وإلياس العمري سيطلق السياسة في سن 45 تنافس ساخن مرتقب بين صقور "البام" لخلافة بيد الله يعقد حزب الأصالة والمعاصرة، أيام الجمعة والسبت والأحد ،ببوزنيقة، مؤتمره الوطني الاستثنائي، على بعد 3 أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية، التي جعلت الحزب يصطف في المعارضة وذلك بمشاركة 3 آلاف مؤتمر، حسب ما أعلنت عنه اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأوضحت مصادر من داخل الحزب أن أي عضو داخل الحزب لم يعبر، لحد الآن، عن رغبته في الترشح لمنصب الأمين العام، لتعويض محمد الشيخ بيد الله، الذي عبر عن عدم نيته في الترشح لولاية ثانية. وتوقعت المصادر ذاتها أن يكون التنافس ساخنا بين صقور الحزب حول منصب الأمانة العامة.ونفى وحيد خوجة، الأمين العام الجهوي للحزب بجهة الدارالبيضاء، خبر مقاطعة بعض مناضلي الحزب بالجهة للمؤتمر الاستثنائي، معتبرا ترويج هذا الأمر محاولة للتشويش على المؤتمر. وتوقع خوجة، أن يخرج الحزب أكثر قوة من هذا المؤتمر. من جانبه، قال صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة، في حوار صحافي إن "منصب الأمين العام، على أهميته، لا يمكن أن يكون ذا فاعلية، دون مكتب سياسي قوي ومجلس وطني فعال"، مشددا على أن الأمين العام المقبل يجب أن تتوفر فيه "شروط معينة للنجاح في مهمته، أهمها، تمثله لتجربة وصعوبات ودروس مرحلة التأسيس الأولى، ومعرفته الوثيقة بالعلل، التي تشكو منها تجربة الحزب، وتمرسه في التجربة التفاوضية، وتجربته الميدانية، ويستحب أن تكون له تجربة داخل المؤسسات المنتخبة". وعن ظروف التحضير للمؤتمر، أعلنت اللجنة التحضيرية، التي يرأسها إلياس العماري، خلال اجتماع لها، بالرباط، الأسبوع الماضي، أن المؤتمر يأتي طبقا للبرمجة التي حددها الحزب، أي بعد مرور ثلاثة أشهر عن الانتخابات التشريعية. وتحدثت اللجنة، كذلك، عن المواضيع المختلفة التي اشتغلت عليها، والتي شملت هوية الحزب فكريا وإيديولوجيا، وتكييف القوانين التنظيمية مع المقتضيات الجديدة، سواء تعلق الأمر بالمقتضيات الدستورية، أو بمقتضيات قانون الأحزاب، علاوة على مسطرة انتداب المؤتمرين والسياسات العمومية (إنتاجا وتصريفا). كما كشفت، خلال الاجتماع، عن الوثائق التي ستحال على المؤتمر الاستثنائي للحزب، وعن عدد المؤتمرين، بمن فيهم الضيوف الأجانب الذين سيشاركون فيه، إذ من المقرر أن يشارك حوالي 3000 مؤتمر. وأكدت اللجنة أن الانتدابات من الأقاليم ستكون استنادا إلى معايير محددة، مشيرة إلى أن دعوات وجهت إلى جميع الأحزاب السياسية، خاصة تلك التي تحالفت مع الحزب، بالإضافة إلى مواطنين مغاربة من تندوف. وكشفت اللجنة عن الغلاف المالي الإجمالي للمؤتمر الاستثنائي، موضحة أنه سيتراوح بين 5 و8 ملايين درهم ستمول من ميزانية الحزب، ومساهمة أعضاء فريقيه بالبرلمان، وباقي مناضلي الحزب. أما بخصوص الهوية المرجعية والفكرية للحزب، فشددت اللجنة على اعتماد الوثائق التأسيسية للحزب، التي "تقوم على الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة، وعلى مقاربة جدلية للانفتاح والاندماج". وأكدت اللجنة أن المؤتمر سيعمل على تحقيق المزيد من التماسك بين أعضاء الحزب، وعلى استمرار أجواء التفاهم، مستفيدا من "عدم وجود أي شكل من أشكال الصراع