أبومعاذ المغربي ينتقل إلى ركب «شهداء» المغرب الأقصى ببلاد الشام. هكذا تناقلت مجموعة من المنتديات «الجهادية» خبر مقتل معتقل مغربي سابق على خلفية ملفات الإرهاب. في بداية 2012، التحق بسوريا، وانضم إلى كتيبة المهاجرين في بلاد الشام، التي اندمجت مع مجموعة من الكتائب السلفية الجهادية في إطار منظمة جبهة النصرة. تمثل الأخيرة، امتدادا لدولة العراق الإسلامية (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين). قتل أبومعاذ المغربي على يد الجيش السوري النظامي، خلال معركة بالأسلحة النارية الخفيفة في محيط قرية غمام بجبال منطقة اللاذقية، كما أصيب خلال العملية العسكرية نفسها، مغربي آخر يسمى أبا أسامة المغربي. مقتل أبي معاذ المغربي، جاء ليرفع العدد غير الرسمي، للقتلى المغاربة في سوريا إلى 36 شخصا. وهي الحصيلة التي تداولتها أوساط «الجهاديين» بمجموعة من المنتديات الإلكترونية. وتحدثت مصادر إعلامية قبل أسابيع قليلة عن مصرع عدة مقاتلين مغاربة في غارة جوية سورية مؤخرا في إدلب، وكذلك مقتل مغربي آخر في اليعقوبية، اعتقل بعد أحداث 16 ماي 2003، وأدين وحكم عليه ب8 سنوات سجنا نافذا. زيادة على مقتل شخص مطلوب من الأجهزة الأمنية المغربية، يسمى «أبو عبيدة التطواني»، الذي صنفته تقارير إعلامية، كأحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وحسب دراسة صادرة عن مركز أمريكي مختص في الدراسات الاستخباراتية عبر تحليل الوثائق والمعلومات، فالمجندون المغاربة يحتلون مراتب متقدمة، ضمن المجندين الأجانب في سوريا، وراء السعوديين والليبيين والمصريين. غير أن أعدادهم الحقيقية، تظل غير معروفة، لأن العديد من المقاتلين المغاربة، يفضلون التخلص من جوازات سفرهم وتغيير هوياتهم لأسباب أمنية، مما يدفع إلى الافتراض بأن عددهم الحقيقي يتجاوز ذلك التقدير بكثير. وحول طرائق استقطاب هؤلاء المقاتلين، ذكرت مصادر أمنية أن العمليات التنظيمية، تتم بناءا على علاقات سابقة للأوساط «الجهادية» في المغرب بالشيخ السوري أبو بصير الطرطوسي، المسؤول عن إنجاح عدد كبير من عمليات استقطاب وتجنيد المتطوعين. وتشير المصادر ذاتها، إلى وجود أسباب مباشرة أخرى لها علاقة بعمليات التجنيد، ومنها وجود علاقات وطيدة بين أحد رموز السلفية الجهادية داخل المغرب، مع قيات التيار السلفي في البلدان المغاربية ، وخصوصا في تونس مع تيار أنصار الشريعة الذي يتزعمه شيوخ خدموا في أفغانستان في السابق.