ربما لن يشفع للجهة الشرقية تاريخها النضالي وموقعها الحدودي وحتى حضورها في الحكومات السابقة، لدى بنكيران الذي يرأس الحكومة الثلاثين، لتضمن حضورها في هذه الحكومة، وهذا الغياب قد يكون له ما يبرره من منطق التحالفات الحزبية والمصلحة العليا للوطن، ولأن حكومات الدول الديمقراطية تنأى في تركيبتها البشرية عن النزعة الجغرافية، يبقى من حق الأحزاب أن تختار الكفاءات عوض الترضيات المجالية والقبلية. أسماء كثيرة تنحدر من الجهة الشرقية بصمت الحكومات المتعاقبة منذ البكاي لهبيل مرورا بأحمد عصمان وعبد العزيز مزيان بلفقيه وزليخة الناصري، وعلال السي ناصر، ومصطفى المنصوري ومن قبل أخوه بنعلي المنصوري، ونجية طاي طاي، والطيب غافس، و…. كل هذه الأسماء المنحدرة من الجهة الشرقية كانت تؤثت الحكومات المتعاقبة، لكن يبدو أن الحكومة التي ينتظر أن يكشف عنها الستار، ربما ستتجاهل الانتماء الجغرافي للوزراء وكتاب الدولة. لقد كان لمشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار في الحكومات السابقة الفضل في جر العديد من الأسماء الوجدية أو تلك المنحدرة من الجهة الشرقية إلى بعض الوزارات، وذلك نظرا للارتباط الوثيق بين حزب الحمامة والجهة الشرقية باعتبارها المنبع الأصلي لهذا الحزب الذي أسسه أحمد عصمان في ظروف معلومة، لكن وبعد جنوح مزوار ومن معه إلى المعارضة بقيت الجهة الشرقية تنتظر ما ستحمله حقائب حزب الاستقلال إن هو شارك في الحكومة أو اي حزب آخر، لكن يبدو أن الوزير المنحدر من الجهة الشرقية سيكون غائبا باعتبار أطر هذه المنطقة يمارسون نشاطهم السياسي بأحزاب أعلنت مبدئيا الاشتغال بالمعارضة . وقد يتأكد هذا التوجه في غياب تمثيلية للجهة الشرقية بالحكومة الثلاثين في تاريخ المغرب، من التسريبات المنبعثة من بيت حزب المصباح نفسه، حيث راجت أسماء بعينها كعبد العزيز رباح وزير مرتقب لحقيبة الخارجية، وسعد الدين العثماني للصحة ومحمد بوليف لوزارة الفلاحة، ولحسن الداودي لحقيبة الاقتصاد والمالية ومصطفى الخلفي لوزارة الاتصال وبسيمة حقاوي لوزارة الأسرة والتضامن. وبالرجوع إلى الوزراء الثلاثة المنحدرين من الجهة الشرقية في حكومة عباس الفاسي وهم أنيس بيرو المنتمي للأحرار والأستاذ عامر من حزب الاتحاد الاشتراكي وتوفيق حجيرة من الاستقلال يتأكد تقليص حظوظ استوزار أشخاص من الجهة الشرقية، خاصة وأن بنكيران أعرب عن أمله في الحكومة الجديدة أن تحمل وجوها جديدة وتعلن القطيعة مع الوجوه المبتذلة. ما تسرب لحد الساعة يشي أن الجهة الشرقية ستكون غائبة في حكومة بنكيران، ربما ذلك ليس عيبا، إذا كان الأداء الحكومي في المستوى ومسايرا لتطلعات المواطنين، ولكم من ابناء الجهة استوزروا لمرات عديدة ولم تستفد المنطقة من حقائبهم،بل كم وجدت هذه المنطقة العون والسدد من مسؤولين لا يمتون بصلة للجهة، فالخير يأتي من المسؤولين المؤمنين بالقضايا والمشبعين بحب الوطن، فاللهم املأ قلوب وزرائنا حبا لوطنهم آمين.