ويبقى التواصل مستمرا عبر الحواجز والمنافذ السرية عبر بعض المواطنين الجزائريين المقيمين بالمغرب و بالضبط بكل من مدينتي وجدة و بركان عن سخطهم الكبير لسياسة إغلاق الحدود بين البلدين الشقيقين منذ سنة 1994، و هو إجراء أثر بشكل كبير على العلاقات الإنسانية و الاجتماعية للشعبين، خاصة على مستوى الغرب الجزائري و شرق المملكة المغربية، لكون نسبة هامة من الجانبين لها علاقات أهلية و عائلية فيما بينها، في هذا الصدد انتقلت الجريدة إلى أقصى نقطة حدودية بجماعة أهل أنكاد لعمالة وجدة أنكاد، وهي منطقة لغلاليس اتحاتة المحاذية لبلدة ربان الجزائرية و التي يفصلها عن الأولى وادي ربان أين شوهد عدد من الأشخاص يتنقلون بين الضفتين و يتبادلون التحيات و السلام خلال بداية شهر رمضان الأبرك 1432 ه.، و في تصريح لأحد سكان دوار لغلاليس المغربي قال :‹ هناك على بعد عشرات الأمتار أين تشاهد تلك المنازل ، توجد ابنتي التي زوجتها لمواطن جزائري و نجبت منه 4 أبناء و بنت، رغم قرار إغلاق الحدود فإننا نتواصل فيما بيننا و نتبادل الزيارات علانية و أخرى في السر .. ! و أضاف المواطن أن صهره بالجزائر و معه سكان البلدة و القرى الجزائرية المجاورة مازالوا يتطلعون و بشغف كبير إلى إعادة فتح الحدود و بصفة نهائية بين البلدين، كما أنهم أصيبوا باليأس جراء السياسة الجزائرية تجاه إعادة فتح الحدود، و بجماعة بني درار الحدودية و بالضبط قرب قرية ‹الشبيكية› الجزائرية، التقينا بمواطنين جزائريين على شريط الحدود بين البلدين، ينتظران قدوم جدهما الذي يقطن بمركز بني درار لإبلاغه بأحوال العائلة هناك، فصرح لنا أحدهما أن سكان ولايات الغرب الجزائري ما زالوا يطمحون إلى فتح الطريق الحدودية ما بين البلدين لتمكين الشعبين من التواصل فيما بينهما و إعادة النشاط الاجتماعي و الثقافي إلى أوجه الذي كان يعيشه إبان فتح الحدود .. و استطرد قائلا أنهم يئسوا من سياسة قادتهم هناك مشيرا إلى أن سكان الغرب الجزائري و خاصة بمناطق باب العسا و الشبيكية و مرسى بنمهدي و بوكانون قرب مدينة أحفير المغربية يتحدون هذه السياسة و يتواصلون مع إخوانهم و أهاليهم بالمغرب الشقيق.. بل يكسرون الحدود التي تكاد تمنعهم من صلة الرحم مع أشقائهم و أهاليهم الذين يقاسمونهم الدين و العروبة و التقاليد و العادات و الثقافة و التاريخ. و في زيارة أخرى إلى شرطة الحدود الواقعة بأقصى شمال شرق إقليم جرادة ،التقينا مواطنين من جماعة رأس عصفور ، الذين عبروا عن استنكارهم الشديد لما يتعرض له أبناؤهم من قتل و حجز و سجن من طرف سلطات الجزائر، و يتمنون لو انقلبت هذه السياسة الخادعة إلى سياسة حسن الجوار و التآخي على غرار ما يعمل به الأشقاء الجزائريون رغم تسللاتهم و أنشطتهم المحظورة داخل نفوذ المغرب … و قال أحدهم (ه.ب.) 52 سنة أب لسبعة أبناء و بنات : لقد ولدت لنا سياسة إغلاق الحدود عدة مشاكل و اكراهات كاستفحال مظاهر الهجرة السرية و التهريب و الاعتداءات المتكررة على أبنائنا ..و ما نتمناه أن تعود الجزائر رشدها و ترتد عن سياستها المعاكسة لحسن الجوار و التآخي.. أما بالنقطة القريبة من مدينة السعيدية و بالضبط ب “بين الأجراف” أين تقابل الراية المغربية نظيرتها الجزائرية ، تر العشرات بل أحيانا المئات من المواطنين المغربة و الجزائريين حيث يفصل بينهم الوادي ، فتراهم يتبادلون التحيات و يدعون لبعضهم البعض و لقادة البلدين بالهداية قصد فتح الحدود ..أما بمدينة السعيدية فقد عايننا عددا من المواطنين الجزائريين الذين تسللوا كعادتهم الى التراب الوطني قصد التبضع من السوق الأسبوعي ليوم الأحد ..