"هنا وجدة..هنا التاريخ وحتما المستقبل..هنا وجدة التي تشهد ثورة عارمة،ثورة حضرية وحضارية، اقتصادية واجتماعية،ثقافية وفنية..ثورة غيرتها شكلا ومضمونا،ثورة ارتقت بها من وجدة/القرية إلى وجدة/المدينة..فعلا أصبحت وجدة مدينة تذكرت تاريخها وأمجادها...انتفضت على القبح والفوضى وعانقت الجمال والتناسق،ودعت الارتجال والعشوائية، وانخرطت في التخطيط والاستراتيجية، تحررت من الظلام والعتامة،فدخلت عالم الضوء والشفافية. حقا أصبحت وجدة مدينة حية... خافت أن يأتيها الموت فيجدها ميتة لذا قاومت السنوات العجاف وتحدت الظلم والتهميش. جاء العهد الجديد وزارها محمد السادس فوجدها عجوزا تحتضر، فقدت جماليتها وبهاءها، جاذبيتها وإغراءها... معالمها العمرانية شوهت وآثارها دمرت... حقولها اغتصبت وبيئتها مسخت... وسطها شوه ومحيطها قرصن.. وجدها الملك عجوزا تحتضر لكنها متشبثة بالحياة. من هنا كان الخطاب الملكي في 18 مارس 2003 الذي زرع الحياة في وجدة، أعاد إليها شبابها بل أعلن ميلادها من جديد... وتوالت الزيارات الملكية، حبلى بالمشاريع وغنية بالتدشينات، حضور ملكي دائم عنوانه تنمية عاصمة الجهة الشرقية. لقد كانت وجدة من المدن الأولى التي حظيت بأكبر مشروع للتأهيل الحضري في المغرب والتي ترأس جلالة الملك بنفسه توقيع الاتفاقية لإنجازه بغلاف مالي قدره مليار ونصف مليار درهم.. وهو مشروع شامل جامع يهم التعمير وتهيئة المجال وتحسين الإطار الهندسي، والتجهيزات الأساسية، والتطهير، والكهرباء، والإنارة العمومية والبنية الثقافية والرياضية والاجتماعية.. إن مشروع التأهيل الحضري لوجدة يدخل في إطار مشروع أشمل وأجمع واكبر، وهو مشروع تأهيل المنطقة ككل، وعندما نتحدث عن تأهيل مدينة وجدة فهذا يعني إعطاءها شروطا لتحسين وتقوية قدراتها لتصبح قاطرة تجر القطب الاقتصادي الجديد، ويعني كذلك أجوبة لتصحيح بعض الاختلالات المجالية والاجتماعية والاقتصادية.. ان مشروع التأهيل الحضري لوجدة ليس مجموعة من المشاريع المتقطعة وغير المندمجة، أو هو فقط مشروع للتصحيح المجالي... إن مشروع وجدة هو مشروع مدينة. في منظورنا للمدينة، نبحث عن مواطن القوة، ومكامن الضعف فيها، ونسأل عن وظائفها داخل القطب الجهوي، وفي فضائنا الوطني، والصعيد الجهوي والدولي، كما نحدد دورها السياسي، والوطني والاقتصادي والمجالي، والحضري... أثناء التفكير المعمق حول تاريخ وحاضر ومستقبل مدينة وجدة نقف على قناعة مفادها أن أول ما يبدو للمرء، لما يقوم بهذه القراءة لمدينة وجدة قبل المشروع الملكي، بأن وجدة زاغت عن دورها وعن واقعها وعن تاريخها باعتبارها مدينة تاريخية ومن المدن الفريدة المتوفرة على موقع جيوستراتيجي قوي: مطلة على البحر الأبيض المتوسط، في عمق المغرب العربي من الجهة الأخرى، مطلة على جنوب الصحراء، لها موقع متميز داخل الوطن، وهي مكونات تعزز قوتها التي كان من الممكن أن تجعل مدينة وجدة تحتل مكانة أكبر وأفيد وأهم. وجدة لها حجم ديموغرافي، وتحتل موقعا جهويا يشكل إحدى مواطن قوتها، لكن كما يلاحظ المواطنون عرفت المدينة تراجعا في مكانتها داخل الحاضرة الوطنية والجهوية، وعليه فإن المنطق كان يفرض تصحيحا لهذا الوضع. إن المشروع الكبير لتأهيل مدينة وجدة يدخل ضمن المشاريع الكبرى التي تعرفها الجهة الشرقية والتي كانت انطلاقتها مع التحول التاريخي الذي أسسه الخطاب الملكي يوم 18 مارس 2003 لأنه لا يمكن أن نخلق قطبا اقتصاديا بالجهة الشرقية دون أن تكون لهذا المشروع الكبير قاطرة لهذا التحول الكبير الذي تعرفه الجهة الشرقية. من هنا يحق لوجدة بل واجب عليها أن تشكر جلالة الملك، فبإرادته ودعت التخلف والركود، التهميش والجمود، والإقصاء والحجود.. بإرادته تحررت من الرداءة والعطالة، القبح والرتابة، البؤس والتعاسة... واجب على وجدة أن تشكر محمد السادس فبفضله استرجعت حب أهلها وعشق زوارها...