الذي يميز بين كائن بشري وآخر، وبين نمط فكري وآخر، وبين أسلوب في التعامل مع الصعوبات والتحديات وأساليب أخرى. وقال الأمين العام في هذا الصدد : "الليبراليون، وأنتم معشر الشباب نواتهم الصلبة، كانوا دائما على استعداد لمواجهة الظروف الصعبة، ولكن ليس معنى هذا أنهم فقط فريق إطفاء حريق، أو إنقاذ، ولكنهم أيضا رجال ونساء يدبرون الشأن العام بما يكفل للبلاد اضطراد ازدهارها، ويضمن للمواطنين كافة حقوقهم في العيش الكريم". وفي أجواء سادتها الديمقراطية والشفافية والنزاهة، وروح التنافس بين خمسة مرشحين لمنصب الكتابة العامة، انتخب المجلس الوطني لمنظمة الشبيبة الدستورية أنوار الزين ممثلا للدار البيضاء كاتبا عاما وطنيا لمنظمة الشبيبة الدستورية، بعدما حصل على 147 صوتا مقابل 14 صوتا لعبد اللطيف المحمدي ممثلا للمحمدية، و13 صوتا ليوسف التيدريني ممثلا للرباط، و10 أصوات للزميل الأستاذ إدريس الخولاني أحد ممثلي الجهة الشرقية وصوتين للأخ مصطفى شعطيط ممثلا لأبي الجعد، فيما تم فرز 9 أصوات ملغاة. وجرت الجلسة الخاصة بانتخاب الكاتب العام الوطني للمنظمة من طرف المجلس الوطني، والتي ترأسها محمد بنا، وسط جو ديمقراطي شفاف ونزيه، حيث تم فتح باب الترشيح لمنصب الكاتب العام، والتزم ووافق المرشحون الخمسة على معايير التصويت والفرز، بعدما قدم كل واحد منهم برنامجه في خمس دقائق، ليتم الإعلان عن انتهاء الحملة الانتخابية للمرشحين التي كانت قد انطلقت منذ 12 يونيو 2013. وكان المؤتمرون، الذين يمثلون مختلف الجهات والأقاليم، قد صادقوا بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي والنظام الأساسي لمنظمة الشبيبة الدستورية، كما تم انتخاب المجلس الوطني للمنظمة والبالغ عدد أعضائه 205 أعضاء، والذين صادقوا بالإجماع على ممثلي الجهات داخل هذا المجلس. وبعد انتخابه كاتبا عاما وطنيا لمنظمة الشبيبة الدستورية، أكد أنوار الزين ل"الوجدية"على أن انتخابه في هذا المنصب هو تكليف قبل أن يكون تشريفا، معبرا عن فخره واعتزازه بالثقة التي وضعها فيه الشباب الدستوري، مشيرا إلى أنه سيتحمل مسؤولية وضع هياكل قوية وديمقراطية للشبيبة الدستورية والعمل على بلورة أفكار وتصورات من شأنها العمل على تطوير عمل الشبيبة الدستورية، وذلك بما يتماشى وطموحات الشباب الدستوري، الذي اختار كشعار لمؤتمره الوطني الثاني "مستقبل وطننا رهين بمشاركة الشباب في إنجاح خياراته ورفع تحدياته"، وكذا بما يتناسب ومبادئ الليبرالية الاجتماعية كمنطلقات ومرجعيات أساسية لحزب الاتحاد الدستوري.كما أكد الكاتب العام المنتخب لمنظمة الشبيبة الدستورية على أن نجاح محطة المؤتمر الوطني الثاني للمنظمة ليس نجاح شخص وإنما هو استحقاق ومكسب لمنظمة الشبيبة الدستورية وللشباب الدستوري.وأشاد أنوار الزين بروح المنافسة الشريفة والنزيهة والعالية لباقي للإخوة الذين ترشحوا إلى جانبه لمنصب الكتابة العامة للشبيبة الدستورية، والذين أكدوا عزمهم واستعدادهم على العمل في إطار من التآخي والتعاون لصالح منظمتهم وحزبهم. يذكر أن أنوار الزين، سبق أن ترشح عن حزب الاتحاد الدستوري في الانتخابات المحلية سنة 2007 بدائرة الحي الحسني بالدار البيضاء الكبرى، وقام حينها بحملة انتخابية مبتكرة استعمل فيها تقنيات حديثة في التواصل الأمر الذي بقي راسخا في ذهن الساكنة المحلية.وأنوار الزين متخصص في التواصل ومهندس الصورة الحديثة، وهو حاصل على شهادة الماستر في العلوم السياسية من جامعة ستراسبورغ وشهادة ماستر ثانية في التواصل السياسي من جامعة سين كوينت بباريس، وهو متزوج وأب لطفلين.