اضطرت ميليشيات جبهة البوليساريو للإفراج عن الفنان علال الناجم الكارح، أمس الأحد، بعد ثلاثة أيام من اختطافه في منطقة امهريز. وقال البشير الركيبي، شقيق علال الناجم، ورئيس الجمعية الدولية لدعم الفنانين الصحراويين، إن "جبهة البوليساريو اضطرت للإفراج عن أخيه تحت ضغط أنصار الفنان المختطف، الذين اعتصموا لمدة يومين أمام مقر قيادة البوليساريو في الرابوني، احتجاجا على اختطاف بلبل المخيمات"، وأضاف البشير الركيبي في اتصال مع "المغربية" أن حالة علال الناجم سيئة جدا، إذ تعرض للضرب بأذرع الرشاشات من طرف مختطفيه، ما تسبب في كسر في ذراعه اليمنى، وتورمات في فخذيه وساقيه، إضافة إلى آثار الضرب المبرح على وجهه. وكانت جماعة مسلحة وملثمة تابعة لجبهة "البوليساريو" اختطفت الفنان علال الناجم الكارح، مساء الجمعة المنصرم، بعدما قرر الاعتصام أمام مقر المينورسو بمنطقة تيفاريتي. وأكد ناشطون في منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف خبر الاختطاف، مبرزين أن الفنان الصحراوي تعرض، في بداية الأمر، للاعتقال على يدي ميليشيات تابعة لقيادة "البوليساريو" بمنطقة تيفاريتي، تنديدا بسياسة قادة البوليساريو، أملا منه في إيصال صوته بطريقة سلمية وحضارية للمبعوث الأممي، كريستوفر روس، الذي يزور مخيمات المحتجزين بتندوف للوقوف على حقيقة الأوضاع بالمخيمات، ولقاء مختلف الفعاليات السياسية بجبهة البوليساريو. وتفيد معطيات حصلت عليها "المغربية" أن عملية الاختطاف، التي تعرض لها الناجم الكارح جاءت عقب اعتقاله في حدود الثانية عشرة ظهرا من يوم الجمعة الماضي، وجرى اقتياده إلى وجهة غير معلومة عبر سيارة تابعة لقيادة البوليساريو. وليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها اختطاف الناشطين الحقوقيين، الذين ينددون بسياسة القمع التي تمارسها قيادة البوليساريو في مخيمات المحتجزين في تندوف، إذ سبق أن اختطف بالطريقة نفسها المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، وعلي بيبا، الذي جرت تصفيته فور اختطافه. وتعيش العديد من الشخصيات الصحراوية التي تخالف توجهاتها أهداف عبد العزيز المراكشي، حالات القمع والترهيب والحصار. ويأتي اختطاف الناجم الكارح، خوفا من فضح ممارسات "البوليساريو" وأساليبها القمعية في حق المعارضين لها، ورغبة جبهة "البوليساريو" في إسكات صوته ومنعه من التواصل مع المبعوث الأممي. من جهتهم، ندد أعضاء منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف بعملية الاختطاف، وطالبوا روس بالضغط على قيادة "البوليساريو" من أجل الإفراج الفوري على الناجم، كما دعوا المبعوث الأممي إلى الالتقاء بالفنان الصحراوي، الذي يتعرض، منذ أزيد من سنة ونصف السنة إلى التعذيب والضرب والحرمان من كافة حقوقه المادية والمعنوية، بسبب أغانيه الداعية إلى الحرية والإنصاف في المخيمات. ودعا بيان صادر عن أعضاء منتدى الحكم الذاتي بتندوف روس بالتدخل من أجل تحديد مكان الناجم علال، وإطلاق سراحه، وتمكينه من التعبير عن قناعاته بحرية، بعيدا عن سلطة القمع، التي تمارسها قيادة البوليساريو، كما طالب البيان المبعوث الشخصي للأمين العام بضرورة الاستماع للناجم علال وكافة الأصوات المعارضة للبوليساريو.