من مراحيض عمومية إلى مقر لنقابة الصحافة النساء تخاف دخولها خوفا من تصويرها تحويل عيادات الأطباء لمراحيض النساء دخول المرحاض يكلف غاليا انتشار أمراض سوء أداء الكليتين بوجدة قد يشعر الناس بالحرج من الحديث حول ذلك في العلن،لكن الجميع بدون شك يؤيدون وجود المراحيض العمومية ويعتبرونها قضية جوهرية،فعلى عكس ما يعتقده البعض من أن الموضوع هو آخر انشغالات واهتمامات المواطنين،يشكل غياب هذه الأخيرة مشكلا يؤرق الكثيرين لأن له علاقة مباشرة بالصحة العمومية. كانت وجدة تتوفر إلى عهد قريب على عدد من المراحيض العمومية،بُنيت في عهد الاستعمار الفرنسي،خاصة بالشوارع الكبرى التي يتردد عليها المواطنون وبعض الطرقات التي تؤدي إلى الأحياء الآهلة بالسكان وتعرف حركة نشيطة للمارة،كما كانت هناك مراحيض بالقرب من المساجد وكانت هذه المراحيض تستقبل المواطنين من المارة ومنهم الأطفال والعجزة والنساء الحوامل والمرضى الذين يفاجؤهم قضاء حاجاتهم الضرورية والطبيعية في وقت من الأوقات غير المناسبة خارج بيوتهم لسبب من الأسباب لا يستطيعون التحكم فيها دون مقابل مادي. من مراحيض عمومية إلى مقر لنقابة الصحافة وبدلا من أن تضاعف السلطات المحلية من أعداد المراحيض العمومية على مستوى مختلف الأحياء مقارنة مع ارتفاع عدد سكان عاصمة الشرق بشكل كبير عملت على القضاء على الكثير منها والتي كانت منتشرة هنا وهناك هدّمت وتحول بعضها إلى دكاكين لأن ثقافة الاستهلاك تغلبت على كل منطق آخر مهما كان حتى ولو تعلق الأمر بالصحة العمومية،أو إلى مقرات كمقر الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة الذي أهدته البلدية للنقابة لتحوله إلى مقر لها. النساء تخاف دخولها خوفا من تصويرها المراحيض العمومية أكثر من ضرورية في الشوارع، خاصة للمرضى وكبار السن والأطفال،وغيابها يجعل هؤلاء في رحلة بحث مضنية خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال وكبار السن وفئة النساء .الحديث مع الناس في هذا الموضوع لم يعد طابوها فالمراحيض العمومية هي مرافق مثلها مثل بقية المرافق العمومية الأخرى التي يحتاج إليها المواطن،وفي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن دخول المرحاض العمومي الوحيد المتواجد بشارع المغرب العربي أمر مرفوض بالنسبة لهم لاعتبارات كثيرة نذكر منها ما قاله مواطن علي أنه لن يدخل إليها لأنها بؤر للميكروبات والتعفنات التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة،كما أنه لايثق في مثل هذه الأماكن لارتياد زوجته أو إحدى بناته بعد أن سمع عن حوادث تصوير النساء ليس فقط داخل الحمامات بل حتى في المراحيض العمومية والطريقة يعرفها الجميع،وقد تداولت كاميرات الهواتف النقالة هذه الصور فعلا،لذا الحذر مطلوب ولا يمكنني أن أغامر أبدا،ناهيك عن مشكل انعدام النظافة يضيف محدثنا دائما لدرجة انبعاث روائح كريهة تزعج أنوف المارة ما بالك بالمغامرة والدخول إليها. تحويل عيادات الأطباء لمراحيض النساء إذا كانت هذا المواطن يرفض رفضا قاطعا استعمال أسرته مثل هذه المرافق فإن هناك من المواطنين الذين يعتبرون قلة المراحيض العمومية وانعدامها في الكثير من الأحياء هو مشكل قائم بحد ذاته يؤرقهم ويقلق راحتهم بشكل مستمر،حيث يضطر