شبح العبودية يطل مجددا على تندوف في ظل حالة الاحتقان الاجتماعي المنذر بمخيمات تندوف و تواصل أشكال الاحتجاجات اليومية على أوجه المعاناة اليومية لآلاف المحاصرين بمخيمات العار , تسعى قيادة الرابوني جاهدة لاجهاض مساعي جمعية محلية تدعى الحرية والتقدم و و تكافح من أجل التحسيس باستفحال ظاهرة العبودية في مخيمات تندوف . وفي الوقت الذي يسعى مكتب الجمعية الى رصد وإحصاء حالات العبودية بالمخيمات فإن أجهزة الأمن بمخيم الرابوني و بايعاز و توجيه من ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية تسابق الزمان لوأد تحركات الجمعية و إيقاف مشروعها على إعتبار أن الجزائر و معها صنيعتها في قيادة الانفصاليين ظلت تنفي وجود ظاهرة الرق بمخيمات تندوف وتكذب كل التقارير الموثقة حول إستفحال النخاسة وسط المخيمات لاعتبارات قبلية بالأساس تراهن عليها قيادة البوليساريو لخدمة مشروعها الانفصالي و لا تجد حرجا في التستر على تفشي مظاهر الاستعباد و سوق النخاسة داخل المخيمات و التي تستهدف على وجه الخصوص الملونين من الأقليات العرقية ذات الأصول الزنجية التي تم إستقدامها الى مخيمات العار في بداية الثمانينات ضمن مخطط إنزال للأصوات المرشحة للمشاركة في الاستفتاء الأممي المجمد . و مع توالي السنوات تحولت هذه الأقليات المجلوبة عنوة الى المخيمات موضوع سوق نشيطة للنخاسة البشرية فضحتها تقارير حقوقية إسبانية و موريطانية و وثقها باصوت و الصورة قبل سنوات شريط وثائقي أنجزه صحفيان استراليان كان قد حلا قبل خمس سنوات بمخيمات تندوف لانجاز برنامج توثيقي دعائي للطرح الانفصالي قبل أن يصطدموا بواقع العبودية والاتجار بالبشر داخل مخيمات تندوف . ويحكي الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان «مسروق» أو «ستولن» بالإنجليزية، في 75 دقيقة، قصة عائلة لايزال أفرادها من ذوي البشرة السوداء يعيشون حياة الرق والعبودية. ويركز الوثائقي، الحائز على جائزة أفضل فيلم في مهرجان عموم إفريقيا للفيلم والفنون بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، على شخصية «فطيم سلام» بالتحديد والتي تم فصلها عن أمها «مباركة» لمدة 30 سنة منذ بداية الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1975، حيث قامت»دايلو»، ابنة سيد «مباركة»، بخطف «فطيم» وهي في الثالثة من عمرها من حضن أمها لتنقلها بعد فترة إلى مخيمات تندوف داخل التراب الجزائري. وقضى مخرجا الفيلم، الأسترالية من أصل بوليفي «فيوليتا أيالا» والأسترالي «دان فولشو»، أسبوعاً برفقة العائلة داخل مخيمات تندوف، حيث التقيا أفرادها لبضعة أيام في إطار برنامج تشرف عليه مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين. و كانت الرابطة الإسبانية لحقوق الإنسان قد نددت حينها بممارسة العبودية بمخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر, والتي أكدتها وثيقة رسمية صادرة عن ما يسمى بمحكمة «البوليساريو» التي نشرت من طرف صحيفة كنارية في ماي 2008 . ووصفت المنظمة غيرالحكومية الإسبانية في بلاغ لها, تواجد مثل هاته الممارسات ب»الخطيرة جدا», كما تشهد على ذلك الوثيقة, الصادرة عن مايسمى بمحكمة البوليساريو, والتي أشارت إلى أن أحد ساكنة تندوف, المزداد سنة 1951الذي كان في وضعية عبد, اشترى حريته سنة 2007 , مقابل مبلغ مالي.