كلمة ذ.مصطفى أبدار الرئيس المؤسس للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء في مؤتمرها الوطني الأول السيدات والسادة بإسم اللجنة اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الوطني الأول للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية ، نرحب بكم جميعا في هذا المؤتمر الوطني الأول المنعقد أيام 23، 24 و 25 يوليوز 2011 بمدينة العيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية، تحت شعار " من أجل حوار وطني هادف ومسؤول " وذلك بمناسبة تخليد ذكرى عيد العرش العلوي المجيد، المناسبة الوطنية المجيدة التي تعكس مدى الأواصر المتينة بين الملك محمد السادس وشعبه الوفي، واسمحوا لنا أن نرحب بصفة خاصة بضيوفنا الكرام الوافدين من الخارج، والذين جاءوا للحضور معنا في هذا المؤتمر، فهنيئا لنا بهذا الحدث السعيد، كما لا يفوتنا أن نرحب بكافة المؤتمرين والمؤتمرات القادمين من كل ربوع هذا الوطن العظيم المغرب. السيدات والسادة، المؤتمرين والمؤتمرات، الحضور الكريم. ينعقد مؤتمرنا الوطني الأول في ظروف تتميز على المستوى الوطني بمباركة الشعب المغربي للدستور الجديد للمملكة المغربية، والتصويت ب " نعم " لصالحه كما وضحته نتائج استفتاء فاتح يوليوز 2011 لأنه دستور ديمقراطي يكرس جهوية متقدمة ورائدة، ويحفظ الهوية الثقافية الوطنية ويصون الوحدة الترابية. أيها السيدات والسادة، المؤتمرين والمؤتمرات، الحضور الكريم. اسمحوا لنا ونحن في مؤتمرنا الأول أن نتحدث عن الذات وأن نقدم لكم بعجالة الحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية. لقد انبثقت فكرة تأسيس هذا الإطار المدني المستقل، وذلك لتعزيز الدبلوماسية الموازية وتكثيف مشاركة المجتمع المدني المغربي وكافة النخب الأخرى في التعريف بمقترح الحكم الذاتي استجابة للنداء الملكي السامي والرامي إلى النهوض بكافة الهيئات والقوى الحية بالمجتمع إغناءا للنقاش الوطني حول رهانات المغرب المستقبلية وإكراها ته الآنية صوب بناء مغرب موحد وديمقراطي، ولعل اليوم يترجم بقوة وعينا التام بأهمية التعبئة والتواصل خدمة للقضية الوطنية التي أصبحت معرضة لشتى أنواع الإبتزاز السياسي والتشويه الإعلامي والتوظيف الأيديولوجي من لدن أطراف نصفها بالحقودة والمعادية. إن الإعلان عن ميلاد الحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية، وذلك بتاريخ 24 يوليوز 2010، يعتبر بمثابة الإنطلاقة الفعلية لسلسلة من المشاورات واللقاءات التواصلية مع كافة المهتمين والباحثين والأكاديميين والمجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني، للتعريف بخطط وبرامج هذه الحركة العالمية، فمنذ هذا التاريخ إعتمدنا منهجا يتوخى التشاور وتبادل وجهات النظر مع كافة ممثلي الجمعيات قصد تحديد نطاق فكري وسياسي وسوسيوتنموي هو الإطار التنظيم للحركة العالمية، والهدف هو الدفاع عن مغربية الصحراء، وإظهار الأوجه التنموية والحضارية بهذه المناطق منذ استرجاع هذه الأقاليم إلى حظيرة المملكة المغربية إلى يومنا هذا تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله وأيده. إن نجاح هذه الحركة وقوتها لا تتجسد فقط في قوتها التنظيمية، وإنما كذلك في مواقفها الواضحة في مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي