«احنا في هاذ الشهر الفضيل دابا .. آشنو بغيتو تقولو .. ككلمة أخيرة»، يسر القاضي الشاب لكل من المتهمة وزوجة سفير المغرب بروسيا، وذلك بعد خمس ساعات من استنطاق المتهمة، والاستماع إلى أقوال المشتكية، وإفادات باقي الشهود والمصرحين. «هي لي سلمتني المجوهرات ديالها» .. «أنا درت ثقتي فيها وهي خانتني»، تصريحات طغت عليها نبرات الحزن وعزيمة الخلاص والنجاة، غير أنها طوت ماضي الصداقة بينهما إلى غير رجعة. بين الوجل الظاهر، ومشاعر الخوف، والتصريحات المتضاربة، بصمت مصممة الأزياء المعتقلة «سعاد الغرناطي» على حضورها لثالث جلسات محاكمتها، حيث ظهرت هذه المرة، بوجه يفتقد للهدوء المعتاد، وملامح ذابلة رغم الوشاح الحريري المنسدل على وجنتيها بعناية. في الوقت الذي حافظت فيه المشتكية التي حلت بمقر المحكمة، وهي مرفوقة ببعض أقاربها على قد كبير من الاتزان والثقة رغم تأثرها الشديد بعد مواجهتها مع صديقتها السابقة. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، قد شرعت زوال أول أمس، في مناقشة القضية المعروفة ب «سرقة مجوهرات زوجة السفير»، قبل أن يتم تأجيل القضية لجلسة 9 غشت المقبل من أجل الشروع في المرافعات. وعرفت الجلسة المذكورة الاستماع للمتهمة التي نفت المنسوب إليها، وصرحت أن زوجة الديبلوماسي المغربي، هي من سلمتها قطع المجوهرات من أجل بيعها بالمغرب، كما اعترفت بأنها كانت حاضرة بمقر إقامة السفير خلال وقوع السرقة. تصريحات اصطدمت بما تضمنته أقوال المشتكية التي أكدت أنها لم تسلمها مجوهراتها الخاصة والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 250 مليون سنتيم، وأنها لم تكن تعاني أية ضائقة مالية حتى تفكر في بيع حليها الثمينة، وصرحت أن معرفتها بالمتهمة ترجع لسنوات، وأنها هي المسؤولة عن اختفاء المجوهرات من خزنتها الشخصية. كما لم يفت المشتكية التذكير أنها كلفت سعاد الغرناطي بتأثيث مقر الإقامة الجديدة، وسلمتها شيكا بمبلغ 165 ألف درهم. وتضمنت إفادات باقي الشهود والمصرحين، اتهامات ضمنية بضلوع مصممة الأزياء في سرقة المجواهرت، ومنهم شهادة نجار اصطحبته معها لروسيا، حيث أكد أن سعاد الغرناطي كلفته بحمل حقيبة صغيرة بمطار محمد الخامس، واختفت عن الأنظار، رغم شك الجمارك في محتويات الحقيبة المذكورة، بينما اعتبر مصرحان آخران، يعملان صائغين، أنهما تعاملوا مع المتهمة بسبب سمعتها الحسنة، ووعدتهما بتمكينهما وصولات المجوهرات، وأنها صرحت لهما أن الهدف من وراء بيع الأقراط الفاخرة، بمبلغ 16مليون سنتيم، هو رغبتها في تحمل مصاريف أختها المريضة بالسرطان. وشملت باقي الشهادات، كل من شقيق زوجة السفير الذي كشف عن وجود تسجيل للمتهمة، وهي تعترف بمسؤوليتها عن ضياع المجوهرات، وكذلك زوج المتهمة الذي صرح أن زوجته تعاني من اضطرابات نفسية، وأنه تدخل حبيا لتسوية الأمر مع عائلة زوجة السفير، بينما اتهم ممثل النيابة العامة المتهمة من خلال روايتها بخيانة الأمانة، إضافة إلى ضلوعها في السرقة الموصوفة.