المتهمات ينتمين إلى أعمار مختلفة والكميات المضبوطة اكتشفت داخل سيارات تولين قيادتها كشفت كثير من العمليات الأمنية أن الإقبال على محاولات تهريب المخدرات داخل سيارات شخصية لمهاجرين مغاربة لم يعد مغامرة رجولية بامتياز، بل أصبح فخا يوقع حتى المهاجرات على اختلاف أعمارهن ووضعهن الاجتماعي. أفضى تدخل فرقة الشرطة القضائية بالناظور، الأسبوع الماضي، بالمحطة البحرية لميناء بني أنصار إلى اكتشاف كمية مهمة من المخدرات على متن سيارتين تقودهما مهاجرتان مغربيتان في رحلة العودة إلى بلد إقامتهما بأوروبا، وذلك في عمليتين منفصلتين كانت المتهمتان خلالهما متلبستين بحيازة ما مجموعه 385 كيلوغراما من الشيرا. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح» من مصادر مطلعة، أحبطت العناصر الأمنية المذكورة في العملية الأولى، بتنسيق مع الجمارك وشرطة الميناء محاولة تهريب 310 كيلوغرامات من المخدرات كانت مخبأة في عدة حقائب موضوعة فوق حامل الأمتعة بسيارة مرقمة ببلجيكا. وأوضحت معطيات التحقيق، أن سائقة السيارة امرأة مطلقة تتحدر من مدينة طنجة، وتحمل الجنسية البلجيكية، وكان إلى جانبها رفيقها وثلاثة من أطفالها. وأسفر البحث المعمق بخصوص الكمية المضبوطة عن تحديد هوية المزود الرئيسي ومدبر العملية، إذ انتقلت عناصر من فرقة الشرطة القضائية إلى مدينة الحسيمة بناء على الاعترافات التي حصل عليها المحققون، وباشرت تحرياتها حول الشخص المطلوب وداهمت منزله، في انتظار استكمال البحث إلى حين انتهاء المسطرة المفتوحة بخصوص النازلة، التي أحيل بشأنها الموقوفان يوم الثلاثاء الماضي على النيابة العامة بالناظور. وفي عملية مماثلة، أسفر تدخل العناصر الأمنية التابعة لفرقة الشرطة القضائية عن حجز كمية 75 كيلوغراما من الشيرا أحيل بشأنها يوم الثلاثاء الماضي على النيابة العامة ثلاثة متهمين. ووظفت المصلحة الأمنية معلومات دقيقة توصلت بها حول حيازة شابة مغربية كمية من المخدرات على متن سيارتها المرقمة بفرنسا، وبالمقابل مكنت اعترافاتها من تحديد هوية شريكيها في محاولة تهريب المخدرات، ويتعلق الأمر بسيدة وزوجها. واستكمالا لمعطيات البحث والتحقيق، انتقلت العناصر الأمنية إلى مدينتي السعيدية وبركان، حيث اقتيد الموقوفان المذكوران إلى الناظور لمواجهتهما بالمنسوب لهما، كما توصل المحققون في الوقت نفسه إلى تحديد هوية المدبر الرئيسي للعملية. من جانب آخر، تظهر عدد من القضايا المماثلة أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي لا يكون دائما محددا في ضبط كميات من المخدرات على متن سيارات تقودها نساء بدافع الإغراء المالي، إذ في حالات عرضت على فرقة الشرطة القضائية بالناظور تمسكت موقوفات بإنكار علاقتهن بالكمية المحجوزة بشكل قاطع، بينما صرحت أخريات أثناء التحقيق أو المحاكمة أنهن تعرضن لخدعة أو انتقام بعد لجوء أشخاص آخرين من معارفهن أو أقاربهن إلى دس المخدرات داخل سياراتهن الشخصية. ووفق معطيات تحصلت عليها «الصباح»، فإن من أبرز هذه الحالات في المدة الأخيرة، وضعية مواطنة فرنسية توجد حاليا رهن الاعتقال يالسجن المحلي بالناظور ما تزال تعاني من آثار الصدمة بعدما ضبط على متن سيارتها كمية من المخدرات في طريق عودتها نحو بلدها الأصلي. وفي قضية راجت أخيرا بالمحكمة الابتدائية، تفاعل الحاضرون مع أطوار محاكمة متهمة أصرت على نفي صلتها بكمية 54 كيلوغراما من الشيرا المضبوطة على متن السيارة التي كانت تقودها. وتتحدر الظنينة من مدينة الدارالبيضاء، وهي متزوجة تبلغ من العمر 48 سنة، وأم لسبعة أبناء، وخلال جلسات المحاكمة أثار الدفاع أن موكلته المقيمة بفرنسا تعمل ممرضة ببلد إقامتها للدفع باستبعاد تورطها في القضية بالنظر لوضعيتها الاجتماعية المريحة. وبجانب هاتين الحالتين، استدعت الوضعية الصحية لسجينة على ذمة قضية مشابهة تدخل المصالح الديبلوماسية الهولندية لتفقد حالتها في جناح الاعتقال بالمستشفى الحسني بالناظور. وأثيرت قضية هذه المهاجرة المتحدرة من الناظور والحاملة للجنسية الهولندية في مقال سابق ل»الصباح» تناول جوانب من تبعات وضعها المترتب عن تدهور حالتها الصحية، كان محل سؤال داخل البرلمان الهولندي. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع