في عالم التشبيك والشبكات الاجتماعية أصبحت المقولة الشهيرة (من تعرف، وليس ماذا تعرف) هي الكلمة الفصل في الحصول على وظيفة أو عمل. وهذا يعني أنه ليست الشهادات وحدها هي تهيئك إلى سوق العمل، بل المعارف الاجتماعية والتشبيك الاجتماعي أصبحا أكثر تأثيرا من الشهادات نفسها. وهذا النظام يسود في العالم بدءا من الدول المتقدمة إلى الدول المتأخرة. ففي أميركا وأوروبا على سبيل المثال وجدت معظم الدراسات أن جزءا كبيرا من الموظفين حصلوا على وظيفة من خلال المعرفة الشخصية. كلا... أقوله لمن شعر بالدهشة، نحن لا نتحدث عن الواسطة . بل نتحدث عن العلاقات الاجتماعية. وكثير من الأبحاث أيضا تقول بأن أكثر الموظفين الذين زادت رواتبهم، كانت من الموظفين ذوي العلاقات الاجتماعية الواسعة. التشبيك الآن الآن بدون علاقات اجتماعية جيدة لن تتمكن من الحصول على وظيفة بسهولة. أعود وأكرر بأننا هنا لا نتحدث عن الواسطة والمحسوبية. بل عن الحياة الاجتماعية الضرورية للتسويق الشخصي . لو كنت يا عزيزي شخصا فذا وذكيا ومبدعا في عملك، فكيف سيعرف عن قدراتك هذه المشغلون وأرباب العمل؟ الدنيا مليئة بالأذكياء والنجباء والخبراء لكن الكل ينافح من أجل أن يعرف الآخرون ما لديهم من خبرات ومعلومات . والأصعب أنه وفي ظل وسائل الاتصال الحديثة أصبح سوق العمل مفتوحا للجميع، وبذلك تحتدم المنافسة. فما الحل؟ لماذا التشبيك الآن الآن؟ عليك بالتشبيك وتوسيع شبكتك الاجتماعية . والتشبيك فن له أصول (سأفرد له مقال خاص لاحقا إن شاء الله). في بحثه الشهير أوضح جرانوفيتر Granovetter أن العلاقات الشخصية الضعيفة (المعارف الشخصية) تجلب الوظائف أكثر مما تفعله العلاقات الشخصية الحميمة (الأصدقاء). فالأصدقاء الحميمون تربطهم علاقة قوية بك وبأصدقاء آخرين يقعون ضمن دائرتك الاجتماعية، لذلك ففرصة الحصول على عمل من خلالهم ضعيفة. ولشرح هذا الأمر تخيل أنك صديقٌ لفلان، وذلك الفلان صديقٌ لأخيك. ستجد أن معظم الوقت تقضيه مع صديقك أو اخيك أو ثلاثتكم معا. لهذا فإن إمكانية الحصول على معلومات من خارج هذا الثلاثي المرح ستكون صعبة. أما المعارف الاجتماعية فلهم علاقات متشعبة، فتخيل أنك تعرف شابين معرفة عادية، فإنك ستقضي معهما وقتا قليلا جدا، ربما في المناسبات الاجتماعية فقط. لكن حين تلقى أي منهما فإنك ستسمع منهما عن أخبار لم تكن تسمعها من قبل. لماذا؟ لأنهما خارج نطاق دائرتك الانتخابية عفوا أقصد دائرتك الاجتماعية، ويسمعون من جهات أنت لا تعرفها. فماذا تنتظر؟ أنا أعرف أن الشباب (الذكور والإناث) الآن ضاق صدرهم ويريدون (الصافي). حسنا، ما رأيكم أن تجربوا هذه الخطوات البسيطة لتسهل عملية تشغيلك وتريحنا من الشكوى من البطالة؟ أولا: بناء سيرة ذاتية قوية ومختصرة * ثانيا: الاشتراك في شبكات العمل الاجتماعية مثل LinkedIn ثالثا: الاشتراك في شبكات التعارف الشخصية مثل فيسبوك وتويتر رابعا: تسجيل بياناتك الشخصية وخبراتك في مواقع التوظيف الشهيرة مثل Bayt خامسا: حضور حفلات العمل الشهيرة ومؤتمرات الأعمال الريادية سادسا: حضور منتديات ثقافية وعلمية وإدارية تتيح لك التعرف على آخرين سابعا: حضور أيام التوظيف التي تقيمها الجامعات أو الشركات. ثامنا: من الضروري حتى وإن كنت بلا عمل أن يكون لديك بطافة تعريف جاهزة حين يطلبها منك الآخرون تاسعا: ومن الضروري أن تتقن فن التشبيك في الحفلات والمؤتمرات واللقاءات الخاصة بالتوظيف * عاشرا: لا تنسوا أن ترسلوا رسالة شكر او إيميل لكل شخص جديد تعرفتم عليه في أي مناسبة اجتماعية. أكرر، لا تنسوا... ثلاث نصائح أخيرة . أتمنى أن نستفيد من كل فرصة متاحة فقد لا تتكرر مرة أخرى. ولا تتحجج بأنك قليل الحظ أو تعيسه . تذكر، الخطوة الأولى دائما هي من طرفك أنت لا من الآخرين، فالسماء لا تمطر عملا ولا ذهبا ولا فضة ........للأسف ! . لا تنسوا الدعاء، فهو سنام الأمر كله.