داخل الحزب، بغية تفعيل دينامية الأطروحات، التي جرى الاستناد إليها أثناء التأسيس". وقال إلياس العمري، القيادي في الأصالة والمعاصرة، إن الأمين العام المقبل ل «البام» سيكون نتاجا خالصا لتجربة الحزب منذ تأسيسه إلى اليوم. وأضاف العمري، إن من حق الباكوري ومحمد الشيخ بيد الله الترشح لسباق الأمانة العامة، مضيفا أن المؤتمر سيد نفسه في اختيار الأمين العام المقبل، مشددا على أن «البام» يراهن على تجديد نخبه وهياكله بنسبة 60 في المائة على الأقل خلال المؤتمر المقبل، وقد يكون سباقا إلى تأكيد هذا المنحى عن باقي الأحزاب التي طالبها بدورها أن تحذو حذو البام في انتخاب قيادة جديدة تقطع مع سابقتها. من جهة أخرى، شدد العمري على أن «البام» لم يكتسب شرعيته من نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، بل من المقاعد التي حصدها في الانتخابات الجماعية ل 2009، معتبرا أن كافة الأحزاب جددت شرعيتها في انتخابات 25 نونبر الماضي في ظل دستور جديد، شأنها في ذلك شأن المقاطعين للدستور، من قبيل اليسار الاشتراكي والنهج والعدل والإحسان. ودافع إلياس العمري عن علاقة الصداقة التي تجمعه بفؤاد عالي الهمة، مشددا على أنها مستمرة لأنه، كما يقول، وفي لأصدقائه، سواء كانوا في السجن أو في مصدر القرار، أغنياء أم فقراء. وبخصوص صفته داخل «البام»، قال العمري إن الحديث عن الانتماء إلى الأجهزة يكون في الأنظمة أو التنظيمات العسكرية وليس في المؤسسات المدنية أو الأحزاب السياسية التي يكون الانتماء فيها مبنيا على مشروع وليس تنظيم، لذا فهو يعتبر نفسه «من المنتسبين إلى مشروع الأصالة والمعاصرة». من جهة أخرى، جدد إلياس العمري عزمه عدم الترشح للأمانة العامة ل «البام»، مؤكدا أنه لن يترشح لأي منصب داخل الحزب، وأنه سيتقاعد سياسيا في سن 45 سنة للتفرغ لعائلته، وأوضح العمري أنه غادر المنزل وعمره لم يتجاوز 11 سنة وأنه «حان الوقت ليعود إلى الدار». وروى العمري لقصة علاقته برئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، منذ عشرين سنة، لما كان الأخير «يملك جريدة ومطبعة وشركة «جافيل» ومدرسة»، وكان في حاجة إلى الورق وأفلام الطباعة التي كان يبيعها إلياس العمري.وشدد المصدر ذاته على أن علاقته بأمين عام العدالة والتنمية استمرت لسنوات رغم الاختلاف البين بينهما في القناعات السياسية، مضيفا أن هذه العلاقة جعلته يتعرف على المحيط الخاص لبنكيران الذي كان يشتغل معه آنذاك، من بينهم وزراء حاليون في حكومته، وعلى أفراد أسرته أيضا. وقال العمري إن الهجمات التي شنها ضده بنكيران قد تجد تفسيرا لها في سعيه إلى السلطة، وهو ما يعتبره حقا طبيعيا، أو لأنه كان يريد بناء مجده السياسي عن طريق السب والقذف الذي جسد، يضيف إلياس، طريقة رئيس الحكومة في ممارسة السياسة، مذكرا بالهجمات التي شنها بنكيران سابقا على شخصيات سياسية عديدة، من قبيل شباط وابراهام السرفاتي، وقبلهما مناضلون في صفوف اليسار في جريدته «الراية». وطالب العمري بنكيران ووزير العدل والحريات مصطفى الرميد بفتح تحقيق حول اتهامهما له بالضلوع في أحداث «اكديم إزيك»، والوقوف وراء اعتقال جامع المعتصم، موضحا أن هذا الطلب يأتي من أجل إنصاف قيادي العدالة والتنمية وضحايا الأحداث المؤلمة التي عرفتها العيون سنة 2010.