تشكل الحل الأنسب والأجدى لنزاع الصحراء، مع التخلي عن التعاطي " الفولكلوري " مع ملف الوحدة الترابية، واعتماد خطاب علمي وسياسي وواقعي، إضافة إلى استقلالية مبادرتنا هذه دون خضوعها لوصاية أي كان سواء جهات رسمية أو أحزاب سياسية أو منظمات نقابية، لأن كل الأعضاء المؤسسين لهذه الحركة العالمية والمنسقات والمنسقين الجهويين، الإقليميين والمحليين معروفين بمواقفهم المستقلة، وكذلك بالمصداقية في علاقتنا مع كل المنظمات غير الحكومية بالمغرب وبالخارج، وبقدر ما نحن مستقلين، بقدر ما نحن مستعدين للحوار مع الجميع بكل مسؤولية وبإعتدال ومناقشة كل المواضيع التي تهم المصلحة العليا لوطننا المغرب. ونحن ننتظر الدعم والمساندة من المؤسسات الحكومية دون أن تتدخل في المبادرة أو ما سنقوم به من أنشطة وتحركات، حيث أننا في تنسيق دائم مع المجتمع المدني المغربي بالخارج خصوصا بأوروبا. ومبادرتنا هذه حظيت بإحترام واضح للجميع، كما حظي هذا المشروع الوطني القائم على الثوابت الوطنية والشرعية الدولية، بالإستمرارية وكثافة الأنشطة في سياق تحصين وحدتنا الترابية والدفاع عن المكتسبات التنموية بالمنطقة الجنوبية. لأنه من المفروض أن يعمل كل الفاعلين الجمعويين وأن يتحركوا بكل إستقلالية وحرية، وهذا لايعني أن ترفع الدولة الدعم، بل عليها أن تدعم وتساند ماديا كل مبادرات فعاليات المجتمع المدني، لأن هذا الأخير سيدعم بقوة العمل الديبلوماسي الرسمي للدولة، ومعا يمكن تحقيق النتائج المرجوة. أيها الإخوة والأخوات. نجدد بدورنا ونيابة عن اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الوطني الأول للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية، الترحيب بكل الفعاليات الحاضرة معنا في هذا المؤتمر، وفي هذه اللحظة التاريخية نرحب بالضيوف الكرام وممثلي جمعيات المجتمع المدني، وكل المؤيدين للقضية العادلة لمغربية الصحراء من الضيوف الأجانب، الذين نحييهم بحرارة لكونهم تجشموا عناء السفر وضحوا بوقتهم وراحتهم من أجل أن بجسدوا حضورهم معنا، ويساهموا في إنجاح هذا المؤتمر الوطني الأول لذلك نشكركم على تلبية نداء الدعوة ونتمنى لكم لحظات ممتعة ومفيدة بيننا. ونؤكد أن جميع المهتمين والحاضرين معنا اليوم، ساهموا بشكل أو بآخر للإعداد والتحضير لهذا المؤتمر الوطني الأول، وقد ساعدت على ذلك قنوات التواصل التي أصبحت متاحة اليوم هكذا تلقينا أفكار الجميع وإقتراحاتهم إما من خلال البريد الإلكتروني أو الهاتف، مما جعل الجميع يساهم في تدبيج مسودة القانون الأساسي التي سنطرحها للنقاش والتداول في الجلسة الموالية، في أفق صياغتها من جديد بعد المصادقة عليها بشكل نهائي. وقد عملنا في هذه اللجنة التحضيرية الوطنية على التداول بخصوص المكان الذي سينعقد فيه مؤتمرتا الوطني الأول، فاقترح الجميع مدينة العيون الساقية الحمراء بالصحراء المغربية. لذلك نغتنم الفرصة لنوجه الشكر الجزيل لكل من ساهم في توفير الأجواء الملائمة لاحتضان هذه الوفود العزيزة، والمساهمة بالتالي في إنجاح المؤتمر الوطني الأول الذي نتمنى لأشغاله كل السداد والتوفيق. وقد عملنا كل ما في وسعنا، وقمنا بصياغة ورقن كل ملفات ومشاريع أوراق المؤتمر، فضلا عن الترتيبات اللازمة للإعداد لهذا المؤتمر واستقبال الوافدين، وهذا