بعضهم إلى البحث في رحلة مضنية عنها،أو الدخول إلى قاعة شاي أو مقهى وتناول شيء حتى يتسنى لهم الدخول إلى مرحاض المحل دون حرج،خاصة حين يتعلق الأمر بالمصابين بداء السكري،وأمراض الجهاز البولي،وأولئك الذين يعانون من مشكل في القولون والنساء الحوامل والأطفال. وهناك من النساء من تضطرهن الظروف خاصة في حالة الحمل والإصابة ببعض الأمراض طرق أبواب عيادات الأطباء الخواص لقضاء حاجاتهن ولكن بعد التظاهر بأنهن مريضات وتسجل الممرضة أسماءهن في قائمة المرضى وينتظرن في قاعة الانتظار دورهن فقط ليدخلن المرحاض وبمجرد خروجهن منه يغادرن المكان،فمعظم الممرضات بعيادات الأطباء الخواص إذا طلبت منهن استخدام المرحاض فهن لا يتوانين لحظة في تذكيرك بعبارة "الطبيب ما يبغيش" أو أن المرحاض مسدود "حاشاكم". دخول المرحاض يكلف غاليا فيما اهتدى بعض أصحاب المقاهي إلى فكرة الاستثمار في هذا المجال حيث عمد هؤلاء الى وضع لافتة على باب دورة المياه توضح تسعيرة استخدامها والتي تتراوح مابين درهم ودرهمين تسلم لعاملة تقوم بتنظيف المراحيض. ولا يشكل غياب المراحيض العمومية مشكلا فقط بالنسبة لشريحة النساء باعتبار أن فئة الرجال بإمكانهم دخول المقاهي التي تنتشر مثل الفطريات بمختلف أحياء المدينة وقضاء حاجتهم فهي تكفيهم عناء البحث عن مرحاض عمومي لأنه وعلى ما يبدو فإن أصحاب المقاهي قد ذاقوا ذرعا بمستخدميها ربما لكثرتهم وبسبب مشكل انعدام ثقافة "رمي الماء بعد الاستعمال" لدى الكثيرين،أو بسبب مشكل عدم توفر الماء بشكل يومي حيث أصبح السماح باستعمالها يقتصر فقط على بعض الزبائن الأوفياء دون البقية،فبابها موصد بمفتاح لا يمنح إلا لصاحب الحظ،وقد تبدو مثل هذه التصرفات من أصحاب المقاهي والعيادات الخاصة غريبة أو لا إنسانية لكن الحقيقة أن طرق أبواب العيادات من أجل قضاء الحاجة أمر غير معقول وغير منطقي وحتى الدخول إلى مقهى فقط من أجل استعمال دورة المياه هو أيضا أمر مرفوض فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول هذه المرافق الهامة إلى مراحيض عمومية،والحل هو إعادة النظر في أهمية المراحيض العمومية التي لا تقل أهميتها عن بقية المرافق العمومية الأخرى. انتشار أمراض سوء أداء الكليتين بوجدة بحكم تغير العادات الاستهلاكية للمواطن الذي كثيرا ما يمضي ساعات طويلة يأكل ويشرب خارج البيت لسبب أو لآخر إضافة إلى تزايد عدد المصابين بداء السكري وبقية الأمراض الأخرى التي تحتم على أمثال هؤلاء دخول المرحاض لعدة مرات في اليوم. ومهما يكن فإن تكلفة إنجاز مرحاض عمومي في كل شارع لا يمكن أن تضاهي تكلفة التكفل الطبي بشخص واحد يعاني من تبعات حبس البول داخل الجسم لمدة طويلة فشتان بين الميزانية الأولى والثانية.وفي هذا الإطار يؤكد الأطباء المختصين في أمراض الجهاز البولي على أن الكثير من الحالات التي تعاني من سوء أداء إحدى الكليتين لوظيفتهما سببه هو التعود على حبس البول داخل الجسم لأكثر من ست ساعات متواصلة،وهي الأمراض التي تعرف انتشارا كبيرا بالمدينة.كما يحذّر الأطباء الأولياء من منع أبناءهم من التردد على مراحيض المدرسة أو الروض بحجة عدم نظافتها لأن اختلال في وظيفة الإفراغ ينتج عن تكرار تجنب الطفل استخدام مراحيض المدرسة لحين عودته إلى المنزل.