تمكنت عناصر من الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن وجدة، يوم الثلاثاء الأخير، من رصد حقيبة تحتوي على كميات من الذخيرة الحية على متن حافلة للنقل الدولي كانت قادمة من أوروبا في اتجاه مدينة وجدة. الأسلحة المحجوزة، كانت مخبأة بإحكام داخل روزنامة من البضائع لتمويه المصالح الأمنية التي استطاعت اكتشاف الأمر عن طريق أجهزة الكشف “السكانير"، ضبطت بعدما ظلت هذه البضاعة داخل مبنى الوكالة لمدة طويلة، دون أن يتقدم أي شخص للاستلامها في خطة لجس النبض من طرف الجهة المرسلة. التحقيقات التي باشرتها الشرطة، ابتدأت من ملصق الحقيبة المذكورة، والذي يحمل معلومات عن الشخص الذي كان سيتسلمها، حيث انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مدينة بركان، وعملت بالتنسيق مع نظيرتها ببركان على نصب كمين للمعني بالأمر بإحدى وكالات الأسفار بالمدينة . الكمين وعملية الضبط ، أسفرا عن إيقاف سائق سيارة أجرة، تقدم للتو إلى الوكالة من أجل استلام البضاعة بعدما تلقى مكالمة هاتفية من بلجيكا بهذا الخصوص تخبره بالتوجه إلى الوكالة وحمل البضاعة إلى أحد الأمكنة بعدما دلوه على كافة البيانات التي تسمح له بتسلم البضاعة. وتبين من خلال البحث مع السائق، بأن شخصا مقيما بالديار البلجيكية، هو من قام بإرسال الحقيبة المحتوية على كميات من الرصاص الحي الخاص بالأسلحة النارية وأسلحة الصيد، حيث تم على إثرها إجراء مجموعة من التحريات، تمكن من خلالها المحققون من التوصل إلى هوية الفاعل الرئيسي المنحدر من مدينة زايو والذي تم إصدار إعلان للبحث في حقه . مجهودات للمصالح الأمنية استمرت إلى يوم الجمعة الأخير، حيث توصلت مصلحة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن بركان بمعلومات تحمل بين طياتها، بأن المتهم الرئيسي قادم إلى مدينة بركان بعد أن كان قد ولج التراب الوطني بنفس اليوم . خيط فتح شهية العناصر المحققة التي كانت على علم مسبق بمجموعة من الأماكن التي كان يتردد عليها الظنين، حيث تم تحديد موقع المعني بالأمر بعد عمليات رصد ومراقبة، انتهت بمداهمته من كل الجهات ليتم إيقافه دون ترك فرصة الفرار له . بحث أولي مع المتهم الرئيسي في قضية الذخيرة الحية، اتضح من خلاله أنه في الثلاثينات من العمر، ويحمل الجنسية البلجيكية، تم التحقيق معه، قبل أن يتم الانتقال برفقته إلى دوار قريب من مركز قرية لعثامنة على بعض كيلومترات من مدينة بركان. أجرت العناصر الأمنية للشرطة القضائية تفتيشا لمنزل كان يستغله المعني بالأمر، ليتم العثور على بندقية وكمية أخرى من الذخيرة الحية والمتكونة من رصاص خاص بالأسلحة النارية وآخر بالصيد . محطة التحقيقات استمرت بإحالة الظنين على مصلحة الشرطة القضائية بمدينة وجدة، التي تكلفت بمواصلة البحث معه بغية معرفة أسباب استقدام كميات من الرصاص الحي في هذا الوقت بالذات، وتحديد علاقات المعني بالأمر، ومعرفة إن كانت هناك علاقة بين تلك الذخيرة وأي عمل إرهابي .