تطلب منا مجهودا بدنيا وماديا، وقد مكنتنا والحمد لله هذه الجهود من التأليف بين القلوب والجمع بينها من أجل نجاح هذا المشروع الوطني، على نحو أنجع وتحقيق كل الأهداف التي نطمح إليها جميعا والمتمثلة أساسا في التشبث بالهوية والوحدة الوطنية والدفاع عن مقدسات المملكة المغربية ونشر قيم المواطنة. السيدات والسادة. نعقد مؤتمرنا الوطني الأول الذي شرفتمونا فيه بالحضور للجلسة الإفتتاحية، والذي سيتم التصويت فيه في آخر المطاف على التصور العام والقانون الأساسي وأعضاء المكتب التنفيذي، هذا الأخير سينتخب رئيسا منسقا وطنيا ودوليا للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية وكذا المجلس الوطني، وكل الهياكل التنظيمية لهذه الحركة العالمية كما نشكر ضيوف الشرف سواء المواطنون المغاربة القاطنين بالمغرب أو الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ونقدم جزيل الشكر كذلك للأجانب على تحملهم عناء السفر وحضورهم معنا في هذا المؤتمر. أيها الإخوة والأخوات. لقد جدد المغرب دائما استعداده الصادق والكامل للتفاوض بشأن وضع حكم ذاتي ملائم وذي مصداقية ونهائي لفائدة كافة سكان الصحراء المغربية مؤكدا وجود " الخطوط الحمراء " التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وتتعلق بإحترام السيادة والوحدة الترابية والأسس الجوهرية والثابتة للمملكة المغربية. ونحن في للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية، نؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية أنجع سبيل وأضمن مخرج لطي ملف الصحراء نهائيا وذلك باعتباره عرضا شاملا غير قابل للإنتقاء وهو الإطار الوحيد الممكن للمفاوضات، رغم أن صعوبة تلك المفاوضات لا تكمن بالأساس في قابلية الحلول المقترحة للتطبيق أو عدم قابليتها وإنما تكمن في كون البوليساريو خاضعة في قراراتها لإرادة جنرالات الجزائر. لذلك يمكن القول أنه مهما كانت الظروف سنرى نهاية البوليساريو واعتماد مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بتأييد دولي في وقت يجمع فيه الرأي العالمي الدولي على أن مقترح المغرب بخصوص الحكم الذاتي الموسع يعتبر الحل السياسي الأنسب والأكثر واقعية والأكثر قبولا للتطبيق، بإعتباره حلا لا غالب ولا مغلوب فيه. إذن موقف المغرب عرف تطورات عملاقة في حين أن موقف كل من البوليساريو والجزائر ظل جامدا، خصوصا أن مضامين الخطاب الملكي الأخير والدستور الجديد للمملكة المغربية الذي تم التصويت عليه بالإجماع ب " نعم " يجعلان هذا الحل قابلا للتطبيق وهذا يعد في حد ذاته انتصارا للشعب المغربي ولكل الغيورين على هذا الوطن الحبيب. وفي الأخير نريد في ختام هذه الكلمة أن نؤكد على أن دافعنا الأساسي لكل هذا العمل هو استعدادنا العميق ورغبتنا الصادقة من أجل حمل كل هموم هذا الوطن العظيم والبحث في سبل أفضل للتغلب عليها. وندعو بالمناسبة كافة المؤتمرين والمؤتمرات إلى المزيد من التعاون لتحقيق الأهداف الأساسية لهذه الحركة العالمية. ونتمنى أن تكلل أشغالنا في هذا المؤتمر الوطني الأول بالتوفيق والنجاح. كما نتمنى أن يكون عملنا هذا خالصا لوجه الله تعالى : " وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الرئيس المؤسس للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية