عدد المرشحين الأحرار قد تقلص في اليوم االثالث بنسبة 2,17 بالمائة مقارنة مع اليوم الثاني،و6,27 بالمائة مقارنة مع اليوم الأول حيث لم يحضر منهم سوى 6076 مترشح ومترشحة في اليوم الثالث بنسبة 53,34 بالمائة من أصل 11389. بإعلان عقارب الساعة للسابعة والنصف صباحا من أول يوم امتحان،وصلت خديجة ووالدتها إلى أمام بوابة ثانوية وادي الذهب،ثم وقفت تنتظر الولوج إلى المؤسسة.تملكها الخوف فسعت والدتها إلى تبديده،إلا أنها فشلت.وفي محاولة لبث الطمأنينة في قلب ابنتها بدأت الأم تربت على كتفها وهي تردد "ما تخلعيش ركزي وغادي تجاوبي مزيان إن شاء الله".استمرت الأم في تتبع خطوات فلذة كبدها وهي تتصفح لائحة المرشحين التي علقت في بهو المؤسسة.ما إن تأكدت من وجود اسمها ورقم امتحانها حتى توجهت نحو القاعة.الأم وهي تتابع تحركات ابنتها كانت تردد بصوت خافت "ياربي يسر ليها". إبتهال التي لم تكمل السابعة عشر من العمر،اجتازت امتحانات الباكالوريا شعبة علوم فيزيائية.كانت شديدة الحرص على أن تصل إلى الثانوية قبل موعد الإمتحان بنصف ساعة. حاولت إخفاء توترها وارتباكها. كثفت من دروس الدعم لتكون جاهزة "يوم يعز المرء أويهان". كانت سعيدة باجتيازها تلك الصبيحة مادة الفيزياء. عتبة العشرين، لا تستعصي على ابتهال التي لا تحرز إلا العلامات المتميزة . قبل موعد الإمتحان وكما هو الشأن بالنسبة لخالد فقد اختارت الإسترخاء والتحضير النفسي بعد أن استنفذت كل طاقاتها في مراجعة الدروس. الزمن نفسه لكن المكان هو الذي تغير. أمام مركز الإمتحان عمر بن عبد العزيز،استبد بالمرشحين والمرشحات وأسرهم نفس مشاعر الخوف والرهبة وإن كانت بدرجات متفاوتة. أم سهام لم تقوى على الوقوف. "رجلي ما قدروش يهزوني"، قالت بتهكم . كي تتخلص من توترها استمرت في الحديث "أنا اللي غادي ندوز الإمتحان ماشي بنتي"! نفس الخوف تتقاسمه والدة سفيان التي شرعت في تقديم الدعم النفسي والتربوي لابنها ولكل المقبلين على امتحان البكالوريا. تعلمهم كيفية التحكم في الضغط النفسي والقلق، والتغلب على الخوف، والثقة في النفس وفي الإمكانيات، نصائح بيداغوجية لم تبخل الأم المربية في منحها للممتحنين سواء في مركز الإمتحان وادي الذهب أو مولاي إدريس أو عبد المومن أو زيري أو الرياض...توجيهات في كل ركن وزاوية حتي لا يتيه المترشحون والمترشحات بين الأروقة والقاعات وتعليمات لمحاربة الغش. هم حوالي 30 ألف تلميذ وتلميذة دخلوا للاجتياز امتحانات الدورة الأولى لنيل شهادة الباكالوريا لسنة 2013 بأكاديمية الجهة الشرقية والتي ستستمر إلى غاية 13 يونيو فيما ستجري الدورة الإستدراكية أيام 9و10و11 يوليوز .امتحنوا تحت قانون تشديد العقوبات على الغشاشين.ففي إطار الحرب على الغش في امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي الحالي قامت الوزارة بتحديد عدد المرشحين في كل قاعة في 20 مرشحا.وأعدت قانونا لمحاربة الغش فإدخال الهاتف النقال أو الحاسوب أو طابليت وكل أنواع التكنولوجيات الحديثة كما ينص على ذلك القرار الوزاري الصادر في الرابع من يونيو الخاص بزجر الغش موجب للإقصاء. عبد العزيز الذي يدرك أن تحقيق النجاح في شهادة البكالوريا،لا يتوقف فقط على مدى استيعاب الدروس،بل يمتد إلى التحضير النفسي وحتى الفيزيولوجي،وضع نصب أعينه النجاح بل التفوق .