وقناصلة المغرب بالجزائر يلتقون العثماني شدد سعد الدين العثماني وزير الخارجية المغربي في ختام زيارته يوم الثلاثاء 24 يناير 2012 للجزائر على "تجاوز معيقات التقارب مع الجزائر"، وأكد على أن ذلك يمثل "أولوية قصوى بالنسبة للمغرب". واعتبر العثماني أن الزيارة تأتي"لتبرهن أولا على أهمية تطوير العلاقات مع الإخوان في الجزائر"، وقال، "وجدنا لدى الطرف الجزائري ترحيبا واستعدادا لبناء علاقات جديدة وصفحة جديدة، وكان هناك اتفاق على خطوات جديدة، وستبرز ثمار هذا الاتفاق في الأشهر القليلة المقبلة". وبخصوص الحديث عن استثناء قضيتي فتح الحدود والصحراء المغربية من المباحثات، قال العثماني "نحن قلنا منذ البداية، هذه الزيارة لم تأتي لحل الإشكالات العالقة، وخصوصا إن كانت هذه الإشكالات معقدة تعود لمدد طويلة، لا نملك عصا سحرية لقلب الأمور رأسا على عقب، هناك إرادة مشتركة لتحسين هذه العلاقات، سنطور العلاقات في المجالات والملفات والقضايات التي فيها تقارب أو اتفاق بين الجانبين، والأمور الأخرى سيأتي الوقت لمناقشتها"، وأضاف العثماني، "لا يمكن أن تحل الأمور المعقدة بسرعة وبجرة قلم، بل تحتاج إلى المزيد من الوقت". وكشف العثماني عن جزء من القضايا التي ناقشها مع الرئس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وأكد أن اللقاء كان جديا وإيجابيا، وأضاف، "تجاوزنا فيه البرتوكولات والرسميات، وصحيح تحدثنا فيه عن العلاقات بين البلدين، وضرورة الاستمرار في التعاون القطاعي الذي بدأ سنة 2011، واتفقنا أن يظل اتصال مستمر لتذليل العقبات التي قد تؤثر في هذه العلاقات، بطبيعة الحال تطرقنا إلى قضية الحدود وقضية الصحراء، وبصفة عامة، لمست لدى الرئيس الجزائري إرادة لمقاربة الأمور بطريقة جديدة تجعلنا نذهب إلى الأمام، من جهة أخرى، أفاد العثماني بأن جزء من اللقاء الذي جمعه بالرئيس الجزائري، كان فيه استحضار لذكرياته مع الدكتور الخطيب بوجدة، ومع المحجوبي أحرضان وشخصيات أخرى، وقال العثماني، "تحدثنا أيضا عن الإصلاحات السياسية التي قام بها المغرب، واللقاء حضر فيه التاريخي والأخوي والرسمي، وكان أيضا هناك تقييم لما يسمى بالربيع العربي، وتقييم التجربة التونسية والليبية والمصرية، وقضية سوريا أيضا، كل هذه الأمور لامسناها بشكل مقتضب". واتفقت الجزائر والمغرب، في ختام الزيارة، على "تفعيل" التعاون بين البلدين، وإعادة بعث اتحاد المغرب العربي بالشكل الذي يخدم مصالح شعوب المنطقة، وأكد الطرفان في محضر مباحثات، وزيرا خارجية البلدين، على "ضرورة تفعيل التعاون في مختلف المجالات"، معتبرين أن زيارة العثماني إلى الجزائر"إشارة واضحة" للرغبة التي تحدو الجزائر والمغرب، للمضي قدما نحو تعزيز التعاون في مختلف الميادين، وأعرب الطرفان عن "إرادتهما" في "تفعيل" فضاء المغرب العربي، ومن المقرر أن يجتمع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي، يوم 18 فبراير القادم بالرباط. واستقبل عبد العزيز بوتفليقية، رئيس الجمهورية الجزائيرية، السيد سعد الدين العثماني، الذي كان مرفوقا بسفير المغرب بالجزائر عبد الله بلقزيز، وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ، في ندوة صحفية عقب اللقاء، أنه أبلغ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة من الملك محمد السادس تتعلق بالعلاقات بين البلدين، كما كلفه الرئيس بوتفليقة بنقل تحية خاصة وتقدير للملك محمد السادس. إن الزيارة تعتبر منعطفا تاريخيا في مسار بناء المغرب العربي، مؤكدا أنه وبالرغم من وجود علاقات ثنائية بين البلدين، "إلا أنها لم تضع النقط على الحروف".اليوم أصبحت الرؤية واضحة، وهناك رغبة من أعلى مستوى لتصحيح الوضع، ونتائج الزيارة تدل على أن العلاقات الثنائية بين البلدين دخلت مرحلة جديدة"، من جهة أخرى أن هناك نقطتين مهمتين، لم يرد فيهما أي جديد خلال الزيارة الأخيرة، وهما فتح الحدود بين البلدين، وتطور الموقف الجزائيري بخصوص قضية الصحراء المغربية، "سكوت الطرف الجزائري عن هذين الموضوعين، يخفي ما وراءه من إمكانيات لتطور هذا الموقف الجزائيري، بشكل قد يغير هذا المسار الإيجابي، رأسا على عقب"، بالمقابل بخصوص بناء المغرب العربي، "سجلت الزيارة تطورا مهما، بالنظر إلى مواقف كل البلدان الأخرى، التي أبانت عن رغبة ملحة لتفعيل المغرب العربي"، و أن "النوايا الحسنة تم التعبير عنها بشكل واضح وصريح، لكن الأقوال يجب أن تكون مقرونة بالأفعال، من خلال بلورة موقف جزائري واضح من قضية الصحراء المغربية، وفتح قريب للحدود بين البلدين". وفي سياق متصل،عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، لقاء مع القناصلة العامين للمغرب بالجزائر، وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها للجزائر، وقد شارك في اللقاء، الذي عقد بإقامة المملكة بالجزائر العاصمة، بحضور سفير المغرب بالجزائر عبد الله بلقزيز، قناصلة المملكة في كل من الجزائر العاصمة ووهران وسيدي بلعباس وكذا أعضاء السفارة . ونوه العثماني بالمناسبة بالجهود التي يبذلها الجهاز القنصلي، مؤكدا أنه سيرافقه في متابعة مختلف الملفات.