شهد قطاع الصحافة والنشر بالمغرب تحولات أثارت نقاشات بين المهنيين وجهات من الدولة والمجتمع يستعرضها السيد نور الدين مفتاح رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف ومدير أسبوعية ( الأيام المغربية) في هذا الحديث الذي خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الذكرى 13 لعيد العرش. سؤال : هل لك أن تحدثنا عن الإنجازات التي تحققت في مجال النشر والصحافة بالمغرب خلال العشرية الأخيرة جواب : ما ميز مجال قطاع النشر والصحافة بالمغرب منذ بداية القرن الحالي٬ هو أنه شهد تحولا بين عهدين. وككل الفترات الانتقالية كان هناك صعود ونزول ٬ بل كانت هناك بعض "حوادث السير" في ميدان الصحافة وكان هناك أيضا الكثير من المنجزات من بينها تحرير مجال السمعي البصري ( وجود إذاعات خاصة في انتظار قنوات تلفزيونية ٬ بعد ذلك جرى ٬ بعد الخطاب الملكي سنة 2004 ٬ توقيع عقد برنامج سنة 2005 بين الناشرين والسلطات العمومية ٬ تعديل قانون الصحافة سنة 2002 )٬ لكن هذا لم يكن كافيا فتمت مباشرة مفاوضات بين الحكومة والمهنيين٬ ما تزال مستمرة٬ حول قانون الصحافة وقوانين أخرى. سؤال : كيف انعكست هذه الإنجازات على المستوى المهني جواب : لقد تطور الجانب المتعلق بولوج المهنيين من ذوي التكوين المتخصص في مجال الصحافة٬ وارتفع عدد الصحافيين الممارسين٬ وتوسع سوق الإعلانات٬ فضلا عن دخول فاعل جديد له "لياقة بدنية" جيدة هو الصحافة الإلكترونية. وبرزت قضايا جديدة للنقاش منها أخلاقيات المهنة والحرية والمسؤولية والمهنية. فالحرية التي هي الأصل مكفولة اليوم بموجب الدستور. ويتعين أن تتحول هذه الحرية المكفولة بموجب الدستور٬ إلى حرية مكفولة بموجب القانون ٬ ولبلوغ هذه الغاية يجب أن يتحول قانون الصحافة إلى إطار يحمي هذه الحرية .أما المسؤولية فتتحدد بالحدود القانونية للحرية حتى لا تتحول إلى فوضى ٬ لأن الحرية المطلقة هي المفسدة المطلقة. وهذا يتطلب وجود قواعد قانونية زجرية وسلطة ضبطية. هناك الآن نقاش مشروعين أساسين سيخرجان إلى الوجود ٬ ويتمثلان في قانون صحافة جديد ومجلس وطني للصحافة٬ اللذين سيحتضنان - بشكل قانوني ومضبوط ومؤسساتي - هذه المعادلة الدقيقة (الحرية والمسؤولية). سؤال: تمر العلاقة بين القضاء والصحافة بين الفينة والأخرى٬ بفترات تجاذب٬ ما هو تقييمكم لحال ومآل هذه العلاقة جواب : هذه العلاقة كانت دائما علاقة توتر وتوجس.. فالقضاة غاضبون لأن الصحافة تكتب عنهم بشكل لربما يعتقدون أنه فيه تجني وتعميم ٬ والصحافة تعتقد أن القضاء مسخر وغير مستقل ويعتدي على حريتها . سعينا دائما إلى نزع فتيل التوتر من هاته العلاقة ٬ حتى تكون طبيعية ويذهب الصحافيون إلى القضاء وهم مطمئنون إلى أنه سيعطى لكل ذي حق حقه ويكون القضاء مطمئنا إلى أن الصحافة تقوم بعملها بشكل طبيعي وتتوخى الحقيقة. وللتذكير فقد نظمت وزارتا الاتصال والعدل مع فدرالية الناشرين والنقابة الوطنية للصحافة المغربية٬ خلال هذه السنة ٬ لقاء جمع مهنيي الصحافة بالقضاة كشركاء٬ ونوقشت خلاله عدة محاور وتمخضت عنه توصيات. أجرى الحديث : عبد اللطيف الجعفري