موالون لنظام الأسد يقتحمون السفارة المغربية في دمشق ويرشقونها بالحجارة والبيض ويسيؤون إلى العلم المغربي وواشنطن تعرب عن « انشغالها البالغ» إزاء الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية في سورية قرر المغرب استدعاء سفيره بدمشق ، محمد لخصاصي، وذلك على إثر الهجوم الذي تعرضت له سفارة المملكة هناك من طرف متظاهرين سوريين. وقال الفاسي الفهري ،وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، مساء الأربعاء بطنجة ، في افتتاح أشغال منتدى ميدايز2011 أن " صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر اليوم الأربعاء استدعاء سفير المغرب في سورية إثر الهجوم على سفارة المملكة بدمشق من طرف متظاهرين سوريين ". وأوضح الوزير أن الأيام الأخيرة سجلت مظاهرات غير مقبولة وغير عفوية بل مبرمجة ، وأن العديد من المتظاهرين هاجموا التمثيليات الدبلوماسية لبلدان أوروبية وأمريكية وعربية. وكان المغرب أدان بشدة، الأربعاء ، الهجوم على سفارة المملكة بدمشق، وكذا تمثيليات ديبلوماسية أخرى عربية وأجنبية. ويأتي هذا القرار بعد إقدام عدد من المتظاهرين الموالين لنظام بشار الأسد على اقتحام مقر السفارة المغربية في دمشق ، حيث رددوا شعارات ضد الجامعة العربية والدول العربية منها المغرب ، كما قاموا برشق مبنى السفارة بالبيض والحجارة والإساءة إلى العلم المغربي . وجاء هذا الهجوم المنافي للقوانين والأعراف الدبلوماسية بالتزامن مع احتضان الرباط لأشغال الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي- التركي، والذي على هامشه نظم اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية، خصصت لمناقشة الأزمة السورية والذي أدان الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية والقنصلية العربية والاجنبية في دمشق ، ومن بينها السفارة المغربية. وقد انعقد الاجتماع في غياب سوريا ، التي سبق للجامعة العربية في اجتماع السبت الماضي بالقاهرة، تعليق مشاركة وفودها في اجتماعاتها وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها إلى حين تنفيذ دمشق الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية. اجتماع الرباط خلص إلى عدة قرارات لمواجهة تداعيات الأزمة السورية ، حيث وافق المجلس على مشروع بروتوكول بشأن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية . وحسب مشروع البروتوكول الذي صدر في ختام الاجتماع، فإن مهمة هذه البعثة تتمثل في التحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الازمة السورية وتوفير الحماية للمدنيين السوريين. وجاء في المشروع، الذي تلاه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال ندوة صحفية أن مجلس الجامعة منح الحكومة السورية مهلة ثلاثة ايام من أجل التوقيع على هذا البروتوكول . وأكد المجلس أنه بعد توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول ، وبعد وقف جميع أعمال العنف والقتل ، يتم إرسال بعثة مراقبي الجامعة فورا الى سورية . كما وافق المجلس على طلب موجه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لاتخاذ مايراه مناسبا نحو تسمية رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، وكذا القيام بإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول . وشدد المجلس على ضرورة إعلان الحكومة السورية موافقتها على تنفيذ كامل بنود خطة العمل العربية التي اعتمدها المجلس في الثاني من الشهر الجاري. وتنص الخطة العربية التي أعلنت دمشق موافقتها عليها قبل15 يوما، بالخصوص، على وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، والافراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء البلاد للاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك . ويأتي مشروع البروتوكول للاستجابة لتطلعات الشعب السوري في إحداث التغييرات والإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المنشودة وحقنا للدماء، وضمانا لأمن سورية ووحدتها وتجنبا للتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية. من جهة أخرى دعا مجلس الجامعة العربية الى عقد اجتماع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري لتدارس ما يخص الجزء الاقتصادي، تنفيذا للقرار الصادر يوم12 نونبر الجاري عن مجلس الجامعة خاص بمتابعة تطورات الوضع في سورية، ورفع التوصيات لمجلس الجامعة على مستوى الوزاري في اول اجتماع له. وطالب المجلس سورية بالاعتذار رسميا عما صدر من مندوبها الدائم تجاه مجلس الجامعة من « عبارات نابية وغير دبلوماسية « في اجتماع يوم12 نونبر الجاري. وقد قرر مجلس الجامعة العربية إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء، عن «انشغالها البالغ « إزاء الهجمات ضد البعثات الدبلوماسية في سورية، ومن بينها السفارة المغربية، داعية دمشق لاحترام التزاماتها طبقا لاتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية. وقال الناطق باسم الدبلوماسية الأمريكية مارك طونير، خلال مؤتمره الصحفي اليومي، «نشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات ضد القنصليات والسفارات في سورية». وأكد طونير أنه «تمت مهاجمة سفارتي قطر والمملكة العربية السعودية، واليوم علمنا بأنه تمت أيضا مهاجمة سفارتي المغرب والإمارات العربية المتحدة، وكذلك تعرض القنصليتين التركية والفرنسية باللاذقية لنفس الأعمال» معربا عن أسفه ل» استمرار العنف ضد السفارات والقنصليات في سورية» . وقال «لقد وجهنا مرارا رسالة واضحة إلى الحكومة السورية ونتوقع أن تفي بالتزاماتها طبقا لاتفاقية فيينا «. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد نددت، يوم الاثنين، بالهجمات التي استهدفت نهاية الأسبوع الماضي بعثات دبلوماسية في سورية، داعية الحكومة السورية إلى حماية هذه البعثات. وقد أدان المغرب بشدة يوم الأربعاء، الهجمات ضد سفارة المملكة في دمشق وبعثات دبلوماسية أخرى عربية وغربية.