الذئاب الوحيدة تظل خطراً إرهابيا لا يمكن التكهن بتوقيته أو بعواقبه دوائر الاستخبارات الأميركية تطلع الكونغرس على الأخطار الماثلة في أنحاء العالم كالإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وأمن الإنترنت وزعزعة الاستقرار والضغوط البيئية على موارد المياه والأغذية والموارد الطبيعية فضلاً عن المخاطر الصحية والأزمات الاقتصادية والجريمة المنظمة أكدت دوائر الاستخبارات الأميركية أنها حققت انتصارات مشهودة في سنة 2011،كان على رأسها مصرع أسامة بن لادن وإلقاء القبض على عدد من أبرز عناصر التنفيذ الميداني في تنظيم القاعدة؛غير أن تقييما للمخاطر رفع إلى اللجنة المختارة المعنية بالاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي في 31 يناير المنصرم،أشار إلى أن مهمة الاستخبارات لن تكون أسهل في سنة 2012. فقد أبلغ جيمس كلابر،مدير دائرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية،الذي تمتد خبرته في هذا المجال أكثر من 40 سنة، اللجنة المختارة المعنية بالاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي،أنه لم يشهد قط في حياته مثل هذه المجموعة المعقدة من التحديات.وقال: "إنه لم يحدث من قبل إطلاقا وأن طلب من دوائر الاستخبارات أن تذلل مثل هذه التعقيدات التي تكتنف هذا العدد الجم من القضايا في ظل ظروف نتفقر فيها إلى الموارد". جدير بالتنويه أن تقديم تقييم للمخاطر العالمية من هذا القبيل هو عرف معهود يمارس سنويا في العاصمة الأمريكيةواشنطن حيث يمثُل رؤساء دوائر الاستخبارات ووكالات مكافحة الإرهاب الحكومية أمام لجان الكونغرس. وجاء في تقييم هذه السنة أن "الإرهاب يظل الخطر الأول،ولكن مع غياب بن لادن وعدم ظهور زعيم قوي جديد،فإن القاعدة قد كُسرت شوكتها وإن كان كلابر قد استدرك متكهنا بأن الفصائل الإقليمية للتنظيم ستواصل الترويج للمخطط الإرهابي".وقال كلابر أيضا إن انتشار الأسلحة يشكل بدوره خطرا جسيما.وبهذا الخصوص،استشهد بقدرة إيران المتنامية في مجال إنتاج السلاح النووي وتصدير كوريا الشمالية للصواريخ البالستية. بخصوص إيران،تداول أعضاء لجنة مجلس الشيوخ تكهنات حول ما إذا كان 2012 هو العام الذي سيتحرك فيه الزعماء في طهران قدما لتجميع سلاح نووي. ورد كلابر على ذلك بقوله إن دوائر الاستخبارات توصلت إلى استنتاج بأن القرار سيتوقف على خلاصة تحليل للمزايا مقابل التكلفة.وشرح مدير دائرة الاستخبارات الوطنية ذلك بقوله: "إذا بدأنا بالنظرة العالمية للمرشد الإيراني الأعلى،وأفكاره بشأن المزايا التي ستعود على دولة إيران،أو على عكس ذلك، التكاليف التي ستتكبدها تلك الدولة،فإننا نرى أنه لم يتوصل بعد إلى قرار بات". ثم أتى على ذكر مخاطر التهديدات عبر الإنترنت كمدعاة لقلق أمني كبير نظراً للأهمية المتزايدة لتكنولوجيا المعلومات كجزء رئيسي من البنية التحتية للمجتمعات العصرية.والسرعة التي تتحرك بها هذه التكنولوجيات إلى المزيد من نواحي الحياة تفوق بشوط بعيد وتيرة تبني وتحسين الممارسات الأمنية.وقال كلابر " إننا نتوقع بيئة إلكتروينة على الإنترنت يتم فيها تطوير وتطبيق تكنولوجيات ناشئة قبل أن يتسنى توفير ردود أمنية عليها". وتحدثت باربره ميكولسكي،عضو مجلس الشيوخ ،بنبرة من الجزع عن إخفاق أميركا في العمل بصورة أكثر اندفاعاً لتطوير استراتيجيات تحمي بها نفسها من مخاطر فضاء الإنترنت ومجابهة الجريمة على الإنترنت وقالت "إن منظمة الإنتربول (الشرطة الدولية) تعلن أن افضاء الانترنت قد أصبح مرتعا للجرائم المتزايدة،وأن ذلك يؤثر على أسرار الدول وعلى الأسرار التجارية".وأنبت السناتور ميكولسكي الكونغرس لإخفاقه في معالجة هذا الجانب الأمني مع أن الهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت موثقة تماماً في السنوات الأخيرة بوصفها خطراً داهماً على قدرات الحكومات أو المنظمات على تصريف أعمالها بصورة طبيعية. وفي تطرقه إلى المشهد العالمي،قال مدير دائرة الاستخبارات إن الأحداث المتفاعلة في العديد من الدول تشكل دواعي قلق أمني للولايات المتحدة.وأضاف "أن كل منطقة في العالم تقريبا لها مساس بدواعي قلقنا الكبير إزاء الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وأمن الإنترنت وزعزعة الاستقرار.وفي كل مكان من العالم حيثما تظهر ضغوط بيئية على موارد المياه والأغذية والموارد الطبيعية فضلاً عن المخاطر الصحية والأزمات الاقتصادية والجريمة المنظمة،فإننا نلمس آثارها المتمددة حول العالم وتأثيراتها السلبية على المصالح الأميركية". وقد جلس أمام لجنة مجلس الشيوخ مندوبون يمثلون سبع وكالات مختصة بالاستخبارات ومكافحة التجسس؛وقدم هؤلاء تقييمهم للمخاطر كما أجابوا على أسئلة المشرعين.سأل السناتور كنت كونراد، عضو مجلس الشيوخ،كل واحد من المندوبين أن يلخص العقد الأخير من التحديات بأن يجيب عن سؤال واحد" هل حققنا تقدماً ضد الإرهاب ؟" وكان جواب جميع رؤساء الوكالات "نعم" وإن كانوا قد أقروا بوجود أخطار.. وفي حين تحدث روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الجنائية الفدرالي،عن نجاح دوائر الاستخبارات الأميركية في تعطيل بعض الشبكات الإرهابية،فإنه أعرب أيضاً عن قلقه ممن أسماهم الذئاب الوحيدة..."أولئك الأفراد الذين لقنوا مبادئ التطرف، ودربوا على الإنترنت،وأصبحت لديهم القدرة والمعرفة في تركيب العبوات الناسفة،وغير ذلك من الآليات على الشبكة العنكبوتية. وقال مولر إن مكتب التحقيقات الجنائية الفدرالي حقق عدداً من النجاحات في السنة الماضية بضبطه واعتقاله بعض الأفراد،ولكن الذئاب الوحيدة تظل خطراً لا يمكن التكهن بتوقيته أو بعواقبه. إعداد :