عمدت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر إلى مدكم بداية شهر ابريل 2009 بمشروع مقرر تنظيمي خاص بهيكلة الجامعات وطلبت منكم عرضه على مجالس الجامعات التي ترأسونها قبل وضع خواتمكم عليه. ولذلك نتوجه إليكم بصفتكم الأكاديمية والعلمية قبل صفتكم الإدارية، فانتم نساء ورجال التعليم العالي أولا، وبالتالي فالعقل العلمي هو مجالكم الطبيعي، و من المفروض أن تكون منظومة القيم التي تؤطر الروابط داخله منظومتكم، بكل ما تحمله من الحث على الجدية والمصداقية والحوار والشفافية و النزاهة الفكرية ودقة المقاربة وعمق التحليل. نتوجه إليكم لان الفضاء الجامعي المغربي يخضع اليوم لعمليات عميقة تستهدف إعادة ترتيبه كفضاء للمعرفة والتكوين والتأطير، وتروم إقرار ممارسات ومساطر ونظم جديدة، اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مندرجة في استراتيجيات ملتبسة لا تفصح عن مقاصدها بكل وضوح، وتسعى عبر مفاجأة وضغط الوقت، إلى استصدار موافقة مجالس الجامعات على قرارات تبدو في الظاهر مجرد تحصيل حاصل ومجرد تطبيقات مسطريه لقانون 00-01، بينما هي في الواقع مراجعة شاملة للأعراف الجامعية كما هو متعارف عليها عالميا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : -مسألة توصيف" الأساتذة الباحثين" كمستخدمين عوض اعتبارهم كما هو الحال كموظفين لدى الدولة المغربية. - مسالة "استقلال الجامعات" بمفهوم يساعد الدولة على التنصل من مسؤوليتها في ضمان التمويل الأساسي ومناصب الشغل الأساسية، وإحالة ذلك على الجامعات قي إطار محيط اجتماعي اقتصادي محدود أصلا في حجم إنتاجه ومشبع بثقافة معاملاتية تزدهر فيها الزبونية واحتقار البحث العلمي ونسائه ورجاله. السادة الزملاء، رئيسة ورؤساء الجامعات، إننا نخاطب ضميركم العلمي، ونناشدكم ألا تساهموا في تمرير قرارات ذات بعد استراتيجي قد تغير جذريا هياكل وميكانيزمات "الفضاء الجامعي المغربي"، خارج أي حوار جدي بين مكونات هذا الفضاء، وعلى رأسها هيئة رجال ونساء الأساتذة الباحثين، لقد سبق لبعض الجامعات أن استجابت لضغط المصالح المركزية للوزارة، ومارست التسرع واستصدار الموافقة بل في بعض الحالات ومع الأسف، مورس التحايل و"القرصنة". إن نقط الخلاف حول الإستراتيجية المعتمدة والغير المعلنة بمسؤولية معروفة قد سبق للنقابة الوطنية للتعليم العالي أن أعلنت عنها منذ سنوات، بل وخاضت معارك ضد تمريرها مثل الفصل 17 من تنظيم الجامعات، ولقد أكد مؤتمرها الأخير المنعقد منذ شهرين نفس التوجه. لذلك ، نلتمس منكم فتح ابواب قنوات الحوارالجاد و المسؤول و المنظم وألا تستعجلوا الحسم في قضايا لها بعدها الاستراتيجي، والا تحولوا مجالس الجامعات في زمن الحديث عن استقلال الجامعات إلى مجرد غرف التسجيل، تصادق على تعليمات صادرة عن "مركز" لا يريد الالتزام بأي شيء جدي. إن المصلحة الإستراتيجية للجامعة المغربية ولهيئة البحث والتدريس فيها تتطلب التروي والحوار الصادق، والإنصات العلمي والاستقلال الفكري الفعلي، حتى لا تتحول الجامعة من "فضاء لإنتاج المعرفة " و تكوين اطر الألفية الثالثة إلى "مقاولات جامعية "تدبر الخصاص وفق توجيهات مختلف أسلاك الزبونية والمحسوبية. ملحوظة: وجهت نسخة من المراسلة إلى المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي. عن المكتب الوطني لقطاع الجامعيين الديمقراطيين بالحزب الاشتراكي الموحد .....................................................................