واجب على وجدة أن تشكر صاحب الجلالة لأنه أهلها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا... وواجب عليها أن تشكر صاحب الجلالة لما شرفها وشرف أهلها بخطاب تاريخي مباشر، وترأس فيها مجلسين للوزراء واستقبل فيها رئيس الحكومة الاسبانية سابقا “ثباتيرو" فمنحها اعتبارا سياسيا، والآن يحق لوجدة أن تباهي المدن المغربية الكبرى وتفتخر بهذا التشريف الملكي، وجدة فعلا عاصمة. واجب على وجدة أن تشكر صاحب الجلالة وتشكر الذين يعملون بجد وإخلاص لتجسيد الإرادة الملكية في الواقع والميدان، يجتهدون ويبدعون وقبل ذلك يحرصون على تنفيذ التوجيهات الملكية". ومن المرتقب أن يقوم الملك محمد السادس،في الأيام المقبلة بزيارة ميمونة للجهة الشرقية ستشمل إقليموجدة وأقاليم أخرى لإعطاء الانطلاقة بها لعدد من المشاريع الاقتصادية والتنموية والوقوف على تقدم أشغال بعض المشاريع التي مازالت في طور الإنجاز. فبمدينة وجدة من المرتقب أن يدشن جلالته حديقة لالة عائشة وحديقة لازاري ومستشفى الأمراض العقلية و...وبالناظور يرتقب أن يشرف جلالته على مجموعة من المشاريع وإعطاء الانطلاقة للشطر الأول من مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط وتتبع الأشغال الجارية بمشروع مارتشيكا.إلى ذلك علمت "المنعطف" أن اجتماعات رفيعة يجريها والي الجهة الشرقية للوقوف على آخر اللمسات تحضيرا للزيارة الميمونة،ومراقبة جميع أشغال الاستعدادات الجارية،ولوحظ محمد مهيدية في أكثر من موقع بالجهة يشرف بنفسه على كل الترتيبات،سبقها اجتماعاته المتوالية مع عمال الأقاليم والمساهمين في كل المشاريع لتتبع وتفقد كل صغيرة وكبيرة.كما علمنا أن والي أمن وجدة يكثف بدوره لتحركاته واجتماعاته لوضع خطة لتأمين الموكب الملكي وتفادي الأخطاء الأمنية،وبنفس الوتيرة المتصاعدة تشتغل جميع الأجهزة الأمنية الأخرى وكذا العديد من المصالح الخارجية.وفيما الترتيبات التي تسبق هذه الزيارة الملكية جارية على قدم وساق،تستعد الساكنة بدورها مبتهجة بزيارة الخير والنماء الحاملة لمشاريع التنمية الشاملة التي غيرت الجهة تماما. الزيارة الملكية المرتقبة لمدينة وجدة ستكون الزيارة رقم 25 ،والزيارة الثانية على عهد الوالي مهيدية حيث سيشرف من خلالها جلالة الملك محمد السادس نصره الله على تدشين مشاريع ضخمة ستغير ملامح الجهة والمدينة،ومن بينها المركز الإستشفائي الجامعي هذه المعملة التي يعول عليها في النهوض بأوضاع الصحة العمومية بالجهة الشرقية،إضافة إلى برمجة مشاريع في إطار التأهيل الحضري لوجدة بغلاف مالي يصل إلى 90 مليار سنتيم،ثم مشاريع أخرى ذات طبيعة اجتماعية وتنموية وثقافية ورياضية،مشاريع تندرج في إطار المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية والتي أطلقها جلالة الملك خلال خطابه التاريخي ل 18 مارس 2003. فإن الزيارات الملكية المتكررة والمتتالية لوجدة عاصمة الجهة الشرقية ذات مغزى نظرا لأبعادها التنموية ودلالاتها الاجتماعية،أنها مؤشر قوي على الإرادة الملكية الهادفة إلى إعادة تأهيل الجهة الشرقية وتنميتها وذلك بتحريرها من العوائق التي عطلتها عن الإقلاع التنموي رغم (الإمكانيات الهامة والمؤهلات البشرية المتميزة بالإرادة القوية والجد في العمل) ونذكر في هذا الإطار الزيارة الملكية التاريخية للجهة الشرقية التي توجت بخطاب ملكي في وجدة يوم 18 مارس 2003،وهي الزيارة التي شكلت تحولا عميقا في مسارها التنموي،ومنطلقا استراتيجيا تنمويا لم تشهده الجهة من قبل،لأنها ترتكز على تصور جديد للجهة كقطب اقتصادي،وقد أعطيت بالفعل انطلاقة مشاريع تنموية هامة في إطار هذا التصور التنموي الجديد (خلق الصندوق الجهوي للتنمية الاقتصادية، مشروع الطريق السيار الرابط بين فاسووجدة عبر تازة،مشروع تثنية الطريق بين أحفير وبركان،تثنية الطريق بين وجدة والسعيدية،انجاز الخط السككي بين تاوريرت والناظور،المحطة السياحية الضخمة السعيدية،كلية الطب،المركز الاستشفائي الجامعي...)،هذه بعض الأوراش الهامة التي تجسد الإقلاع التنموي للجهة من فكيك إلى الناظور والذي سيجعل منها قطبا اقتصاديا وازنا يرتكز على قدرات فلاحية ورعوية كبيرة،وعلى إنتاج صناعي واعد، وحضور قوي في مجال السياحة،وكذلك على استغلال الطاقات المنجمية والبحرية التي تزخر بها هذه الجهة. كما أن تنمية الجهة الشرقية تكتسي أهمية قصوى لإقامة ربط متين للجناح الشرقي المغربي بباقي المجال الوطني، بغية إدماج كافة مكونات هذا المجال وتمكين الجهة الشرقية من الإسهام في مجهود التنمية الوطنية، والتعبير على كافة مواهبها، وإضافة قوتها الى سائر القوى الجهوية الأخرى بالبلاد، وتمتين الموقع الاستراتيجي الذي يميز الجهة.