اختار ضحايا إحراق السوق البلدي بتاوريرت أن ينقلوا معركتهم إلى الرباط بعدما سُدَّت في وجوههم كل الأبواب الإقليمية والجهوية،رغم أن النار علمتهم سلفا بأن "ذاك الغصن لم يكن إلا َّ من تلك الشجرة ".هذا علهم يجدون هناك من يستمع إليهم ويتجاوب مع أنين وآلام ضحايا ذاك الحريق المهول الذي سبق أن شب بتاريخ 25/08/2009 وكان قد أتى على الأخضر واليابس وشرد عائلات وشتت شمل أسر ... هي النار يا صديقي قد أتت على محلاتهم وممتلكاتهم وأصبحوا عرضة للتشريد والضياع.. وهي الدولة المغربية وممثلوها الذين أداروا الظهر لهؤلاء ، وحتى عندما كان يلتقي الوجه بالوجه على موائد " الحوار " كانت الديماغوجية حاضرة وكانت العصا وكان الاعتقال . ولم يكن في الأخير إلا القمع وسيلة لتواصل السلطة مع أي احتجاج. السلطات المحلية والإقليمية اختارت أسلوب " العصا والجزرة " في التعاطي مع هكذا مشكل اجتماعي واقتصادي . فعمدت الى ترحيلهم من مكانهم الأصلي إلى مكان آخر بهامش المدينة ، كحل مؤقت ، في انتظار بناء المركب التجاري بمكانه المحترق كما هو منصوص عليه بالالتزام الموقع من طرف التجار و السلطات المحلية والمجلس البلدي والجمعية الممثلة للتجار والحرفيين . وبمجرد ترحيلهم من مكانهم الأصلي بدأت تُكتشَف خيوط اللعبة ، وان كل تلك الحوارات واللقاءات الماراطونية والملفات الموضوعة فوق الطاولة وتحتها كانت بالنسبة للضحايا كمن يطارد خيط دخان أو كما يقال مجرد لعب أطفال وهم يشيدون قصور الرمال على شواطئ السعادة . حيث أصبح المشروع في خبر كان . وما عرفه تنقيح لوائح المتضررين من هذا الحريق من خروقات وتجاوزات خطيرة مست بالأساس التجار الحقيقيين زاد الوضع احتقانا ... حيث تم إقصاء مجموعة منهم واستفاد أناس لا علاقة لهم بالسوق المحروق . فبعدما كان العدد الحقيقي لا يتجاوز : 1200 تاجرا ، وصل بقدرة قادرين "و هم فوق أية محاسبة على ما يبدو" الى 1700 مستفيد ، حسب اللوائح المنجزة من طرف اللجنة الإقليمية التي ترأسها عامل الإقليم المكلفة بالإشراف على تنقيح لوائح المتضررين. وهذا فتح الباب على مصراعيه أمام المضاربين والسماسرة ليفعلوا فعلهم من دون أية مضايقة قبل التحدث عن المساءلة .. وما يثير السخرية بعد سماع صفارة إنذار المتضررين لإعلان التوجه إلى الرباط لشرح معاناتهم طيلة يومي 21/22 مارس الجاري هو القرار الغريب لباشا المدينة حيث حسب احد المعنيين راسل بعضهم عبر عون قضائي لإجبارهم المكوث في المدينة وعدم السفر إلى الرباط بقصد الاحتجاج .. اشتمل البرنامج النضالي بالعاصمة على تنظيم : ندوة صحفية بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط ** وقفة احتجاجية أمام البرلمان وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل وحوار مع رئيس مصلحة الشؤون الجنائية الذي أمر الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بوجدة بفتح تحقيق . وقفة احتجاجية أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان الرباط عبدالمالك حوزي التنسيقية المحلية لتجار وحرفيي السوق البلدي بتاوريرت تنقل حركتها الاحتجاجية إلى العاصمة الرباط http://www.oujdia.info/news/news_view_15331.html