تتظاهر مجموعة من السوريين أمام مبنى قنصلية بلادهم الخالية من الموظفين في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية بتصريح رسمي من الدولة، ولمدة معينة، ليعبروا عن شعورهم ورفضهم ممارسات نظام بشار، ويتظاهر معهم كثيرون من أهل البلد نفسه، وتحضر وسائل الإعلام هذه التظاهرات، ثم تنتهي مدة التصريح بالتظاهر، ويتفرق الناس من أهل الامارات ومن المقيمين السوريين العقلاء، الذين يحرصون حرص إبن الامارات نفسه على أمن الوطن. وتحاول قوة الأمن هناك أن تتفاهم معهم، فيصرخون ويحدثون فوضى لا معنى لها، فيطلب منهم رجال الأمن مراعاة قوانين الدولة التي يقيمون فيها، لكن بعضهم يرفض ذلك ويتمادى في خلق الفوضى! وعندما تساءل رجال الأمن عمن تسبب في خلق هذه الفوضى تقدم بعضٌ منهم في تحدٍ صارخ معلنا مسؤوليته، ومقدما هويته بطلبٍ من رجال الأمن، ثم يعود ويستمر في خلق الفوضى أمام مسمع ومرأى رجال الأمن وأهل الامارات! دولة الإمارات العربية، التي استضافت الإخوة السوريين، وسمحت لهم بالتظاهر، وتظاهر أهلها معهم، قررت اتخاذ إجراءاتها تجاه من تسبب في هذه الفوضى، وطالبتهم بالرحيل، بعد أن أظهروا عدم احترامهم لها ولقوانينها. لم ترمهم في الشارع، ولم ترحلهم لسورية، بل طلبت منهم تحديد الوجهة التي يريدون الذهاب إليها، وأعطتهم مهلة لعشرة أيام . الامارات كانت من أول الدول التي فتحت مجال التبرعات وتقديم المساعدات للشعب السوري عبر قنواتها الرسمية والشعبية، وما زالت إلى اللحظة الراهنة تفعل ذلك، وهو أمر ليس بغريب على هذه الدولة ولا على شعبها الكريم والمضياف . لكن الشيخ يوسف القرضاوي، الذي احتُفِلَ به في قطر على أنه أحد الأسباب الرئيسة للاطاحة بالرئيس المصري، لم ير هذه التبرعات والمساعدات، ولم ير الموقف الرسمي من الأحداث في سوريا، وسَحْبِ الدولة لسفيرها في دمشق، وطلبها من سفير سوريا المغادرة . هذا القرضاوي، الذي حصل على الجنسية القطرية بعد هروبه من مصر ثم من الجزائر، والذي يملك الكثير من المجمعات التجارية والأراضي في قطر، وتدر عليه البرامج التي يقدمها ويستضاف فيها في قناة الجزيرة وغيرها الكثير الكثير من المال، يصف الامارات وحكامها وشعبها بأنهم أنسٌ (عندهم شوية فلوس) ! ويتطاول عليهم لأنهم طبقوا القانون على مجموعة لا تتجاوز عدد أصابع اليد من الآلاف الذين تظاهروا ضد النظام السوري أمام قنصليةٍ ليس فيها أحد ! يريد هذا القرضاوي من حكومة الامارات أن تقف مكتوفة الأيدي وهؤلاء المشاغبون يدمرون الممتلكات ويخربون في شوارعها احتجاجا على بشار في سوريا !! هذا القرضاوي، المحتفل بتغييره النظام في مصر، سبق وأن مُنع من دخول الامارات لضلوعه في تنظيمات مشبوهة تابعة لجماعة الاخوان المسلمين . تساءلت وأنا أسمع كلامه عن الامارات : ما الذي يريده هذا القرضاوي ؟ وكيف يزن الأمور ؟ في لقاء له في احدى القنوات سئل عن الفياغرا، أحلالٌ هي أم حرام ؟ فقال لا فض فوه : « إذا استعملها الرجل لجماع زوجته فهي حلال، أما إذا كانت لغير الزوجة فهي حرام !». هذا القرضاوي السبعيني، والذي تزوج من طفلة تصغره بستين عاما، لم يجب على السؤال حول الفياغرا، وانما قرنها بالزنا، ليدخلها في دائرة الحرام والحلال ! قلت حينها: «واذا ركب الرجل السيارة قاصدا أن يذهب بها إلى خمارة ليشرب الخمرة فالسيارة حرام ! وإذا أطلق الرجل لحيته لأن احدى بائعات الهوى لا تحب الا معاشرة ذوي اللحى فاللحية حرام! « وقس على ذلك في فقه القرضاوي ! المشكلة الكبرى أن هذا القرضاوي وغيره ممن يفتون في كل شيء، ويدّعون أنهم وكلاء الله على الأرض لهم مريدون وأتباع كثيرون، يصدقون ما يقولونه ويعملون على أساسه! قال لي أحد الأصدقاء عندما تحدثت عن موضوع القرضاوي هذا : « أنت لا تعرف الله، وتبتعد دون أن تدري عن الدين « ! قلت: «بل أعرف الله قبل أن أعرفك وأعرف القرضاوي هذا، وإني، والله، على الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، ولست على دين الفضائيات التي يروج له هذا القرضاوي وأتباعه».