حاول والده تخفيف وطأة ضغط الإمتحان .التركيز وعدم الخوف لازمة مافتئ الأب يرددها على أسماع المترشح. الذي ما أن أكمل والده سيل النصائح حتي ولج مركز الإمتحان يبحث عن القاعة . ودعه والده بالدعاء له ولكافة المترشحين بالتوفيق والنجاح. الساعة كانت تشير إلى السابعة والنصف صباحا، لم يتبقى الكثير من الوقت آخر التوجيهات. الآباء والأمهات كانت رغبتهن قوية في أن يتخلص أبناؤهم وبناتهن من التوتر والخوف ، الذي يتعرض له التلاميذ مع اقتراب موعد الامتحان . المؤسسات التربوية كانت في سباق مع الزمن لاستكمال الإجراءات التنظيمية .عاشت على إيقاع ختم أوراق التحرير والمسودات والإستدعاءات وكذا ترقيم القاعات . ويوم الامتحان كان الجميع على أهبة الإستعداد كل الظروف تم توفيرها لتمر الإمتحانات في شفافية ونزاهة . فالوزارة لضمان حسن سير الإمتحانات عززت المساطر المرتبطة بتأطير وإنجاز عملية تصحيح أوراق الإمتحان ، حيث تم تدقيقها وفق آليات تضمن مصداقية النتائج ومبدأ الاستحقاق،و ذلك عن طريق الفصل بين عمليتي إجراء الإمتحانات والتصحيح وتعزيز آليات المراقبة والتتبع. كان أخر المتأخرين يهرول مسرعة لتلحق بكوكبة الممتحنين. توجه نحو اللوائح يتصفح اسمه ورقم امتحانه كي يدرك ما فاته،ولم تمضي إلا خمس دقائق حتى رن جرس إنطلاق الإمتحان . وأعلنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية بوجدة أن اليوم الأول 11 يونيو 2013 من امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2013 قد مرت في ظروف عادية حيث حضر من المترشحين الأحرار ما مجموعه 6778 من مجموع 11389 بنسبة 59,51بالمائة.وحسب بلاغ لمكتب الاتصال بالأكاديمية،فقد تم تسجيل 49 حالة غش في الجهة 31 منها بسبب استعمال الهاتف النقال أو وسائل إلكترونية و18 الأخرى نتيجة استعمال وثائق غير مسموح بها. اليوم الثاني من امتحانات البكالوريا،قد مرت في ظروف عادية وقد تم تسجيل تقلص مهم في حالات الغش حيث لم يتم تسجيل إلا 27 حالة في الجهة منها 18 بسبب استعمال الهاتف النقال أو وسائل إلكترونية و9 نتيجة استعمال وثائق غير مسموح بها.علما أن عدد المرشحين الأحرار قد تقلص في اليوم الثاني بنسبة 4 بالمائة مقارنة مع اليوم الأول،حيث لم يحضر منهم سوى 6323 في اليوم الثاني بنسبة 55,51 بالمائة.وأعلنت الأكاديمية عن تسجيل حالات غش جديدة في اليوم الثالث حسب التقارير الإقليمية المتوصل بها،وهي 27 حالة غش.منها 19 حالة عن طريق استعمال الهاتف النقال أو وسائل إلكترونية وثمانية حالات نتيجة استعمال وثائق غير مسموح بها. ويذكر أن عدد المرشحين الأحرار قد تقلص في اليوم االثالث بنسبة 2,17 بالمائة مقارنة مع اليوم الثاني،و6,27 بالمائة مقارنة مع اليوم الأول حيث لم يحضر منهم سوى 6076 مترشح ومترشحة في اليوم الثالث بنسبة 53,34 بالمائة من أصل 11389.وعلى العموم هذه السنة كانت العملية متميزة ساهم فيها الكثير،لكن المجهود الأكبر يرجع لنساء ورجال التعليم الذين باشروا عملية مراقبة الممتحنين بحزم ومسؤولية،مما ساهم في ضبط عدد هام من حالات الغش خاصة خلال اليوم الأول. وبناء على تقارير عملية مراقبة جودة الامتحانات جلها أشاد بمرورها في ظروف حسنة.