يعقد حزب الأصالة والمعاصرة، أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة، ببوزنيقة، مؤتمره الوطني الاستثنائي، على بعد 3 أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية، التي جعلت الحزب يصطف في المعارضة وذلك بمشاركة 3 آلاف مؤتمر، حسب ما أعلنت عنه اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وأوضحت مصادر من داخل الحزب أن أي عضو داخل الحزب لم يعبر، لحد الآن، عن رغبته في الترشح لمنصب الأمين العام، لتعويض محمد الشيخ بيد الله، الذي عبر عن عدم نيته في الترشح لولاية ثانية. وتوقعت المصادر ذاتها أن يكون التنافس ساخنا بين صقور الحزب حول منصب الأمانة العامة. ونفى وحيد خوجة، الأمين العام الجهوي للحزب بجهة الدارالبيضاء، خبر مقاطعة بعض مناضلي الحزب بالجهة للمؤتمر الاستثنائي، معتبرا ترويج هذا الأمر محاولة للتشويش على المؤتمر. وتوقع خوجة، في حوار مع "المغربية"، تنشره غدا الجمعة، أن يخرج الحزب أكثر قوة من هذا المؤتمر. من جانبه، قال صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة، في حوار صحافي إن "منصب الأمين العام، على أهميته، لا يمكن أن يكون ذا فاعلية، دون مكتب سياسي قوي ومجلس وطني فعال"، مشددا على أن الأمين العام المقبل يجب أن تتوفر فيه "شروط معينة للنجاح في مهمته، أهمها، تمثله لتجربة وصعوبات ودروس مرحلة التأسيس الأولى، ومعرفته الوثيقة بالعلل، التي تشكو منها تجربة الحزب، وتمرسه في التجربة التفاوضية، وتجربته الميدانية، ويستحب أن تكون له تجربة داخل المؤسسات المنتخبة". وعن ظروف التحضير للمؤتمر، أعلنت اللجنة التحضيرية، التي يرأسها إلياس العماري، خلال اجتماع لها، بالرباط، الأسبوع الماضي، أن المؤتمر يأتي طبقا للبرمجة التي حددها الحزب، أي بعد مرور ثلاثة أشهر عن الانتخابات التشريعية. وتحدثت اللجنة، كذلك، عن المواضيع المختلفة التي اشتغلت عليها، والتي شملت هوية الحزب فكريا وإيديولوجيا، وتكييف القوانين التنظيمية مع المقتضيات الجديدة، سواء تعلق الأمر بالمقتضيات الدستورية، أو بمقتضيات قانون الأحزاب، علاوة على مسطرة انتداب المؤتمرين والسياسات العمومية (إنتاجا وتصريفا). كما كشفت، خلال الاجتماع، عن الوثائق التي ستحال على المؤتمر الاستثنائي للحزب، وعن عدد المؤتمرين، بمن فيهم الضيوف الأجانب الذين سيشاركون فيه، إذ من المقرر أن يشارك حوالي 3000 مؤتمر. وأكدت اللجنة أن الانتدابات من الأقاليم ستكون استنادا إلى معايير محددة، مشيرة إلى أن دعوات وجهت إلى جميع الأحزاب السياسية، خاصة تلك التي تحالفت مع الحزب، بالإضافة إلى مواطنين مغاربة من تندوف. وكشفت اللجنة عن الغلاف المالي الإجمالي للمؤتمر الاستثنائي، موضحة أنه سيتراوح بين 5 و8 ملايين درهم ستمول من ميزانية الحزب، ومساهمة أعضاء فريقيه بالبرلمان، وباقي مناضلي الحزب. أما بخصوص الهوية المرجعية والفكرية للحزب، فشددت اللجنة على اعتماد الوثائق التأسيسية للحزب، التي "تقوم على الديمقراطية الاجتماعية المنفتحة، وعلى مقاربة جدلية للانفتاح والاندماج". وأكدت اللجنة أن المؤتمر سيعمل على تحقيق المزيد من التماسك بين أعضاء الحزب، وعلى استمرار أجواء التفاهم، مستفيدا من "عدم وجود أي شكل من أشكال الصراع داخل الحزب، بغية تفعيل دينامية الأطروحات، التي جرى الاستناد إليها أثناء التأسيس".