سيتساءل العديد ممن عرفني عن قرب وربطني به ماضي سياسي يعود لما يناهز عشر سنوات، أو ممن ناضلت معهم داخل نقابة طلابية عتيدة كانت مدرسة بحق ولم يبق منها سوى الاسم: نقابة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، أو من رفاقي القدامى الذين تقاسمت معهم شعارا يساريا ديمقراطيا وطنيا اختزلناه في العمل الديمقراطي الشعبي، سيتساءل كل من موقعه عن دخولي غمار الانتخابات الجماعية، وأنا الذي ربما لم أومن يومها حتى بتسجيل نفسي باللوائح الانتخابية، بل كنت من المعارضين لمثل هذه العمليات التي يسميها البعض "لعبة". وبحجم هذه التساؤلات ستتولد لدى البعض أجوبة منها ذات القيمة وبعض منها مما لا قيمة له. ولفك شفرة هذه التطاحنات أستأذن الجميع لأسرد بعض من الأجوبة احتراما للبعض الذي أكن له التقدير ورفعا لكل لبس لدى المتفاجئين: 1- أنني اخترت الانضمام بإعلان ترشيحي للانتخابات الجماعية المقبلة لوكيل لائحة من ضمن المنتخبين السابقين بجماعة وجدة والذين زاد احترامي لهم كلما حضرت دورات المجلس الجماعي لوجدة خلال ولايته التي انتهت، وهنا أعني السيد حسن شتواني: طيبوبة الرجل، وصدق مبتغاه، ووضوحه وصراحته التي تزداد صرامة كلما تعلق الأمر بمصلحة مدينة وجدة وللتذكير فكل المحاضر موجودة على ما يبدو بالجماعة ومداخلاته مسجلة حتى لا يقول أحد أنني ازايد في حملة انتخابية مسموح فيها بكل شيء إلا الافتراء والكذب والبهتان والوعود الكاذبة. يعني أنني وبحسن نيتي اخترت فريق عمل على رأسه هذا الشاب وقد صدق من سماه من قبلي "عاشق الشأن المحلي". 2- أنني الصحافي الوحيد الذي أسس لمعارك ضد تجربة الرئيس الحالي لخضر حدوش، بالرغم من احترامي الإنساني للشخص، وفضحت وكتبت وكنت أقوله جهارا وبالعلن أن المدينة في حاجة ماسة لمن ينقذها من عبث التسيير العشوائي والفوضوي لوقف نزيف التجاوزات والخروقات ومنطق الامتيازات والاغتناء الفاحش من المال العام. ولمن أراد أن يتحقق عليه العودة إلى أعداد جريدة النهضة الغراء التي احتضنت شغبي ومشاكستي لفترة جد مهمة من عمر المجلس الحالي. 3- أن مدينة وجدة تحتاج في هذه المرحلة لرجال وشباب من الطموحين المخلصين والمؤمنين بقوة المدينة وقدرتها على النمو والنهوض والتأهيل واستغلال إمكانياتها وثرواتها، وحشد طاقات أبنائها وأطرها، والمجالس الجماعية لمغرب اليوم الذي يتطلع للغد، مرهونة بالكفاءات والخبرات لا المنتخبين من "التبع"، وأصحاب المال والجاه ممن لا يفرقون بين الشأن المحلي العام والشأن الخاص، ممن يعتقدون أنه بدخولهم الجماعة يسيرون إحدى ضيعاتهم أو مقاولاتهم أو واحدة من مشاريعهم التي حولها ألف علامة استفهام. 4- أنني أدخل غمار هذه التجربة الجماعية وأملي في الجميع كبير بالتصويت على هذه اللائحة بالنظر إلى قيمة الكفاءات والأطر المقدمة ومن المرشحين الذين يتأسفون على واقع المدينة، ويرغبون في إنقاذها من جبروت بعض المحتالين، ويأملون بالنهوض بها وتأهيلها وتجديد طريقة تسييرها وتحريرها من قبضة بعض من تكالبوا عليها بتوسيع دائرة نفوذهم ، واستنزاف خيراتها. كانت هذه واحدة من أسباب نزولي ضيفا عليكم عشية هذه الحملة الانتخابية التي نتنافس فيها مع مرشحين نتمنى لهم النجاح من قلب صادق، وآخرون وهم كثر نتمنى لهم الفشل والرسوب و الزوال عن طريق تأهيل مدينة وجدة لأنه بهم وبأمثالهم ستتفاقم أزمة مدينة وجدة. لم تطاوعني نفسي على عدم الترشح لمسؤولية هي أصلا جد متعبة وما يزيد من استصعابي للمهمة هو أنه مجرد التفكير في قطع الطريق على المفسدين والمحتالين وسماسرة المجالس الجماعية أصبح أمرا صعبا لكن أملي في شباب وأبناء المدينة المخلصين الواعين لمسؤولياتهم والقادرين على نزع الأشواك عن وطننا هو أملي لأتقدم لهذه الانتخابات. هذا هو الأمل من أجل تحقيق هذا العمل، سأحاول بكثير من الجهد والإخلاص لقطع الطريق على كل من يعتبر الجماعة مرتعا للإثراء والفساد. فنصرة لائحة الفيل هي أصلا نصرة لقضاياكم وهمومكم وشؤونكم.